لم أر شجاعا منتصر،

زاهر الكناني

لم أر شجاعآ منتصرآ ،،ومغلوبآ،،في نفس الوقت مثلي،،،
أقاتل،، فأنزف،،فأموت،، من أجل اخ عدو،،، يتربص بي ويترقب قتلي،،، فيؤتى بي مرملآ بدمي،، وقبل أن أدفن في قبري،،يصك مسامعي ان ضحايا عدوي الذين قاتلتهم وقتلوني قد صاروا شهداءآ بالفعل والقوة والاستحقاق،،،وان الارض التي باعها اخي وحررتها بدمي
قد سرت فيها عجلة الاعمار بأموال انتزعت من افواه اطفالي وارملتي،،،وامي وابي،،، واسمع ايضا ان اسيادي قد تحالفوا مع اعدائي الذين قاتلتهم وقتلوني قد شكلوا جبهة واحدة وتشاركوا بعنوان واحد وعادوا يعتمدون على صوت البؤساء الانتخابي الذين خلفتهم من ورائي،،،
فلا وليي نزهني وافتخر بي وبتضحيتي،،، ولا اخي العدو الذي تقطعت اوصالي بأرضه قد راعى حرمة دمي،، وبالنتيجة يتمنطق كاظم الغاوين ويهدر بها فنيق المبطلين من كلا الجانبين بشعارات النصر على العدو بفضل الوحدة والشراكة واللحمة الوطنية،،،ولعمري انهم قد انتصروا فعلا،،، ولكن على من انتصروا ؟
* انتصروا علي انا الشجاع المندفع الغبي،،،علي انا المتحمس الأبله،،،، انتصروا علي انا الذي اعطيت دمي على شفا الخندق الفاصل بين الحق والباطل كما وصفه لي سادتي وقادتي،،،،
تبآ لهكذا امة تسمي القاتل والمقتول شهداءآ في نفس الوقت،، وتبآ لكل من يعتقد ان مسببي الخراب يصلحون لمهمة
تعديل ما هوى من جدران كانت قائمة،،وتبآ وسحقآ لكل شجاع غيور نبيل وغبي مثلي،،،
يقتلني القريب ويقصفني الغريب ويشمت بي الاخ الحسيب النسيب،،،
ياااا لي من غبي احمق،،، كنت اعتقد ان كل العناوين السامية والمقدسة والمعنوية كلها تذوب جميعا وتتبلور في بوتقة واحدة هي الوطن،،، وانا ذهبت بقدمي وملئ ارادتي لحتفي غير المأسوف عليه من اجل غيرهم،،،
** ففي وقت الدم : كل غباء خيانة،،، خيانة قد يفتخر بها اهلي وايتامي حينما يصاح بأسمائهم في اصطفاف التلاميذ في المدارس،،،، نعم انها الخيانة لأيتامي ممزوجة بنكهة مايسمى الشهادة من اجل الوطن،،،،
هذا الوطن الذي عاد وليي وعدوي متحدين متعاونين متشاركين فيما بينهم لغرز انيابهم في جسده المتهرئ مرة بعد مرة بعد مرة،،،
فالوطن لدى اوليائي مكاسب المال،،،ولدى من كنت أسميهم اعدائي فلهم مناصب الكمال،،،
&& وقف يتيمي على قبري مختنقا بشهقة من صدره ،،، ذارفآ دموع اليتم والذل،،،معاتبآ لي اذ يقول :
أبي : ألهذه الدرجة كنت ساذجآ وغبيآ !!!!
ألم تسمع عباراتهم الاعلامية حينما يتخاصمون او يتصالحون يقولون انها (( العملية السياسية )) ،،، نعم انها السياسة يا ابي،،، يتبادلون فيها ادوار العداوة والمقاومة واستخدموك وقودآ لإذكاء الحرب بينهم حتى اذا ما كان نصيبك من الدنيا خرقة ذات ثلاثة الوان ،،عادوا فتصالحوا وتضامنوا وتكتلوا واطلقوا الاسماء والالقاب على كتلهم (( النصر )) عليك وحدك ،،،،، ( والبناء ) المزعوم لهدم واضح ومعلوم،،،، و( إصلاح ) مفترض لفساد حقيقي وواقعي،،،
جئت لكي القي عليك هذه النتائج من الاخبار وليس للبكاء عليك وطلب الرحمة وقراءة الفاتحة،،،
فأنت اب شجاع ومقدام وجرئ وصاحب نخوة ولكنك غبي وسااااااذج ومخدوووووع،،،
فهاهم الخصماء قد تصالحوا،،، وهاهم الذين كانوا بنظرك حيتان الفساد ومصاصي الدماء قد تضامنوا واستقوت شوكتهم،،،ولم يبق لك من الذكر الا دموعنا نحن يتاماك واماكن سراحتنا في منعطفات الطرق والاشارات المرورية ،،، نستجدي الناس عواطفم ورحمتهم عسى ان يمنوا علينا يما يسد رمقنا،،،نحن ابناء الارملة الشابة وليس ابناء الشهيد المضحي،،،، هكذا صارت تسميتنا في المجتمع يا ابي،،،
فكل الموضوع مهما تشعبت تفاصيله وزادت مداخله ومخارجه لايعدو كونه الا (( عملية سياسية )) كما يسمونها،،، والسياسة هي فن الممكن والمساومة والإرضاء،،،
انت ظالم مظلوم يا ابي ……
سوف اعود الى امي في الخربة البائسة وسوف ابقى امدحك وافتخر بك امام كل الناس واصطنع دور الزهو والافتخار كذبآ وزورآ لاني اذا نطقت هذه الحقائق التي اخبرتك بها أمامهم فسيكون الحكم علي بواحدة من ثلاثة احكام او ربما بجميعها حسب ماهو موجود من قردة العملية السياسية وخنازيرها ودوابها الصماء العمياء :
* انت ابن فلانة،،،،،
* انت بعثي حاقد،،،،
* انن ابن زنا،،،،
كل فئة متخصصة بمصطلح من هذه المصطلحات الفكرية العملاقة،،،،،

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here