هام..المرجع اليعقو بيانا بشأن تداعيات فايروس كورونا في العراق والعالم

صبري الناصري

عد المرجع الديني سماحة الشيخ محمد اليعقوبي فايروس كورونا بانه دعوة للبشرية الى إجراء مراجعة لأفكارها وسلوكياتها ومبادئها، معتبراً ان “الابتلاء بالفايروس ميداناً لكشف أخلاق الشعوب وما تؤمن به من قيم ومبادئ”، كما اشد بتعامل الصين مع المرض وفق مبادئ تنسجم مع المبادئ الاسلامية، داعياً “النخب الثقافية الى حراك تغييري شامل مستفيدين من تجربة وباء كورونا قبل فوات الأوان”

وقال المرجع اليعقوبي في بيان” لا شك ان وباء كورونا تسبّب في وفاة الالاف واصابة مئات الالاف في أكثر دول العالم وقطع ارزاق الكثير خصوصاً الذين يعملون بأجور يومية، وتسبّب أيضاً في تعطيل الكثير من مصالح الناس وشؤون حياتهم اليومية بسبب إجراءات الوقاية، وكل هذه المصائب والمعاناة والالام تستحق التعاطف والتراحم والمساعدة وهي المشاعر التي تفجرت لدى الكثير من أصحاب القلوب الرحيمة عبر العالم لم تمنعهم الحدود الجغرافية ولا الفوارق الدينية والعرقية والطائفية والأيدلوجية، ونسأل الله تعالى أن يرفع البلاء عن الجميع ببركة هذه الاعمال الانسانية النبيلة”

وضاف المرجع اليعقوبي “ان النظرة الإيجابية للأمور، يمكن ان تحول وباء كورونا من مرض الى علاج لكثير من الامراض النفسية والاجتماعية والسياسية والفكرية، مبيناً ان الفايروس استطاع أخراج الناس من حالة الغفلة والتمرد على الله تعالى الى حالة الانقياد والتسليم لقدرته اللامتناهية وجعلهم يتوسلون الى الله تعالى وحده ليرفع عنهم البلاء, مشيرا الى ان الفايروس حول أموالاً كثيرة مما كانوا يصرفونها على الترسانة العسكرية والعدوان على الشعوب الى الخدمات الصحية ومساعدة الناس، كما عطّل مؤتمراتهم التي كانت تُعقد لوضع الخطط الخبيثة لظلم الشعوب ونهب خيراتها”

وزاد المرجع اليعقوبي” كما استطاع الفايروس تعطيل فعاليات الفسق والفجور والشذوذ الجنسي في الملاهي والحانات وصالات الرقص والمجون والفنادق وسواحل البحار وأمثالها, كما ظهر عجز القوى المادية المتفرعنة التي ظنت انها قادرة على كل شيء وإنها لا يخرج من سيطرتها شيء وإذا بجيوشهم وأساطيلهم وتكنولوجيتهم التي أعدّوها لحرب النجوم, فضلاً عن الأرض تقف عاجزة عن فعل شيء للحد من انتشار الفايروس, وجعلهم يقتنعون بأن المتع واللذات والزخارف الدنيوية التي كانوا يلهثون وراءها وهمٌ صنعوه في مخيلاتهم ومتاع زائل يفقد كل قيمته في لحظة”.

وبين المرجع اليعقوبي”ان الفايروس قد ألغى مهرجاناتهم العبثية التي كانوا يقيمونها باستمرار لإلهاء الشعوب عن قضاياهم المصيرية وتضييع أوقاتهم بالألعاب الفارغة وتصرف فيها مليارات الدولارات ويحرم الجياع منها, ودفعهم الى الاعتراف بأن ما يرتكبونه من موبقات كشرب الخمر وتناول المخدرات وأكل الأطعمة المحرمة هو سبب رئيسي لضعف المناعة والعجز عن مواجهة الاصابة بالفايروس, وأدركوا أيضا الى ان اكتفائهم بممارسة الجنس بطرق غير المشروعة وانحسار ظاهر الزواج وما يتبعه من تباطؤ التكاثر جعل مجتمعهم هرماً ومتوسط أعماره عالية فأضعف قابليته على مواجهة الفايروس”.

وبين المرجع اليعقوبي” الى ان الوباء عرّفهم بعظمة الإسلام وتشريعاته الموافقة للفطرة الإنسانية والكفيلة بتحقيق السعادة الإنسانية في الدنيا قبل الاخرة، لافتاً الى ان ” الإجراءات التي يوصي بها المختصون لتطويق فايروس كورونا وهي النظافة والحجر الصحي قد أكّد عليها نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله) قبل ألف وأربعمائة عام، واكّد على تناول الدواء لمعالجة المرض وعدم الاعتماد على القضايا الروحية فقط, فضلاً عن الاستسلام للخرافات والدجل والشعوذة”

واعتبر المرجع اليعقوبي “الابتلاء بالفايروس بانه ميداناً لكشف أخلاق الشعوب وما تؤمن به الأيديولوجيات المختلفة من قيم ومبادئ، مضيفاً بينما هرع الكثير من المتطوعين في بلادنا للعمل على معالجة المصابين وخدمتهم ودفن المتوفين بكرامة وتوقير ومساعدة العوائل التي توقف مصدر رزقها بسبب حظر التجوال والحجر الصحي، بتوفير السلّات الغذائية المجانية لهم والتطوع لتعقيم وتعفير المرافق العامة والطرقات”، مضيفاً بالقول “بينما نجد بعضاً من الحكومات الغربية تدعو الى تطبيق سياسة (مناعة القطيع) التي تعني عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية الشعوب وترك الوباء يأخذ مداه في إصابة الناس ولينجو من ينجو بمناعته الذاتية ويموت كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة لتتخلص الحكومة من دفع مبالغ المعونة الاجتماعية لهم والتي تشكّل عبئاً مالياً على الدولة بحسب وجهة نظرهم رغم ان ما يدفع لهم هو حصيلة الضرائب التي كانوا يدفعونها خلال مدة عملهم، وبذلك سُحقت كرامة الانسان عندهم خصوصاً المسنّ الذي يستحق في شريعتنا كل توقيرٍ واحترام”

واشاد المرجع اليعقوبي” بتعامل الصين مع المرض قائلاً “لقد عملت الصين بما ينسجم مع المبادئ الإنسانية التي أمر بها الإسلام ورسّخها من التكاتف والتراحم والتضحية والايثار والإخلاص والالتزام استطاعت ان توقف انتشار هذا الفايروس في معقله مدينة (ووهان), مؤكدا إن كل ما حصل أو ما سيحصل يدعو البشرية الى إجراء مراجعة لأفكارها وسلوكياتها ولمبادئها وأولوياتها التي تؤمن بها, داعياً نخب المفكرين والفلاسفة والمنظّرين الى حراك تغييري شامل مستفيدين من تجربة وباء فايروس كورونا وأسبابه وتداعياته قبل فوات الأوان ، مبيناً باننا “لسنا بمأمن من الإبتلاء بأمر آخر تعجز عن مواجهته حتى الأساليب التي نجحت في تطويق كورونا ولو بمقدار ما”

ولفت المرجع اليعقوبي” ان على المؤمنين أن يتّعظوا من حرمانهم من زيارة البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف والمشاهد المشرّفة للمعصومين (عليهم السلام) وخلو المساجد من صلاة الجماعة والذكر والدعاء فيها، وأن يحذروا من كونهم مقصودين بقوله تعالى (وان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا امثالكم)”

ودعا المرجع اليعقوبي” الى المبادرة و الدعوة الى الله تعالى وتحبيبه للناس وأقناعهم بالرجوع اليه تبارك وتعالى والالتزام بشريعته، وبيان عظمة الإسلام النقي الأصيل وأسراره وسمو أخلاق نبي الإسلام وأهل بيته (ص)، وتحقيق السعادة التي تنشدها البشرية في دولة المهدي الموعود (عج),مطالباً المؤمنين بتحذير الناس من العودة الى الغفلة والعصيان والتمرد”

لقراءة نص البيان على الرابط : https://yaqoobi.com/arabic/index.php/news/843820.html

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here