ترشيح الزرفي قازوق للميليشيات ونصرجديد لأنتفاضة تشرين

د. لبيب سلطان

يمكن أعتبار الزرفي أقرب السياسيين الحاليين الى المتظاهرين، وقد اتهمته الميليشيات بكل اصنافها انه وراء أعتصامات النجف وهو محركها ، وربما يكون كذلك، وهو امر مشرف له ان يكون في الساحات مع أبطال الأنتفاضة، وليس متفرجا عليها ، او ناطقا منافقا بشرعيتها ومطالبها كما تعودتم التصريح به والعمل ضده.

مايميز الزرفي عمن أعرفهم من الساسة الحاليين انه غير متحذلق لا في الكلام ولا في الموقف ، وهذا ايضا ما عرفته عنه عند اقامته في ولاية ميشيغان بعد قدومه وغيره من الثوارمن رفحا ، وكان ذلك عام 1994 بفضل جهود خيرة قمنا ببذلها وقتها مع جاليتنا في كندا منذ عام 1992 وبضغط كبير على الحكومتين الكندية والأمريكية تم سحب 25000 الف لاجئ من مخيم رفحة تعويضا عن تنكيل الحكومة الأمريكية بثوار الأنتفاضة وعقد اتفاق خيمة صفوان المذل مع النظام الصدامي. راينا الكثير من الثوار الأبطال في صفوف القادمين من رفحا وكان السيد عدنان الزرفي من بينهم ، وعلى طوال سنوات عديدة في الغربة كانت قلوبهم تخفق للأنتفاضة القادمة وكان جهدهم اليومي لذلك الهدف ، وبرز الزرفي من أنشط قادتهم وأكثرهم ثقافة.

عدنان الزرفي رجل ثائر في داخله، يقف ضد الظلم والفساد من اينما أتى ، وربما في قرائتي الشخصية انه ينتمي لجيل الأسلام المتنور الذي هضم مبادئ العلمانية والليبرالية بسهولة كمسلمات حضارية لوعييهم لما وصل اليه الأنسان وحقوقه وحرياته الفكرية من رقي ، ولما تشكله من اسس صالحةلأدارة الدولة المتحضرة اليوم . أنه ليس منظرا ، مثل السيد اياد جمال الدين، لليبرلية والعلمانية ضمن الأسلام المتنور، ولكنه براغماتي وثائر وعرف أن الأدارة والأقتصاد وبناء المؤسسات هو الطريق لبناء الدولة المدنية العادلة، ورغم ان تكوينه العلمي انه درس الفقه في جامعة الكوفة، وتكوينه الفكري أنتماءه لحزب الدعوة منذ عام 1983 ، ومن كان يجرؤ على الأقتراب من هذا الأسم زمن صدام ،مما يدل على معدنه الصلب، ولكن قرائته لأميركا واسباب تطورها، طور فيه الفهم الأقتصادي ومهام الأدارة الناجحة وأختلاطه بجالية كبيرة في ميشيغان تضم في صفوفها الكثير من الليبرليين والعلمانيين وراء التزاوج الفكري التطوري بين الأسلام المتنور والعلمانية الليبرالية، والزرفي ليس وحيدا في هذا المسار بل رأينا الكثير من الثوار في ساحات التظاهر وألأعتصام يرفض الجمود الديني ويقف ضد تسييس الدين وينادي بالأنطلاق لدولة علمانية مدنية تضمن الدين والدنيا معا ( تضمن الدنيا وليس الأخرة).

هذا ما يخص الزرفي كشخص، ولكنه كمكلف لرئاسة الوزراء يتوقع منه ان يردئ الصدع الحاصل اليوم في دولة ممزقة أستهانت بها عصابات وميليشيات من هب ودب، ومافيات فساد من كل الطوائف ، منها من يستولي على الوزارات ، ومنها من يسرق النفط ويهربه، ومنها من يتفنن بقتل المتظاهرين وخطفهم ، ومنها من يطلق صوارخ الكاتيوشا باي بما يوجهونه، وحل الدجل والأحتيال في كل زاوية وكل ركن لسرقة المال العام،وقرائتي انه لو استطاع انجاز 20% في ذلك والبدء بطريق الأصلاح الذي ينادي به ثوار تشرين لكان أنجازا عظيما.

ماأعرفه ويعرفه الكثيرون عنه انه رجل ذو حزم ، وعليه فوضع جميل الشمري وراء القضبان ، وحصر السلاح بيد الدولة وارجاع هيبة الجيش والداخلية ، وارجاع الموانئ ومرافق الحدود الى سيطرة الدولة هي امور سيقوم بها خلال أشهر لاغير، ولعل معضلة الكتل وحصصها والميليشيات ستكون أهم عائق امامه التي اعلنت من اليوم الأول لتكليفه انه جوكر امريكي ،ولكنه جوكر عراقي اصيل سيلقنهم درسا يستحقوه ، خصوصا تلك التي قامت بقتل واغتيال المتظاهرين منهم ، واقول لهم لن تصل اية عمامة من قادتكم لهامة هذا العراقي الأصيل، وسيستند لنصرة ثوار تشرين للوقوف بوجهكم وكل قوى التخلف و الفساد في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here