مع الشيعة في مصر (16)،

الدكتور صالح احمد الورداني
————
مع وصول الاخوان للحكم جاءتني دعوة لزيارة ايران..
ولبيت الدعوة..
وكان لى صديق ايرانى من الاقلاء الذين صمدوا معى لسنوات طويلة..
ولم يتأثر بالحملات التي شنت علي..
وهو الذي قام بترتيب هذه الدعوة..
وجئته في قم فاخبرنى أن هناك بعض الشخصيات تريد ان تراك..
ولما التقيت بهم علمت انهم من جهة سيادية كبيرة..
قال لى كبيرهم : نحن تعاملنا في مصر مع فلان وفلان وفلان لكننا اكتشفنا في النهاية انهم لا يصلحون..
من هنا نحن نمد لك ايدينا للقيام بدور في مصر..
قلت: انا لا اتعامل في السياسة واعتقد ان التغيير يأتى بالثقافة لا بالسياسة..
والقاعدة التي اتعامل على اساسها هى خدمة اهل البيت لا خدمة اشخاص او مذاهب فإذا اتفقنا على هذه القاعدة فيدى ممدودة لكم..
فأعلنوا موافقتهم على هذا الشرط..
وقالوا : كيف نبدأ..؟
قلت: البداية تكون بتأسيس كيان ثقافى اولا..
وعدت الى مصر واخذت اجمع حولى من استطعت من الشيعة..
حتى من الذين كانوا يهاجموننى وينشرون حولى الشائعات..
الا اننى دفعت ثمن هذا التسامح بعد ذلك..وكان الثمن غاليا..
واستأجرنا مكان وبدأنا العمل..
و قمت بتأسيس جمعية اسميتها جمعية النداء الجديد..وضمن هذه الجمعية أسسنا مجلس اهل البيت..
وكتبت وجهزت العديد من الكتيبات الصغيرة باسم هذا المجلس..
كان الاول منها بعنوان : الشيعة بين الامن والسياسة..والثانى كان بعنوان : فضل اهل البيت على مصر..والثالث كان بعنوان : وصية الرسول بالكتاب والعترة..
والرابع كان بعنوان: خطاب اهل البيت..والخامس كان بعنوان: حقوق الانسان عند اهل البيت وهكذا..
ثم اصدرنا مجلة اهل البيت..
وصور بعض اعداد هذه المجلة منشورة على الصفحة بالاضافة الى صورة غلاف العدد الاول من منشورات مجلس اهل البيت..
ولم استطع نشر صور بقية المجلات والمنشورات لاسباب فنية حيث لم اتمكن من تحميلها..
وكان مكتب الجمعية بمثابة حسينية يتوافد عليها الشيعة من كل مكان خاصة من جنوب مصر ويبيتون فيه..
ويحملون معهم ما يمكن حمله من الكتب والمجلات..
ويتوافد عليه ايضا بعض فقراء الشيعة وكنا نساعدهم قدر المستطاع..
وكانت هناك محاضرات اسبوعية..
وكنا نقوم برحلات للجنوب نوصل للشيعة والجعافرة مجلة اهل البيت ومنشورات المجلس..
بدأنا هذا النشاط ايام مرسي..
حيث برزت سطوة الاخوان بقوة بحيث لم نجد مكتب (جرافيك) يتولى تصميم المجلة وتجهيزها..
الكل كان يخشي ان يمد يده فيها..
واستقر بنا الحال في احد المكاتب المسيحية..وتولى هذا المكتب تجهيز المجلة وطباعتها..
وكنت اقوم بتحريرها وحدى فلم اجد من بين الشيعة صاحب قلم على المستوى المطلوب..
وهو ما دفع بى الى العمل على تدريب بعض الشباب وتجهيزهم ليكونوا محررين..
الا ان المتربصين بى لم يصبروا على هذا الوضع وسعوا للوقيعة بينى وبين من يدعموننى..
وحدث ما كنت اتوقعه..
اتصل احدهم بالدمرداش وحرضه على..ثم اتصل بى وطلب منى الحضور عند الدمرداش لامر هام..
ولما وصلت لبيت الدمرداش وجدت صاحبنا ومعه بعض انصاره ومجموعة اخرى من الشيعة..
وجلسنا وبدأ الدمرداش في الكلام فإذ به يتحدث عن بنى اسرائيل وما جاء بشأنهم في سورة الاسراء..
وقال كلاما لو وصل للصهاينة لكرموه اعظم تكريم..
اذ قال: ان اسرائيل دولة شرعية تنبأ بها القرآن..
وذكر انه كان ينصح الاخوة في ايران بأن يتوقفوا عن القول : الموت لاسرائيل، لان اسرائيل اسم نبي..
وهذه الجلسة تم تسجيلها واحتفظت بنسخة منها..
ولم تكن تلك هى الشطحة الأولى له فقد وصلنا منه شطحات كثيرة..ولم نكن نريد ان نستفزه او نصطدم به..
كما اننى لم اعلق على كلامه ولا احد من الحاضرين..
وكنت انتظر المبادرة من صاحبنا لأعرف ماهو الامر الهام الذي طلبنى لاجله..؟
وتحدث صاحبنا موجها السؤال للدمرداش..
قال : ماهو يا مولانا الاسلوب المناسب لخدمة الدعوة في الظروف الراهنة..؟
وكان جواب الدمرداش هو : في ظل البروز القوي للسلفية انا ارى وقف جميع الانشطة الان..
وهنا فهمت ان صاحبنا يريد ان يضربنى بالدمرداش..ويقيم علي الحجة على لسانه بصفته امامه..
خاصة ان الدمرداش لم يشر لسيطرة الاخوان وان السلفيين يتعلقون بجلبابهم..وقد كان من الاخوان واستمر على علاقة بهم بعد تشيعه..
وكان العديد من قادتهم يسكنون بجواره وعلى رأسهم مرسي..
ومن الخطأ اننى كنت قد عينت صاحبنا هذا نائبا لى في الجمعية..
وهو من التكفيريين السابقين..
وممن تزعموا حملة دعوى المهدوية في الشيخ النمر.. ثم تزعم حملة الالتفاف حول الدمرداش بعد رحيل النمر..
هذا بالاضافة الى انه كان من الذين ينشرون الشائعات حولى..
والاخطر من ذلك انه كان يتجسس على لصالح الايرانيين..
وهذا السؤال الذي وجهه للدمرداش يعنى انه غير مقتنع بالجمعية ولا بأي نشاط شيعي في هذه المرحلة..
وتساءلت لماذا قبل إذن العمل معى وقبل منصبه كنائب لي..؟
ولم اجد جوابا لهذا التساؤل سوى المكر والخديعة..
الا اننى لم اترك جواب الدمرداش بدون تعليق..
قلت : انا لا اخاف على الدعوة من السلفيين فهم في نظرى مجرد فقاعات..
ولكنى اخشى على الدعوة من الشيعة..
وانتهى الكلام وفض المجلس..وانقطع صاحبنا عن الجمعية..
ثم علمت بسفر بعض الشيعة لايران واشاعوا هناك اننى اهاجم ولاية الفقيه..
وقدموا ما معهم من معلومات عن نشاطى ومنها تسجيلات لبعض محاضراتى..
وجاءت النتيجة بسرعة..وتم قطع الاتصال معى..وتوقف العمل في المكتب..وتوقفت مجلة اهل البيت..
ولم اجد احدا حولي..وهنا قررت اغلاق المكتب وتفريغه من محتوياته..
وعرض على واحد من الشيعة ان اقوم بتخزين محتويات المكتب بما فيها الكتب والمجلات في غرفة في احد العمائر التي يملكها..
وعندما تسلمنا الغرفة ووضعت فيها محتويات المكتب فوجئت به يطلب منى ان اوقع معه عقد وادفع له ايجار..
وقبلت ووقعت معه عقد بذلك..الا ان الظروف لم تسمح لنا بالاستمرار في دفع الايجار المتفق عليه..
فكان ان قام صاحبنا بتفريغ المكان وبيع محتوياته دون علمي..
وكان ذلك بمثابة ضربة قاصمة لي إذ ان من بين هذه المحتويات مكتبتي الخاصة..
وكان العدد الرابع والخامس من مجلة اهل البيت لازال في المطبعة التي اتصلت بى تدعونى لتسلم العددين..
وتسلمت العددين وحرت اين اذهب بهما..
ولم اجد حلا لهذه المشكلة سوى ان يكونا برفقتي في سكنى..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here