واشنطن تستبدل 4 قواعد للتحالف الدولي ببطاريات باتريوت

بعد ساعات من انسحاب قوات التحالف الدولي من رابع قاعدة لهم في العراق، نشرت الولايات المتحدة، منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي في العراق. وتأتي هذه الخطوة بعد نحو شهرين من تعرض القوات الأمريكية لهجوم بصواريخ بالستية إيرانية.

وتتفاوض واشنطن وبغداد لنشر منظومة الدفاع الجوي منذ كانون الثاني 2020، حين استهدفت طهران بصواريخ بالستية قاعدة عين الأسد في غربي العراق، رداً على اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد ابو مهدي المهندس.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الولايات المتحدة قد حصلت في النهاية على موافقة الحكومة العراقية.

وقد وصلت إحدى بطاريات باتريوت إلى قاعدة عين الأسد، التي ينتشر فيها جنود اميركيون، الأسبوع الماضي، وتم تركيبها، وفقاً لمسؤول عسكري أميركي ومصدر عسكري عراقي.

وقال المسؤول الأميركي إن “بطارية أخرى وصلت إلى قاعدة في أربيل”. وأضاف المسؤول نفسه أن “بطاريتين أخريين لا تزالان في الكويت بانتظار نقلهما إلى العراق”. وتتكون أنظمة باتريوت من رادارات فائقة التطور وصواريخ اعتراض قادرة على تدمير صاروخ بالستي خلال تحليقه.

وقال مصدر عسكري مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس، قبل ايام إن “مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى أشاروا خلال اجتماع مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي في شباط الماضي، إلى أن واشنطن يمكن أن تمنح بغداد غطاء سياسياً، بخفض عديدها في العراق مع نشر الصواريخ الدفاعية”.

وبالفعل، فقد سحب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة جنوده من قواعد عدة.

وتسلمت القوات المشتركة، الاثنين، مقر التحالف الدولي في نينوى. وقالت في بيان إنه “بناءً على نتائج الحوارات المثمرة بين الحكومة العراقية والتحالف الدولي، جرى إعادة الموقع الذي كانت تشغله بعثة التحالف داخل معسكر في قيادة عمليات نينوى، إلى القوات العراقية”.

وكانت قوات التحالف الدولي قد أعادت، يوم الأحد، معسكر K1 في محافظة كركوك، إلى القوات العراقية. الجدير بالذكر، أن قاعدة k1 تعرضت لهجمات بعشرات الصواريخ نوع كاتيوشا، مرّات عدة خلال الأشهر الماضية.

كما أعادت بعثة التحالف الدولي، يوم الخميس الماضي الموقع الذي كانت تشغله في قاعدة القيارة الجوية، جنوب الموصل.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، في بيان، الخميس الماضي، إن القوات الأمنية العراقية، تسلمت قاعدة القائم العسكرية في محافظة الأنبار، غربي البلاد، بعد انسحاب قوات التحالف الدولي منها مع تجهيزاتها العسكرية كافة.

وقال مسؤولون في التحالف الدولي لـ(فرانس برس) إن الهدف النهائي هو مواصلة دعم القوات العراقية التي تقاتل فلول تنظيم داعش، لكن “من قواعد أقل وبعديد أقل”. ويقوم التحالف الدولي أيضاً بسحب مئات من مدربيه موقتاً، وأوقف كل التدريبات مع القوات العراقية منذ بداية آذار، لتجنّب مخاطر تفشّي وباء كورونا المستجد بين قواته.

ولفت دبلوماسي غربي في بغداد إلى أن “هدف الولايات المتحدة من الباتريوت، هو حماية قواتها الموجودة الآن في عدد أقل من القواعد”.

وحذر رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، يوم الاثنين من “خطورة القيام باي عمل تعرضي بدون موافقة الحكومة العراقية”، من دون الإشارة إلى الباتريوت.

وقال عبد المهدي في بيان، إنه يتابع “بقلق المعلومات التي ترصدها قواتنا من وجود طيران غير مرخص به” بالقرب من مناطق عسكرية في “سبايكر ومعسكر الشهداء في الدوز ومطار حليوة ومعسكر أشرف والمنصورية وغيرها”.

وفي تموز الماضي، قصفت طائرة مجهولة معسكر الشهداء في ناحية آمرلي، شمال شرقي صلاح الدين (وهو أحد المعسكرات التي ذكرها بيان عبد المهدي الأخير)، وتسبب بجرح عنصرين تابعين للحشد الشعبي، بحسب الرواية الحكومية.

ونفت واشنطن، آنذاك مسؤوليتها عن الهجوم، فيما تسربت معلومات حينها، بأن القصف كان موجهاً ضد مستشارين إيرانيين متواجدين داخل المعسكر.

وشكّل عبد المهدي، بعد الحادث لجنة تحقيقية، فيما قالت جهات بالحشد، إن طائرات أميريكية مسيّرة، هاجمت “حشد التركمان” في آمرلي.

أما القاعدة الشهيرة “سبايكر”، فمعروف أنها تضم قوات من الجيش والشرطة، بالاضافة إلى فصائل من الحشد الشعبي، وكذلك الحال مع “معسكر العراق الجديد” والذي كان يعرف في السابق بـ”معسكر أشرف”.

و”أشرف”، شمال بعقوبة، كان يضم في السابق قوات إيرانية معارضة للنظام في الجمهورية الاسلامية، المعروفة بـ”مجاهدي خلق”، تحول فيما بعد الى مقر رئيس لقوات الحشد في ديالى.

أما مطار حليوة شرق داقوق (جنوب كركوك)، فيضم أيضاً فصائل من الحشد الشعبي، وكذلك الحال في المنصورية، شمال شرق بعقوبة، وبسماية جنوب شرق بغداد. وأعرب الجيش الأميركي، مؤخراً، عن مخاوفه حيال تهديدات قال إنها “وشيكة من قوات مدعومة من إيران للقوات الأميركية في العراق”، والتي أصبحت الآن في حالة تأهب قصوى. وتقول إيران إن الولايات المتحدة تشن “حرباً نفسية”. وقال قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني إن بلاده سترد على أي خطوات عدائية أميركية. وقال المرشد الايراني علي خامنئي يوم الثلاثاء الماضي، إن طهران لا تسعى للحرب مع الولايات المتحدة على الرغم من التوتر المتزايد بشأن العقوبات الأميركية والقدرات النووية الإيرانية وبرنامجها الصاروخي.

والمطلوب أن يحصل التحالف الدولي على ضوء أخضر من الحكومة العراقية لتحليق أي طائرات استطلاع وطائرات مسيّرة، غير أن تلك الأذونات انتهت في أوائل كانون الثاني.

ورغم ذلك، لا تزال الطائرات المسيّرة الأميركية تحلق في الأجواء العراقية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here