مواقف السيد أسامة النجيفي الإيجابية من تشكيل الحكومات العراقية حظيت بتقدير الكثيرين وإشادتهم

عامر سلمان

بقيت مواقف السيد أسامة النجيفي رئيس جبهة الانقاذ والتنمية من تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة ، وبخاصة الفترة التي تلت ترشيح السيد عادل عبد المهدي والسيد محمد علاوي ومرشحين آخرين جرى عرضهم على الكتل السياسية إيجابيا ، وحظيت تلك المواقف بتقدير القوى السياسية العراقية وبخاصة الشيعية منها والتي وجدت في تلك المواقف حرصا ومسؤولية كبيرين ، تضع نفسها فوق المصالح الأنانية وخارج امتيازات السلطة ومغانمها ، على خلاف بقية قوى واحزاب سياسية ، من مختلف الاطياف والمسميات ، راحت تراهن في كل مرة على ماقد تحصل عليه من مكاسب ومن وزارات ، غير آبهة بمستقبل البلد ولا كل هذا التأخير وهذه الصراعات الدامية التي لامبرر لها ، وقد أخذت من الجرف العراقي الكثير وحطمت آمال العراقيين في أن تقدم القوى السياسية العراقية المصلحة الوطنية وظروف البلد العصيبة ، ما يحقق لها الأمل بتشكيل حكومة عراقية على وجه السرعة تستطيع انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان!!

وحتى منذ أن تم ترشيح الدكتور عادل عبد المهدي ، بعد ان فشلت جهود التوصل الى مرشح الكتلة الاكبر في الانتخابات الأخيرة ، كانت مواقف السيد النجيفي إيجابية ومتفاعلة مع المشهد السياسي العراقي الرامي الى الاسراع بتشكيل حكومة عراقية تلبي طموحات العراقيين وتخلصهم من المآزق التي هم فيها وهي كثيرة، وبخاصة في فترة اتساع المد الجماهيري خلال التظاهرات ، لكن الرجل لم يتمكن من تنفيذ ما وعد به أمام الكتل السياسية ، وكانت حكومته قد واجهت فشلا وانتقادات واسعة، وقد حرص السيد أسامة النجيفي ان لاتبقى مواقف التأييد داعمة لعبد المهدي على طول الخط، واصدر بيانات عدة أكد فيها ان فشل تلك الحكومة واخفاقها يتطلب تبديلها بسرعة ، داعيا الى تشكيل حكومة انقاذ وطني تخرج البلد من أزماته!!

وبعد تقديم رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته ، نتيجة ضغوط فرضت عليه، وجرى تقديم مرشحين آخرين، بقيت مواقف السيد أسامة النجيفي تتعامل بإيجابية مع العديد من الأسماء التي طرحت، بل أنه دعا حتى المتظاهرين الى عدم التزمت وعدم رفض ترشيح أية شخصية ، وان يكون لهم موقفا أكثر مرونة ، لأن الوضع العراقي لايتحمل رفض كل تلك الأسماء الكثيرة التي طرحت دون وجود مبررات مقنعة ، تحول دون صعودها الى واجهة الحدث، لتعمل على إنقاذ البلد مما يمر من اختناقات وانسدادات سياسية كانت عميقة، وبإمكانها أن تصل بالبلد اذا استمرت الى كارثة لاتحمد عقباها!!

وكان موقف السيد أسامة النجيفي من ترشيح السيد محمد علاوي داعما ومساندا، وحظي بتقدير جبهة الانقاذ والتنمية وبمساندتها ودعمها له ،وإشادة الرجل بتلك المواقف ، غير أن التوجهات والمصالح الأنانية وصراعات السلطة حالت دون صعوده الى مراكز السلطة وتسنم هذا المنصب المهم ، وهو رئاسة مجلس الوزراء ، وتعرضت مصالح البلد للتعطيل وتصاعد حجم الأزمات يوما بعد آخر!!

وبعد أن تم ترشيح السيد عدنان الزورفي من قبل السيد رئيس الجمهورية برهم صالح بعد إن عجزت القوى الشيعية الكبيرة عن تقديم أي مرشح، فقد أبدى السيد أسامة النجيفي وجبهة الانقاذ والتنمية مواقف لاتتعارض مع هذا التوجه ، وأبديا تعاونهما إن استطاع ان يجري إنتخابات مبكرة ويتفاعل بايجابية مع طموحات العراقيين ، ويحقق لهم مايصبون له من اقامة دولة المؤسسات واحقاق العدالة الاجتماعية وفرض سلطة الدولة ونزع سلاح الخارجين عن القانون، وتفاعل بايجابية مع مطالب المتظاهرين!!

ولو قارنا مواقف السيد النجيفي طوال تلك الفترة لوجدنا انها مواقف تؤكد الحرص والشعور العالي بالمسؤولية على ان يتم تسهيل مهمة أي رئيس حكومة يحظى بإجماع شعبي ، على خلاف قوى وجماعات سياسية اخرى ، كانت تتحين الفرص لترهن مصالحها الأنانية الشخصية على مستقبل البلد ، وهي لاتخجل من المطالبة بمغانم السلطة وكراسيها، وتعلنها على الملأ ، وتعمل على عرقلة تشكيل أية حكومة، مالم يتم تقديم المغريات لها ، بأن تكون لها حصة مضمونة ، حتى يكون بمقدورها ممارسة فسادها واستغلالها لوجودها ضمن الوزارة المعينة او الكراسي التي تحصل عليها لكي تحلبها بالطريقة التي تدر عليها أرباحا فاحشة، عبر مزايدات السلطة ومناقصاتها!!

وتبقى شخصية السيد النجيفي ومواقفه الوطنية المسؤولة والنابعة من حرص أكيد على المواقف الصلبة والتي لاتحركها الأهواء والمصالخ الأنانية الضيقة، بل مصلحة البلد العليا ، ومصلحة جماهيره التي تنظر من ساسة البلد ان يرتقوا الى مستوى جراحاته وآماله، وأن يكونوا عونا له لاعونا عليه ، ما يجعل مواقف السيد أسامة النجيفي وجبهة الانقاذ العراقية التي حاول البعض ان يشكك في جدوى انشائها، واذا بها ، هي في الصف المتقدم التي لاتساوم على حقوق الشعب ومصالح البلاد العليا، ما أكسبها كل هذا الإحترام والتقدير ، وهو وسام عز وشرف رفيع لها ، يبقيها في الصدارة ، وهي تحظى بالتقدير والإحترام ، واجماع عراقي على أصالة الموقف وسلامة التوجهات العراقية الاصيلة ، وهو ما أبقاها تحتل تلك المكانة عن جدارة!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here