مخيمات اللاجئين السورية تحتضر بسبب فيروس كورونا

أحمد الخالد

حينما تركز وسائل الاعلام العالمية على انتشار فيروس كورونا وتغلق الدول حدودها وتدخل الحجر الصحي ويفرغ المدنيون رفوف المحلات لا يتذكر احد هؤلاء الذين كانت حياتهم كابوسًا قبل الوباء.

يُعتبر لاجئو مخيمي الهول والركبان اللذاني تسيطر عليهما الولايات المتحدة والإدارة الكردية عن الأشخاص الاكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.

ويسكن المهجرون في الخيام القديمة بعدد 20 شخصًا في كل منها ويأكلون من طبق واحد ويُحرمون من الرعاية الطبية والأدوية ويعانون من ضعف المناعة بسبب الجوع وعدم المياه شرب نظيفة.

في هذا الصدد، يمكننا ان نقول إن هذه المخيمات محكومة عليها بالموت نتيجةً التجاهل من طرف المنظمات الدولية واصبح اغلاق للنقطة الطبية الوحيدة للاطفال والنساء بالركبان المتواجد في 55 كم منطقة التنف خيانة اخرى وعملت هذه المؤسسة تحت رعاية اليونيسيف على الحدود السورية الأردنية وكان تعتبر انقاذًا واحدًا للنازحين من الموت.

وفقا للبيانات الرسمية تم وقف العمل للنقطة الطبية بسبب المخاوف بشأن انتشار فيروس كورونا بين موظفيها ولذلك يعترف اطباء للامم المتحدة تفشى المرض بين اللاجئين ولكن يخفون الحقيقة بانه قد اصبحت المخيمات مصدر التفشى الجماعي. مع ذلك فإن ما أرسلت الولايات المتحدة التي تسيطر مع الاكراد على هذه الاراضى ومنظمة الصحة العالمية الخبراء من اجل تقدير الوضع الداخلي وتنفيذ الاجراءات الطارئة لمنع انتشار المرض وكل هذا في الوقت الذي يشهد اللاجئين التزايد الخطير لعدد المصابين والوفيات بما فيها بين الاطفال.

من الواضح أن الكارثة ضمن مخيمات اللاجئين اكثر خطيرًا مما يبدو عليها وعلى سبيل المثال قد أُكد حاليا أكثر من 40 ألف أصابة بالكورونا و3.400 وفاة ويحدث هذا مو في المخيمين دون البنية التحتية بل على أراضى البلاد الأروبية المتطورة التي ما قادرة على وقف انتشار الفيروس وتجنب العواقب الوخيمة حتى باستخدام جميع موارد الدولة.

ماذا تقول عن 10 ألف لاجئيًا من مخيم الركبان و70 ألف لاجئيًا من الهول و %90 منهم النساء والأطفال وليست لديهم حتى الأسبرين ناهيك عن جهاز تهوية ميكانيكية والاختبارات فى تشخيص الفيروس؟

وكان تشديد الحراسة على محيط المخيمات الشيء الوحيد الذي قاموا الأمريكوين والأكراد به وتركوا اللاجئيين وجها لوجه أمام كورونا فيروس.

خانت الدول الغربية اللاجئين بسبب عدم رغبتها في عودة المواطنيين المعتقلين في المخيمات السورية. تفضل المجتمع الدولي التضحية بالنساء والأطفال الذين قد يجعلهم يسقط في الصراع بهدف التجنب مشاكل مع انضمامهم إلى الحياة الطبيعية على أراضي الأوروبا والأمريكة المزدهرة.

هذا الشيء الذي يحتاج إلى معرفته عن الإنسانية الحديثة والقيمات الديمقراطية للبلدان الغربية التي سببت إنشاء المخيمات ذات الطريق الوحيد وهو الموت. على ما يبدو الكارثة البيولوجية لم تتوقف عند المخيمات

السورية فقط.

فقدان النشاطات من قبل أوروبا والايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى عواقب أكثر خطورة سيعاني منها ليس الجنوب والغرب السورية فقط فالشرق الأوسط كله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here