لا بارك الله بشجرة لا تفيء على أهلها ساستنا وكورونا وصقر بيت “أفيلح”

د. رابعة العبيدي

ثمة من يقود سيارته بسرعة فائقة، وفجأة يكتشف أن الفرامل ليست بالمتانة التي تمكنه من التحكم بالسرعة وقت يشاء.. وهنا يدرك أن المصيبة ليست في الفرامل غير الجاهزة للتعاطي مع سرعة فائقة تورط بها، إنما السيارة سادرة في الاندفاع.. تغذ السير حثيثا.. نحو نهايته المحتومة، من دون مكابح، والمقود مخلخل و… السيارة سكراب.

كورونا أيقظ الصحة من سبات الاهمال.. إعلام يفضح مؤاخذات ومدير “كيمادية – الدائرة الدوائية في وزارة الصحة” يصيح ولا مجيب: مافيات حزبية تسيطر على الدائرة ولا تسمح بالتعاقد على أي دواء ما لم يتقاضون 20 % من قيمة العقد؛ كي يسمحوا بوصول الدواء او الاجهزة الطبية من المنشأ الى المستهلك.

يؤذن الاعلام والنزيهون في مالطا وأصحاب القرار.. فيهم الخصام وهم الخصم والحكم! بينما الناس تموت في العراق هباءً.

وقع كرونا عندما كتشف الناطق عن نقابة الاطباء، حاجة الوزارة الى 1000 جهاز تنفس صناعي..

خل نطول خلك ونسولف:

1 – ناطق النقابة هو الذي إكتشف حجم الحاجة، وليست الملاكات المعنية بتقدير الحاجة، في الوزارة.

2 – الإنتباه الى أجهزة التنفس الصناعي، جاءت عندما تحولت القضية الى ظاهرة عامة؛ لأنها إرتبطت بالجائحة، لكن قبل ذلك كان فقراء كثيرون يموتون لإفتقار مستشفيات الحكومة لخافض حرارة او أنسولين او مدرر او… كي يتجه الناس الى مستشفيات المسؤولين الأهلية، التي تجلد الغني بغلاء ثمن خدماتها، فكيف الفقير؟

الحال المهترئة جراء هيمنة الاحزاب على العراق بميليشياتها القمعية خلقت دولة عميقة، لها القرار وحكومة السطح مهمشة، في الميادين الاقتصادية والتربوية والاجتماعية والرياضية والتجارية وسواها.

فإسالة الماء لا تصفي ما تضخ من مياه الى البيوت؛ كي يستورد الساسة ماءً للشرب ومحطات تصفية لحسابهم الشخصي، ويمنعون الكهرباء، ليستوردوا مولدات صغيرة وتيارا من ايران.. ماذا بعد؟ كل الميادين شلها السياسيون لصالح أيران ومن خلالها ذواتهم… تلك تداعيات طاشت بي خارج الموضوع.. أسماها سيد البلغاء الامام علي.. عليه السلام: “شقشقة”.

فديتك سيدي أبا الحسنين، كم تحتاج حياتنا من خطب شقشقية لا يؤخذ بها، في هذا الزمن الذي نكابد فيه الأمَرَين! ساسة يتآمرون على شعبهم؛ كي يصاب أكبر عدد من المواطنين بكورونا؛ ليطالبوا بمعونات دولية.. مالا وأجهزة يسربونها الى إيران!

فظيع… ماذا بقي للإنسان في بلاد الرافدين!؟ وهو يواجه جائحة.. الجائحة لغويا تعني: “الداهية التي لا راد لها” يواجهها بحكومة لا تكتفي بالإستهتار بحياته، إنما توظف موته لخدمة شعب.. لم يعد محايدا.. بل قاتلا له!

“من ذا يعيرك عينه تبكي بها.. أرأيت عينا للبكاء تعار” فگورونا فايروس لا يرى بالعين المجردة.. ولا بالمكرسكوبات التقليدية، وجب التصدي له بجهد مضاعف؛ لأن عدواه قد تأتي من دون سبب واضح.

فهل تعنى الحكومة بنسج علاقة ترتقي الى حجم التحدي، إنها قد تعنى بنسج علاقة ترقى الى مستوى التحدي.. لكن لخدمة أيران وليس العراق! “لا بارك الله بشجرة لا تفيء على أهلها”.

ساسة العراق يعملون منهجيا على طريقة “صكر بيت أفيلح” المعروفة لدى أهلنا في الجنوب.. وهي حكاية شعبية عن عوائل عدة.. في قرية، دربت صقورا على أن تصطاد طيورا ذات لحم طيب، وتلقيها على أهلها.. كل على العائلة التي دربته، الا صقر بيت “أفيلح” فإنه يحمل أفاعي ويليقها على من دربوه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here