أبو الشوك الزنبراني.. وحكايات الأصالة عن الزمن العراقي الجميل !!

حامد شهاب

هذه حكايات من الزمن العراقي الجميل ، تحكي قصة رجل أصيل عروبي شهم ، هو ( أبو الشوك الزنبراني) ، الذي بقي واحدا ممن يذكرهم الكثيرون على أنهم ممن يعشقون العمل الإنساني النبيل ، ومن يقدمون الخدمة الطوعية لمن يحتاجها من أبناء منطقته ، وكل من له حاجة أن يقضيها له، وهو يخرج منه ، وقد وجد فيه ما يعيد بنا الذاكرة الى رجالات العراق الاصلاء الذين لم تعكر كل غيوم الأمس القريب وازماته ، أخلاقهم أو تغير منها، وتبقى تتجذر حكايات ترويها الأجيال عن الاصالة العراقية وكيف يقدم الرجل حياته من أجل رفع الغمة عن الآخرين ، وإشعرهم أنه من يداوي جراحهم ، ويخفف عنهم ما يعانونه من أزمات أو مشكلات يراها آخرون أنها صعبة، ولكن بإيمان الرجل وما تستلهمه عزيمته وتقديمه للخير، واذا سرعان ما تنتهي وتتحول الى حلول وساعات فرح بالفرج القادم من أعماق الطيبة العراقية ، التي أبت إلا أن تكون حاضرة لكل من يحتاجها في الزمن الصعب!!

يطلق عليه الكثيرون لقب (أبو الشوك الزنبراني) ، وهو اللقب الذي كان والده قد اختاره له، وبقي محتفظا به، وهو من رجالات وأعلام تلك المنطقة التي تقع جنوبي بغداد في منطقة اليوسفية، التي لايزال بعض أهاليها ممن يحفظون للقيم مكانتها ، ويكونوا حاضرين لتلبية نداء كل من هو بحاجة الى المساعدة في التغلب على أزماته او عوارض الزمن التي تواجهه ، وترى ( ابو الشوك الزنبراني) ما أن تحدث أية مشكلة بين أبناء منطقته ( الزنبرانية) بمنطقة اليوسفية ، الا ويكون الرجل حاضرا ، وهو يجمع ابناء العشيرة أو البلدة لنجدة من يمر بظرف صعب أو ازمة في علاقاته مع أبناء منطقته ، وتجده في المقدمة ، يتسابق الصفوف لفعل الخير وتقديم الواجب ، ويخرج منه من مر بضيق وهو في حالة ارتياح ، مما حصل عليه من عون معنوي او وقفة انسانية ، تجد لها صدى طيبا لدى أهالي تلك المنطقة الزراعية في الغالب والتي تحتفظ بعلاقات اجتماعية مميزة ، وان تغير الكثيرون فيها في هذا الزمن الرديء، إلا إن الكثيرين منهم ومنهم (أبو الشوك الزنبراني) تراه في كل نائبة حاضرا ، وهو يتولى مهمة تصريف أية مشكلة او أزمة ، بعد أن يبذل الرجل جهوده مع أهل الخير ، لكي يخففوا من ضيق احوال البشر ومما يعانونه من مشكلات أو مصاعب أو عراقيل ، وما أكثرها هذه الايام!!

كل أبناء منطقته من الزنبرانية ، في اليوسفية ، يتحدثون عن طيبة هذا الرجل وعن أخلاقه التي هي محل إشادة كل أبناء تلك المنطقة ، وهو مايزال يحيي تلك العلاقات الطيبة ويحافظ عليها ، وتجد الكثيرين وهم يدعون له بالصحة والسلامة والعمر المديد، بعد ان وهبه الله من الفضائل العربية العراقية الاصيلة ومن طيبته المعهودة وكرمه الذي يتجاوز كل حدود، ليضع نفسه ، في خدمة من يحتاج الى تقديم المساعدة ومن يخفف عن الآخرين عبء مصابهم ما يعانون من أزمات وما يواجهونه من صعوبات الحياة، وهم يجدون في كلماته الترحيبية ما يخفف عنهم كثيرا من تلك الاعباء ، وترى محياه المبتسم معهم وهو يسعى مع هذه الجهة او تلك او هذا الشخص او ذاك ليحقق له طلبه في أن يحول مشكلة من يعاني منها الى تطييب للخواطر، ويجد نفسه وقد حقق الكثير مما يتمناه ويخرج منه وهو في غاية السرور ، بعد ان فرج الله عن كرباته ، وتحقق له مايريد!!

ومن واجب الاعلام والصحافة وكل أخيار العراق الطيبين أن تعرض سمات تلك الشخصيات التي تحتفظ بعراقيتها الاصيلة ، والتي تضع نفسها في خدمة بني جلدتها ، وتحتاج الى من يشجع الآخرين الى ان يحافظوا على تلك القيم ولا يتناسوها كونها الجانب المشرق من مسيرة حياتهم ، وهي من تشكل مصدر فخر واعتزاز في حياة أي انسان يبحث عن القيم العليا والفضيلة والسلوك القويم الذي يعد من وجهة نظر كثيرين انه الرجل المفضل المحبب الذي يحظى بالتقدير والثناء، والدعاء له ان يحفظه رب العزة، وهو الطيب القلب والنبع الصافي الاصيل ، حيث ما زال يحفظ قيم العشائر العراقية الاصيلة ويحافظ عليها لكي لاتندثر ، ولكي تبقى مشاعل لاتضيء التاريخ العراقي، بما يرفع عن كاهل العراقيين نوائب الدهر، وهم عندما تشعرهم بانك من اؤلئك الرجال الاوفياء الصادقي العهد ومن يحافظون على قيم الرجولة انما تشعرهم ان تلك القيم الرفيعة الاصيلة المحببة ما تزال تكمن في ضمائر أؤلئك الرجال الذين نذروا أنفسهم لأن يكونوا مشاعل ضوء تنير طريق الاجيال في ليالي الظلمة!!

أبو علي الدليمي، وأبو احمد وابو سعد ، وأبو صهيب وابو ضياء ، حيث يحتفظ بذكريات جميلة معهم ، وهم ممن يتحدثون دوما عن فضائل هذا الرجل (أبو الشوك الزنبراني)، وهو قد عمل في المجال الاعلامي ، وما يزال يرفد القراء لما يحتاجون اليه من صحف ومجلات نادرة ، او كتب ثمينة وبخاصة في المجال التربوي والديني كونه رجل يحب الاعتدال في السلوك ، ويمقت التطرف ، وهو يذوب في حب الوطن والدفاع عنه، وهو من قدم حياته قربانا للعراق في كل مراحل تاريخه على مدى عقود، واختمرت تلك القيم الرفيعة الاصيلة التي إكتسبها من بيئته الريفية ، لتشكل منه رجلا يدرك الحياة ويفهم دلالاتها وكيف يسهم مع الاخرين في تذليل صعوباتها، واستفاد من عمله الاعلامي والثقافي وعلاقاته الشخصية الواسعة في بناء شخصية متكاملة تتيع لكل العلاقات ويكون محل ترحاب من الكثيرين ، لما يجدونه فيه من تعاون وتآزر ، ويسهم في تخفيف من تقع عليه أعباء الحياة!!

أما عائلته وابناؤه فقد حرص ( أبو الشوك الزنبراني ) على ان يوصلهم الى أعالي القمم ، وهم الان في مراحل دراسية متقدمة في مجالات القانون وعلومه وطب الاسنان والتقنيات الهندسية ، وهو ينظر اليهم على انهم من يرفعون رأسه ، ويتفاخر بهم وبما حققوه في تحصيلهم العلمي الذي هو محل فخر وتقدير الكثيرين، بالرغم من بساطة عيش هذا الرجل ومن ضالة موارد حياته الا انه ينظر الى نفسه الى انه من أغناه الله بأن غرس في قلبه القناعة والرضا وهم الاولاد والبنات الذين رفعوا راسه ، وهم من يتفاخر بهم بين بني أهله وعشيرته ومجتمعه ، وقد قدم الرجل كل ما يستطيع من اجل ان يكملوا دراساتهم، حتى حصلوا على تحصيل علمي يشكل مصدر فخر لانهم وصلوا الى تلك المراحل العليا ، بهذا المستوى الدراسي القيم، الذي يحظى بتقدير الكثيرين!!

تحية منا لأبي الشوك الزنبراني ، ومن واجب من يهتمون بصناعة الكلمة ان ينشروا فضائل أؤلئك الرجال، لتكون عبرة للكثيرين ومحط ترحيب ابناء المجتمع ، وهو وإن كانت أعمال الخير ضمن منطقته، الا انها تبقى مصدر مباركة وتكريم من كل أطياف المجتمع العراقي الذين يفرحون بتلك القلوب الطيبة وما يفيض بهم كرمهم الشخصي ليكونوا أدوات للخير والصلاح وتسوية المشكلات وتحقيق الأمل بانفراج المصاعب أمام من يواجهونها، وهم حين يجدون رجالا بهذا المستوى لابد ون يفرحوا ايضا، ويشعرون باللإعتزاز لان رجالا بهذا المستوى من الخلق الرفيع ، لابد وان يقدر الجميع فضائلهم ويعبرون لهم عن الإمتنان والتقدير ، وهو يستحق تلك الخصال الجميلة عن جدارة!!

لك يا أبا الشوك الزنبراني من جميع محبيك كل التقدير والاحترام..ودعاؤنا أن يوفقك الباري لما يحبه ويرضاه ..إنه نعم المولى ونعم النصير!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here