عالم اختصاصي بالأوبئة يؤكد ما ورد في مقالاتنا السابقة حول انتشار كورونا بين الزوار أو بالأحرى …

كعادتها الحكومة العراقية تأخرت كثيرا
في إجراءاتها الاحترازية…

بقلم مهدي قاسم

جاء إعلان الحكومة بحظر التجول بسبب
انتشار فيروس كورونا متأخرا بعض الشيء، إذ كان يجب أن يسبق هذا الإعلان لحظر التجول قبل حلول مناسبة زيارة ضريح الإمام الكاظم ، أي قبل التدفق الجماهيري الواسع بحشوده الكثيفة والطويلة ببعرانها وخيولها و هوادجها و سرادقها وموائدها العامرة على قارعة الطريق ، حيث
سحابات الغبار و أسراب الذباب و جحافل فيروس كورونا المحولقة !! و انتقالها المريح بدون أي جهد أو عناء ، لتصطاد ضحاياها حسب المزاج و الذوق !!.

و لقد سبق لي ــ طبعا لغيري أيضا ــ
أن حذرنا ــ في مقالة سابقة ( جولة البعيران في بغداد الحيران ــ صحيفة صوت العراق ــ من مغبة و خطورة هذه الزيارة الجماهيرية الواسعة و غير منتجمعات أخرىعلى صحة آلاف من المواطنين ، و ذكرنا في تلك المقالة أنه وانطلاقا من حقيقة كون كل شخص يُصاب بوباء كورونا
سُيصيب و يُعدي بدوره ما بين ثلاثة أو أربعة أشخاص ــ على الأقل ــ و كما قلنا بما أنه من المعروف إن البيوت العراقية تكون ــ عادة ــ مكتظة ومزدحمة ــ لقلة السكن ــ بثلاثة أجيال أي الأب والأم والأبناء والأحفاد يتكدسون في بيت واحد ، و الذي قد لا يتكوّن أكثر من
ثلاثة غرف فقط ، فمن هنا نستطيع أن نتخيل فادحة الوضع ، من حيث إذا واحد يصبح معديا في الزيارة ، وراجعا إلى البيت ، فكم شخصا سيُعدي بدوره حتى ضمن أفراد عائلته ؟! ناهيك عن أبناء الحي الذين سيصافحهم ، بالقبل و الاحضان محييا ومتمنيا ،ــ بعضهم للبعض الآخر ــ زيارة
مباركة و أجرا مجزيا !! ، فها هو اختصاصي بالأوبئة يتكهن بحدوث 200 إصابة بين صفوف زائري الإمام الكاظم *ــ على أقل التقدير ــ ،إذ من المحتمل أن العدد سيكون أكثر بالنظر لكثرة الزائرين البالغة بآلاف ، مع التأكيد على أن بعض رجال دين و كتبة مقالات الذين اتضح مرة
أخرى بأنهم بلا ذمة أو ضميرـ لأنهم يعتبرون أبناء الشيعة مجرد ضحية مجانية في محراب العقيدة ـ و الذين حرّضوا و شجعّوا على هذه الزيارة ــ سيتحملون مغبة وفاة هؤلاء الضحايا المساكين والسذج ــ أي ضحايا فيروس كورونا المقبلين والذي ستظهر طلائعه الأولى بكثافة وعلى
شكل بؤر في الأيام والأسابيع القادمة لكون الحاضنة التقليدية لهذا الفيروس الخبيث و الغدّار تستغرق ما بين اسبوع و اسبوعين ..

فيما يلي نص تصريح الاختصاصي في علم
الأوبئة و عضو منظمة الصحة العالمية الدكتور عدنان نوار
:

( مختص بعلم الاوبئة يتوقع اصابة 200 “زائر” بفيروس
كورونا في بغداد
توقع المختص في علم الاوبئة عضو منظمة الصحة العالمية الدكتور
عدنان نوار، السبت، وجود نحو 200 مصاب بفيروس كورونا بين الزائرين الذين شاركوا في زيارة الامام الكاظم “ع” مؤخرا، مناشدا اياهم بحجر انفسهم، ومحذرا من “كارثة مقبلة”.

وقال نوار “أتوقع وجود 200 مشتبه باصابته ب‍فيروس كورونا على
الاقل بين الزائرين الذين أدوا زيارة الامام موسى الكاظم “ع” في بغداد مؤخرا”.

ورجح نوار، أن “يكون هؤلاء الـ200 قد لامسوا على الاقل 20 شخصا
، وان يكون العشرين شخصا قد لامس كل واحد مهم عشرين اخرين”، محذرا من كارثة مقبلة الا في حال اتخاذ الاجراءات اللازمة”.

وأوضح نوار، أن “الاجهزة الطبية المختصة بعلاج حالات الاصابة
بالفيروس كانت تسأل المصاب إن كان قد سافر الى دولة موبوئة، وتستفسر عن تاريخ السفر”، مشيرا الى أن “السؤال الان اصبح إن كان المصاب قد شارك في الزيارة ام لا “.

وناشد نوار، “المواطنين الذين شاركوا بمراسم الزيارة، بأن يقوموا
بحجر انفسهم في منازلهم لمدة 14 يوما”، مشددا على ضرورة “ابلاغ الجهات الصحية المختصة في حال ظهر اي من اعراض المرض خلال تلك الفترة”.

وكان وزير الصحة جعفر علاوي، قد بعث اليوم السبت ، رسالة الى
السيد مقتدى الصدر، طالبه فيها بدعم اجراءات خلية الازمة في مواجهة فيروس كورونا، كما ناشده بدعوة زائري الامام الكاظم (ع) للالتزام بالحجر الصحي الطوعي 14 يوما.

وتوقفت الدراسة بشكل عام في العاصمة بغداد ومحافظات العراق، إثر
تعطيل الدوام الرسمي وفرض حظر شمال للتجوال لاسيما في العاصمة بغداد، على رأس قرارات عدة للوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأعلنت وزارة الصحة، والبيئة العراقية، اليوم السبت 21 آذار،
تسجيل 21 إصابة جديدة ب ‍‍فيروس كورونا المستجد ليرتفع عدد المصابين في عموم العراق منذ بدء انتشار الفيروس إلى 214 اصابة و17 حالة وفاة و43 حالة شفاء.

ودعا استفتاء للمرجع السيستاني في وقت سابق إلى الالتزام بـ “منع
التجمعات”، مشددا على الالتزام بـ “منع التجمعات” وأخذه على محمل الجد.

وفي وقت سابق، دعت وزارة الصحة إلى الالتزام بالتوصيات الصادرة
بمنع التجمّع والتجمهر لأي سبب كان ومنها المناسبات الدينية والتجمعات والتظاهرات ومناسبات الأفراح والأحزان وغيرها، مشددة على ان الفيروس سيفتك بالشعب العراقي في حال عدم الالتزام، كما دعت العمليات المشتركة والقيادات الامنية الى تحمل مسؤولياتها في ذلك.

هذا وصنفت منظمة الصحة العالمية، يوم 11 آذار/مارس الجاري، فيروس
كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد 19″، “جائحة”، مؤكدة أن أعداد المصابين تتزايد بسرعة كبيرة.

وينتشر المرض، الذي ظهر في إقليم هوبي ب‍الصين نهاية العام الماضي،
في ما لا يقل عن 141 دولة، وسجلت أكثر من 5900 حالة وفاة وأكثر من 161 ألف حالة إصابة ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here