التشاطر والتذاكي مع كورونا ضرب من سذاجة و خفة

بقلم مهدي قاسم

تاريخ البشرية حافل بشتى أنواع الطاعون
والوباء في الأزمنة الغابرة وما ترتب على ذلك من سقوط ملايين من الضحايا المصابين ، بسبب قلة الوعي الصحي أولا وانعدام المستوى العلاجي الناجع و كذلك بسبب تخلف العلوم الطبية ثانيا آنذاك ، ولعل أفظعها وباء أنفلونزا كان قد اندلع منتشرا في 1920 لها تاركا أكثر من
عشرين مليون ضحية بحسب تقديرات عامة ، وكل ذلك يعني أن فيروس كورونا ليس بأمر جديد أو طارئ غريب على البشر ،و بالتأكيد سوف لن يكون الأخير ، إذ أنه تارة يطال حيوانات و طيورا وحشرات و تارة أخرى بشرا ، بدون أي تمييز أو استثناء بين بشرأو حيوان أم حشرة ! ،كظاهرة غامضة
وخفية من ظواهر الطبيعة مثل العواصف الهوجاء و الزلازل و الطوفان والبراكين والتسونامي والحرائق الكبيرة ،وتخرج برأسها وذيلها بين حين وآخر لتحصد عددا كبيرا من ضحاياها و تختفي إلى حين من الزمن ، لتعود بأنواع ومسميات جديدة وهكذا إلى مالا نهاية ، والمسألة هنا لا
تتعلق بحجم الفيروس أو الوباء وفيما إذا كان عملاقا أو قزما ، أو بالمقارنات بينه و بين الأساطيل والمدمرات العسكرية الحاملة للقنابل النووية من حيث القوة التدميرية الهائلة ، إذ إن مقارنة من هذا القبيل تنم عن سطحية مستوى التفكير و سذاجته ، فعدو مسلح واحد غير مرئي،
و مهما كان حجمه ضئيلا لهو أخطر بكثير من مائة مسلح ضخام الأجسام ولكن مرئيي المظاهر الهيئة والأحجام ..

لذا فبدلا من تشاطر أو تذاكي مع فيروس
كورونا والقيام بصولات وجولات مضحكة ، يجب علينا نحن الذين نعتبر أنفسنا كتّابا أو شيئا من هذا القبيل ، أن نساهم في نشر الوعي الصحي بين الناس و دعوتهم إلى الانضباط والالتزام بالنصائح و الإرشادات الصادرة من الجهات الصحية الرسمية ، سيما على صعيد القيام بممارسة
النظافة والتعقيم المتواصلين والدائمين ، وعدم الاختلاط أو بالأحرى ضرورة الابتعاد عن الحشود البشرية الكثيفة و ذلك تجنبا للإصابة المحتملة ، وبالأخص وتحديدا الحضور الطوعي عند الاشتباه بالإصابة في المراكز الصحية المخصصة لهذه الغاية فضلا عن التعاون ـــ في حالة
الضرورة الموجبة ــ مع السلطات والجهات الصحية الرسمية المكلفة بهذه المهمات الخاصة والاستثنائية ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here