قيمة الحيوان والإنسان!!

العلاقة ما بين قيمة الحيوان والإنسان علاقة طردية , فكلما زادت قيمة الحيوان زادت قيمة الإنسان , والمجتمعات التي تعز إنسانها تحترم قيمة حياة حيوانها.

شرطة الأمن في إنذار لتلقيها خبر أن أحدهم قد قتل ستة نوارس وذلك بإستدراجها بالطعام ومن ثم قتلها بلا مسوغ , ونشرت صورته ومعالم جريمته والبحث جارٍ لتقديمه للعدالة لأنه إنتهك حياة الطيور وقتلها.

وكم من البشر يُقتل في العديد من المجتمعات ولا تستنفر حالات القتل الشرطة وأجهزة الأمن , وإنما هي سلوكيات متكررة وتكاد تكون عادية.

وفي هذه المجتمعات تجد الحيوانات في أرزأ الأحوال , وتعاني من أقسى العدوان عليها من قبل البشر , الذي لا يأبه لوجودها ومعانيها ودورها في الحياة.

فقتل الحيوان في المجتمعات المتأخرة مشاع وشرس , وتماشيا معه يكون قتل البشر ومصادرة قيمته ودوره.

ويبدو أن ممارسة قتل الحيوانات منذ الطفولة وشيوعها في المجتمع تساهم بتعزيز سلوك سفك الدماء وزهق الأرواح بأنواعها , فواقعنا السلوكي يخلو من الرحمة واللطف والرأفة على الحيوانات , وهذا بدوره يدفعنا للتعبير عن ذات السلوك المتعلَم ضد بعضنا , فلا يعنينا الفقير المحروم وهو يعاني شظف العيش , ولا نأبه لمقاساته , فلا نهب لمعونته وتيسير أمور حياته , رغم ان ديننا رحيم ويدعونا للعمل الإنساني الطيب.

فكم من المساكين والمتضورين الذي يجلسون عند بوابات الجوامع والمساجد , يستغيثون ولا من مغيث ورحيم , وكل ما نستطيع قوله , ألله يعطيكم أو يرحمكم.

إن السلوك التوحشي القاسي الشديد الذي يعصف في مجتمعاتنا له عناصره ومفرداته ومسوغاته المتوارثة , ويأتي في مقدمتها فقدان الرأفة بالحيوان , فهل رأيتم مَن يرأف يحيوان في مجتمعاتنا؟

قد يكون الجواب بنعم عند البعض , لكن الحقيقة الغائبة عنا أنك في المجتمعات المتقدمة لا يمكنك أن تقسو على الحيوان لأنك ستتعرض للمحاسبة القانونية , وستوصم بالتوحش وربما ستكون خاضعا للمراقبة لأن في ذلك دلائل على أن لديك قابلية وإستعداد على الإجرام.

وهناك العديد من المواطنين في المجتمعات المتقدمة الذين يعتنون بالحيوانات المصابة ويطعمونها , وتجد البيوت وقد تدلت حولها أوعية إطعام الطيور وفي حدائقها أماكن لإطعام الحيوانات الأخرى.

وهذا لا ينفي وجود بعض المعادين للحيوانات , لكنهم قلة وتحت طائلة القانون.

فهل لنا أن نحترم الحيوان وعندها نتعلم مهارات إعلاء قيمة الحياة والإنسان؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here