اعتقاد العلويين في القرنين الثالث والرابع الهجري بمهدوية الإمام المهدي،

مروان خليفات
في خمس حلقات، مروان خليفات
الحلقة الاولى (1)

هذه اطلالة على اعتقاد بعض الذرية الطاهرة بإمامة الحجة المنتظر الإمام الثاني عشر عليه السلام.

ولا شك أن أقوالهم راجحة لأنهم أعرف من غيرهم بنسب آبائهم وأقربائهم ، خاصة أن فيهم بعض أهل النسب المشهورين بالعلم والصدق .
في البداية أؤكد أنه يكفي اثبات أن هؤلاء المترجم لهم كانوا اثني عشرية لتأكيد اعتقادهم بمهدوية الإمام الثاني عشر.

قال الشيخ الصدوق ( 306ه ـــــــ 381ه) : (لا نشك في أن الحسن ـــ العسكري ع ـــ كان له خلف من عقبه بشهادة من أثبت له ولدا من فضلاء ولد الحسن والحسين عليهما السلام والشيعة الاخيار لان الشهادة التي يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة النافي )
كمال الدين وتمام النعمة ، ص 79 – 81.

تنبيه : سأعيد في كل حلقة هذه المقدمة لتكون توطئة للقارىء للدخول في المقال.

أولا : الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن النسابة الحسيني (260هـ ــ 358هـ)

من شيوخ المفيد ( الارشاد، ج2 ص 232)
والصدوق (راجع مثلا: الأمالي، ص 136 و 268 و التوحيد، ص 373 و الخصال، ص 76 مترضيا عليه و 181 و علل الشرائع، ص 133 و 139 و 169 ، وصحح الصدوق بعض مروياته كما في كمال الدين وتمام النعمة ، ص 543 – 547)

عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين، ترجم له مشايخ الامامية وذكروا له عبر طرق كثيرة تتصل بالمصنف كتابا في غيبة الإمام الثاني عشر ع .

لا شك أنه أخذ هذا الاعتقاد عن آبائه وأقاربه من البيت العلوي، ومحاولات التشكيك بانتمائه المذهبي هزيلة لم تقم على دليل فلا يعتنى بها.

قال الشيخ النجاشي :(الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، أبو محمد ، المعروف بابن أخي طاهر . روى عن جده يحيى بن الحسن وغيره ، وروى عن المجاهيل أحاديث منكرة رأيت أصحابنا يضعفونه . له كتاب المثالب ، وكتاب الغيبة وذكر القائم عليه السلام . أخبرنا عنه عدة من أصحابنا كثيرة بكتبه . ومات في شهر ربيع الأول سنة ثماني وخمسين وثلاثمائة ، ودفن في منزله بسوق العطش )
فهرست أسماء مصنفي الشيعة ، ص 64

ملاحظة : البحث ليس عن وثاقة المترجم لهم ، فهذا له شأن آخر.

وقال الشيخ الطوسي : ( الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، صاحب النسب ، ابن أخ طاهر ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة سبع وعشرين وثلاثمائة إلي سنة خمس وخمسين ، يكنى أبا محمد ، وله منه إجازة ، أخبرنا عنه أبو الحسين بن أبي جعفر النسابة وأبو علي بن شاذان من العامة )
رجال الطوسي، ص 422

ذكر الشيخ الطهراني له كتابا في النسب، قال : ( الألباب في الأنساب للشريف أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيي المعروف بابن أخي ظاهر وأبي محمد العلوي المتوفى سنة 358 يروي عن جده أبي الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر الحجة كتابه نسب آل أبي طالب الذي هو أول كتاب صنف في نسب الطالبيين قال الشيخ الطوسي في رجاله أنه صاحب النسب لكن لم يصرح باسم كتابه في النسب . ويوجد النقل عنه كذلك في بعض كتب النسب وأحتمل أنه تصحيف اللباب والله العالم)
الذريعة ، ج 2 – ص 285

وقال على بن محمد العلوي : ( ومن ولده الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر الحجة ، وهو المعروف بالدنداني ، روى كتاب جده ، وكان محدثا ” فاضلا . سكن بغداد سوق العطش ، رآه ابن أبي جعفر شيخنا رحمه الله وروانا عنه بعض كتاب يحيى بن الحسن في النسب ، ولقيه أبو القاسم ابن خداع نسابة المصريين رحمه الله ، وأبو محمد الحسن المعروف بابن أخي طاهر)
المجدي في أنساب الطالبين ص 203 – 204

يكفي دليلا على إعتقاد أبي محمد بالإمام الثاني عشر تصنيفه كتابا حول الإمام وغيبته، وممن ذهب لإماميته النسابة المؤرح ابن الطقطقي الطباطبائي الذي كانت إليه اسانيد كثيرة متصلة ذكرها عنه في كتاب ( الأصيلي في أنساب الطالبيين) .

قال ابن عنبة الحسني : ( واما أبو الحسن محمد الأكبر بن يحيى فمن ولده أبو محمد الحسن بن محمد هذا وهو الدنداني النسابة المعروف بابن اخى طاهر راوي كتاب جده يحيى بن الحسن روى عنه شيخ الشرف النسابة)
عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، ص 331

وقع في أسانيد الخطيب البغدادي أكثر من عشرين مرة
راجع تاريخ بغداد، ج2 ص 113 و 114 و 358 وج6 ص 52 و ج7 ص 304…

يعد أبو محمد من مشايخ الحسين بن هارون الحسني الإمامي كما في ( تيسير المطالب في أمالي أبي طالب) ليحيى بن الحسين، ص 124 و127 و141 و142 و144 و145 …

قال الذهبي في ترجمته : ( الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين ابن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين العلوي ابن أخي أبى طاهر النسابة عن … أبي ذر – مرفوعا ، قال : على وذريته يختمون الأوصياء إلى يوم الدين . فهذان دالان على كذبه وعلى رفضه – عفا الله عنه… ولولا أنه متهم لازدحم عليه المحدثون ، فإنه معمر)
ميزان الاعتدال ، ج 1 – ص 521

وقال في موضع آخر : ( وكان نسباة ( نسابه ) شيعيا)
تاريخ الإسلام ، ج 26 – ص 177

وقال ابن الجوزي : ( قال الحفاظ : كان رافضيا )
الموضوعات ، ج 1 – ص 377

ترجم له إسماعيل باشا البغدادي، ونسب له كتاب الغيبة، قال : ( كتاب الغيبة – لأبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى ابن حسن بن جعفر الحسيني البغدادي الشيعي المعروف بابن اخى طاهر المتوفى سنة 358 ثمان وخمسين وثلاثمائة)
إيضاح المكنون ، ج 2 – ص 317

وقع الحسن بن بن محمد بن يحيى كثيرا في أسانيد ابن الطقطقي ، ناقلا عنه عن جده يحيى بن الحسن النسابة .

راجع : الأصيلي في أنساب الطالبيين، ص 85 و 90 و 149

اعتقاد العلويين في القرنين الثالث والرابع الهجريين بمهدوية الإمام الثاني عشر ع (1)

هذه اطلالة على اعتقاد بعض الذرية الطاهرة بإمامة الحجة المنتظر الإمام الثاني عشر عليه السلام.

ولا شك أن أقوالهم راجحة لأنهم أعرف من غيرهم بنسب آبائهم وأقربائهم ، خاصة أن فيهم بعض أهل النسب المشهورين بالعلم والصدق .
في البداية أؤكد أنه يكفي اثبات أن هؤلاء المترجم لهم كانوا اثني عشرية لتأكيد اعتقادهم بمهدوية الإمام الثاني عشر.

قال الشيخ الصدوق ( 306ه ـــــــ 381ه) : (لا نشك في أن الحسن ـــ العسكري ع ـــ كان له خلف من عقبه بشهادة من أثبت له ولدا من فضلاء ولد الحسن والحسين عليهما السلام والشيعة الاخيار لان الشهادة التي يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة النافي )
كمال الدين وتمام النعمة ، ص 79 – 81.

تنبيه : سأعيد في كل حلقة هذه المقدمة لتكون توطئة للقارىء للدخول في المقال.

أولا : الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن النسابة الحسيني (260هـ ــ 358هـ)

من شيوخ المفيد ( الارشاد، ج2 ص 232)
والصدوق (راجع مثلا: الأمالي، ص 136 و 268 و التوحيد، ص 373 و الخصال، ص 76 مترضيا عليه و 181 و علل الشرائع، ص 133 و 139 و 169 ، وصحح الصدوق بعض مروياته كما في كمال الدين وتمام النعمة ، ص 543 – 547)

عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين، ترجم له مشايخ الامامية وذكروا له عبر طرق كثيرة تتصل بالمصنف كتابا في غيبة الإمام الثاني عشر ع .

لا شك أنه أخذ هذا الاعتقاد عن آبائه وأقاربه من البيت العلوي، ومحاولات التشكيك بانتمائه المذهبي هزيلة لم تقم على دليل فلا يعتنى بها.

قال الشيخ النجاشي :(الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، أبو محمد ، المعروف بابن أخي طاهر . روى عن جده يحيى بن الحسن وغيره ، وروى عن المجاهيل أحاديث منكرة رأيت أصحابنا يضعفونه . له كتاب المثالب ، وكتاب الغيبة وذكر القائم عليه السلام . أخبرنا عنه عدة من أصحابنا كثيرة بكتبه . ومات في شهر ربيع الأول سنة ثماني وخمسين وثلاثمائة ، ودفن في منزله بسوق العطش )
فهرست أسماء مصنفي الشيعة ، ص 64

ملاحظة : البحث ليس عن وثاقة المترجم لهم ، فهذا له شأن آخر.

وقال الشيخ الطوسي : ( الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، صاحب النسب ، ابن أخ طاهر ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة سبع وعشرين وثلاثمائة إلي سنة خمس وخمسين ، يكنى أبا محمد ، وله منه إجازة ، أخبرنا عنه أبو الحسين بن أبي جعفر النسابة وأبو علي بن شاذان من العامة )
رجال الطوسي، ص 422

ذكر الشيخ الطهراني له كتابا في النسب، قال : ( الألباب في الأنساب للشريف أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيي المعروف بابن أخي ظاهر وأبي محمد العلوي المتوفى سنة 358 يروي عن جده أبي الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر الحجة كتابه نسب آل أبي طالب الذي هو أول كتاب صنف في نسب الطالبيين قال الشيخ الطوسي في رجاله أنه صاحب النسب لكن لم يصرح باسم كتابه في النسب . ويوجد النقل عنه كذلك في بعض كتب النسب وأحتمل أنه تصحيف اللباب والله العالم)
الذريعة ، ج 2 – ص 285

وقال على بن محمد العلوي : ( ومن ولده الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر الحجة ، وهو المعروف بالدنداني ، روى كتاب جده ، وكان محدثا ” فاضلا . سكن بغداد سوق العطش ، رآه ابن أبي جعفر شيخنا رحمه الله وروانا عنه بعض كتاب يحيى بن الحسن في النسب ، ولقيه أبو القاسم ابن خداع نسابة المصريين رحمه الله ، وأبو محمد الحسن المعروف بابن أخي طاهر)
المجدي في أنساب الطالبين ص 203 – 204

يكفي دليلا على إعتقاد أبي محمد بالإمام الثاني عشر تصنيفه كتابا حول الإمام وغيبته، وممن ذهب لإماميته النسابة المؤرح ابن الطقطقي الطباطبائي الذي كانت إليه اسانيد كثيرة متصلة ذكرها عنه في كتاب ( الأصيلي في أنساب الطالبيين) .

قال ابن عنبة الحسني : ( واما أبو الحسن محمد الأكبر بن يحيى فمن ولده أبو محمد الحسن بن محمد هذا وهو الدنداني النسابة المعروف بابن اخى طاهر راوي كتاب جده يحيى بن الحسن روى عنه شيخ الشرف النسابة)
عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، ص 331

وقع في أسانيد الخطيب البغدادي أكثر من عشرين مرة
راجع تاريخ بغداد، ج2 ص 113 و 114 و 358 وج6 ص 52 و ج7 ص 304…

يعد أبو محمد من مشايخ الحسين بن هارون الحسني الإمامي كما في ( تيسير المطالب في أمالي أبي طالب) ليحيى بن الحسين، ص 124 و127 و141 و142 و144 و145 …

قال الذهبي في ترجمته : ( الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين ابن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين العلوي ابن أخي أبى طاهر النسابة عن … أبي ذر – مرفوعا ، قال : على وذريته يختمون الأوصياء إلى يوم الدين . فهذان دالان على كذبه وعلى رفضه – عفا الله عنه… ولولا أنه متهم لازدحم عليه المحدثون ، فإنه معمر)
ميزان الاعتدال ، ج 1 – ص 521

وقال في موضع آخر : ( وكان نسباة ( نسابه ) شيعيا)
تاريخ الإسلام ، ج 26 – ص 177

وقال ابن الجوزي : ( قال الحفاظ : كان رافضيا )
الموضوعات ، ج 1 – ص 377

ترجم له إسماعيل باشا البغدادي، ونسب له كتاب الغيبة، قال : ( كتاب الغيبة – لأبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى ابن حسن بن جعفر الحسيني البغدادي الشيعي المعروف بابن اخى طاهر المتوفى سنة 358 ثمان وخمسين وثلاثمائة)
إيضاح المكنون ، ج 2 – ص 317

وقع الحسن بن بن محمد بن يحيى كثيرا في أسانيد ابن الطقطقي ، ناقلا عنه عن جده يحيى بن الحسن النسابة .

راجع : الأصيلي في أنساب الطالبيين، ص 85 و 90 و 149

اعتقاد العلويين في القرنين الثالث والرابع الهجريين بمهدوية الإمام الثاني عشر ع (3)

إيمان أحفاد جعفر بن علي الهادي ع بابن الحسن العسكري ع.

ترك جعفر أخو الإمام الحسن العسكري ع، كثيرا من الأولاد، قال النسابة العلوي العمري في ذلك : ( وأما جعفر بن علي بن محمد بن علي الرضا عليه السلام ، فولده يقال لهم بنو الرضى ، وفيهم كثرة وسمى جعفر كرين ، لانه أولد مائة وعشرين ذكرا وأنثى ، وكانت أم جعفر أم ولد تدعى حدق ، قبره في دار أبيه بسامراء ومات وله خمس وأربعون سنة ، سنة احدى وسبعين ومائتين . فولدُ جعفر بين منتشر ومنقرض ستة عشر ولدا ” ، ومنهم هارون ، والمحسن وعيسى المجد وكانت له جلالة ، وعبد الله ، ومحمد أبو جعفر ، والعباس ، وعبد العزيز ، وعبيد الله ، واسماعيل ، والحسن ، وابراهيم ، ويحيى ، وطاهر ، وعلي ، وموسى ، وادريس) .
المجدي في أنساب الطالبين ، ص 134 – 135

قال الشيخ المفيد (336هـ ــــ 413هـ) في سبب امتناعه عن ذكر أحوال جعفر بن علي ، لكنه يمنعني عن ذلك موانع ظاهرة:
أحدها: كثرة من يعترف بالحق من ولد جعفر بن علي في وقتنا هذا، ويظهر التدين بوجود ولد الحسن بن علي في حياته، ومقامه بعد وفاته في الأمر مقامه، ويكره إضافة خلافه لمعتقده فيه إلى جده.
بل لا أعلم أحدا من ولد جعفر بن علي في وقتنا هذا يظهر خلاف الإمامية في وجود ابن الحسن عليهما السلام والتدين بحياته والانتظار لقيامه، والعشرة الجميلة لهؤلاء السادة أيدهم الله بترك إثبات ما سبق به من سميت في الأخبار التي خلدوها فيما وصفت أولى)
كتاب المسائل العشر في الغيبة ص٦٠

لا شك أن عقيدة ذرية جعفر باثبات ابن للإمام الحسن العسكري ع والايمان بمهدويته قد أخذوها عن آبائهم، وعهدهم ليس بعيدا عن الامام العسكري ع الذي استشهد سنة 260هـ، وهم كثيرون كما في هذه الوثيقة التي ذكرها الشيخ المفيد رحمه الله، ونفهم من ذلك أنهم عاشوا في القرنين الثالث والرابع الهجريين وكانوا على تلك العقيدة، فهؤلاء عشرات من السادة الحسينيين قالوا بإمامة الثاني عشر عليه السلام في تلك القرون المتقدمة .

ملاحظة : قد يشكك بعض المتعصبين بما ذكره الشيخ المفيد، وهذا التشكيك مردود، فالشيخ مرجع الطائفة في زمانه ومشهور بين الفرق الأخرى، وكتبه كانت منتشرة، فلو كان ما ذكره غلطا لأسرع خصومه في التشنيع والرد عليه، لإسقاطه بين طائفته، ولم يذكر التاريخ أحدا رد عليه في هذه الجزئية، ثم إن المفيد رحمه الله ليس بالرجل الذي يرسل كلامه وهو يعلم أن الآخرين يمكن أن يكذبوه، فيفضح نفسه ـــــ حاشاه ـــ .

اعتقاد العلويين في القرنين الثالث والرابع الهجريين بمهدوية الإمام الثاني عشر ع (4)

هذه اطلالة على اعتقاد بعض الذرية الطاهرة بإمامة الحجة المنتظر الإمام الثاني عشر عليه السلام.

ولا شك أن أقوالهم راجحة لأنهم أعرف من غيرهم بنسب آبائهم وأقربائهم ، خاصة أن فيهم بعض أهل النسب المشهورين بالعلم والصدق .
في البداية أؤكد أنه يكفي اثبات أن هؤلاء المرتجم لهم كانوا اثني عشرية لتأكيد اعتقادهم بمهدوية الإمام الثاني عشر.

قال الشيخ الصدوق ( 306ه ـــــــ 381ه) : (لا نشك في أن الحسن ـــ العسكري ع ـــ كان له خلف من عقبه بشهادة من أثبت له ولدا من فضلاء ولد الحسن والحسين عليهما السلام والشيعة الاخيار لان الشهادة التي يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة النافي )
كمال الدين وتمام النعمة ، ص 79 – 81.

تنبيه : سأعيد في كل حلقة هذه المقدمة لتكون توطئة للقارىء للدخول في المقال.

علي بن الحسن بن علي الأديب الحسيني

علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

عاش في القرن الثالث والرابع الهجريين، كان معتقدا بإمامة الثاني عشر عليه السلام.

قال ابن عنبة الحسيني في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص309 – 310 : ( وأما أبو الحسن علي الأديب المجل ابن الناصر وكان يذهب مذهب الإمامية الاثني عشرية ويعاتب أباه بقصائد ومقطعات وكان يناقض عبد الله
بن المعتز في قصائده على العلويين ، وكان يهجو الزيدية)

وهو عم فاطمة زوجة النقيب الإمامي الحسين بن موسى الموسوي وأم الشريفين الرضي والمرتضى ، رحمهم الله جميعا .

قال ابن أبي الرجال بعد أن وصفه بانه أديب بليغ : ( لكنه جنح إلى مذهب الإثني عشرية )
مطلع البدور، ج1 264

أما بخصوص والده الناصر الكبير ، فيرى بعض أعلام الطائفة كالشيخ البهائي والنوري الطبرسي وغيرهما إماميته، فقد ذكره الشيخ الطوسي في رجاله مترضيا عليه، وكذا الشيخ الصدوق يذكره بلفظ ( قدس سره) وترجم له الشيخ النجاشي مترحما عليه وقال : (كان يعتقد الإمامة ، وصنف فيها كتبا ، منها : … كتاب أنساب الأئمة ومواليدهم إلى صاحب الامر عليهم السلام )
فهرست اسماء مصنفي الشيعة ، ص 57 – 58

وقال العلامة الحلي : (الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أبو محمد الأطروش ، كان يعتقد الإمامة )
خلاصة الأقوال ، ص 337

وقد قام حفيده الحسن بن أحمد بتزويج ابنته فاطمة لعالم امامي كبير هو نقيب النقباء الحسين بن موسى والد الشريفين الرضي والمرتضى، ، ولعل ابنه علي الأديب المترجم له أدرى بمذهب ابيه لهذا كان معتنقا له معلنا به ، ومن اللافت مصاحبة الحسين الهاروني الحسني الإمامي للناصر وقربه منه، ولعل هذا يكشف عن عقيدة الناصر التي كان يخفيها لئلا يتفرق عنه عسكره.

وبخصوص ما يروجه البعض من انكار الناصر وجود ابن للحسن العسكري ع فينقضه ما ذكره النجاشي عنه، وكتب الفرق الأخرى ليست حجة علينا عند التعارض، والكذب ونسبة الأقوال لغير قائليها مشهور عند القوم، حتى أن الشوكاني عقد عدة فقرات حول صنيعهم هذا في كتابه (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ) وهو الخبير بهم، بل يكفي لرد كلام الاطروش ان صح عنه شهادة الإمام الحسن العسكري حول ولادة ابنه ع وعرضه على خواصه وبذلك جاءت الروايات، على أنه لم يثبت لدي نفي الناصر وجود ابن للإمام الحسن العسكري ع، ولو ثبت نفيه فشهادة المثبتين أولى من شهادته.

اعتقاد العلويين في القرنين الثالث والرابع الهجريين بمهدوية الإمام الثاني عشر ع (5)

هذه اطلالة على اعتقاد بعض الذرية الطاهرة بإمامة الحجة المنتظر الإمام الثاني عشر عليه السلام.

ولا شك أن أقوالهم راجحة لأنهم أعرف من غيرهم بنسب آبائهم وأقربائهم ، خاصة أن فيهم بعض أهل النسب المشهورين بالعلم والصدق .

في البداية أؤكد أنه يكفي اثبات أن هؤلاء المترجم لهم كانوا اثني عشرية لتأكيد اعتقادهم بمهدوية الإمام الثاني عشر.

قال الشيخ الصدوق ( 306ه ـــــــ 381ه) : (لا نشك في أن الحسن ـــ العسكري ع ـــ كان له خلف من عقبه بشهادة من أثبت له ولدا من فضلاء ولد الحسن والحسين عليهما السلام والشيعة الاخيار لان الشهادة التي يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة النافي )
كمال الدين وتمام النعمة ، ص 79 – 81.

تنبيه : سأعيد في كل حلقة هذه المقدمة لتكون توطئة للقارىء للدخول في المقال.

الحسين بن هارون الحسني

الحسين بن هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع .

عالم اثنا عشري عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين، بقي على اعتقاده بالأئمة الإثني عشر قائلا بإمامة الحجة المنتظر ابن الإمام الحسن العسكري ع، على الرغم من محاولات بعض بنيه ثنيه عن ذلك.

قال أحمد بن أبي الرجال ( ت 1092هـ) بعد أن وصفه بالسيد الشريف والإمام الكبير : (وكان عالما من أعيان الناصر للحق ،، هكذا نقلته في رجال الزيدية. والأظهر أنه إمامي المذهب، وبينه وبين ولده المؤيد مراجعات في ذلك لكن العذر في ذكره بين الزيدية اختصاصه بهم، ونقله لأخبارهم )
مطلع البدور ومجمع ، ج2 ص 221

وقال عنه في موضع آخر: ( ولم يكن زيديا إلا أنه أحد عمدهم في النقل لأخبار الأئمة )

مطلع البدور ومجمع البحور في تراجم رجال الزيدية، ج4 ص 135

وقال يحيى بن الحسين الشجري الزيدي ( ت 499هـ) في ترجمة أحمد بن الحسين الهاروني(333هـ ــــ 411هـ) : ( وباين مذهب الإمامية لما اتضح له الحق، وباين أباه وحاجه فيه، وجادله، واتبع الدليل، وترك التقليد والنشو)
سيرة الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، يحيى بن الحسين الجرجاني الشجري ، تحقيق صالح عبدالله أحمد قربان، ص 17

قال النسابة علي بن محمد العلوي : ( واما السيد الناطق بالحق أبو طالب فكان أسن من أخيه بعشر سنين ، وكان أبوهما ـــ الحسين بن هارون ــ امامي المذهب …)
المجدي في أنساب الطالبين ، ص 343

وقال صاحب نسمة السحر، ج1ص 314: ( وكان والده على مذهب الشيعة الإثني عشرية،…)

نص على إماميته أيضا : القاضي أحمد الظاهر كما في : بغية الطالب في تراجم رجال أمالي أبي طالب المطبوع في آخر كتاب تيسير المطالب، لمحمد بن الحسن العجري المؤيدي. ص 640

وقال عبد الكريم أحمد الحدبان محقق كتاب : ( نبوة النبي ) لأحمد الهاروني ، ج1 ص 24 : ( كان من أعبان أصحاب الناصر الأطروش ، وكان إمامي المذهب)

وقال عبد السلام عباس الوجيه محقق كتاب الأأمالي الصغرى ، أحمد بن الحسين الهاروني، ص 8 : ( الأب الحسين بن هارون إمامي المذهب )

يعد الحسين الهاروني من تلاميذ عالم الإمامية محمد بن الحسن بن الوليد، حيث روى عنه كثيرا من الأخبار، كما في تسير المطالب، ليحيى الهاروني ، حيث يروي يحيى عن أبيه عن ابن الوليد، انظر : صفحة : 56 و 59 و 68 و171 و 205 و 213 و216 و 242 و 261 و 395 و453 و 495 و 502 و 549

من مشايخه الأمامية أيضا :

ــــــ الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن العقيقي الحسيني الإمامي الذي صنف كتابا في غيبة الإمام المهدي ع، ( وقد تقدمت ترجمته)

ــ أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم بن علي، والحسين الهاروني يروي عن أحمد عن أبيه عن جده.
انظر : تيسير المطالب، ص 143
ــ حمزة بن القاسم العلوي كما في : تيسير المطالب، ص 149 و 213 و 223 و 229 و301 و 302 و 318 و 327 و 349 و 367 و 422 و 429 و 435 و453 و 464 و 474 و 484 و 505 و 506 و 512 و 515 و 558 و 568 و 594 و 596 و 599

ـــ محمد بن أميذوار الذي يروي عن شيخه محمد بن الحسن الصفار.
انظر : تيسير المطالب، ص 404

كان للحسين بن هارون أولاد على مذهب الإمامية، معتقدين إمامة الثاني عشر عليه السلام. قال النسابة الكبير العبيدلي الحسيني : ( فولده سادات أعيان فضلاء علماء، منهم : … وابو محمد عبد العظيم وكان فاضلا وكان على مذهب الإمامية، وابو الحسين علي الصوفي ولكل واحد من هؤلاء ولد …)
تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب، ص 120

ممن قال بإمامية محمد عبد العظيم السيد النسابة إسماعيل المروزي الحسيني الإمامي.
الفخري في أنساب الطالبيين، ص 143

لم تحدد لنا مصادر التراجم تاريخ ولادة ووفاة الحسين بن هارون، ويظهر أنه كان من المعمرين ، ومن خلال ملاحظة تاريخ ولادة أحمد الهاروني (333هـ ــــ 411هـ) يغلب على الظن أن أباه عاش في القرن الثالث الهجري ومات في القرن الرابع الهجري، مما يؤكد هذا مصاحبة الحسين الهاروني للناصر الأطروش وكونه من اعيانه، والناصر الأطروشي توفي سنة ( 304هـ) وهذا يستلزم أن يكون الحسين مولودا في القرن الثالث الهجري، قبل سنة 280هـ، والذي أذهب إليه أنه ولد قبل ذلك، فحتى يصاحب الأطروش ويزاحم الرجال لينقل أخباره، ويكون من مستشاريه ينبغي أن يكون ناضجا قد تجاوز عمره 20 سنة .

من الراجح أن الحسين بن هارون أخذ مذهبه الإمامي عن أبيه، فلم يرد في ترجمته أنه كان على مذهب آخر وتحول إماميا، مما يدل على وراثته للمذهب عن أبيه وأجداده، وهذا يؤكد عمق النهج الإمامي وانتشاره بين الذرية الطاهرة .

فائدة : روى يحيى بن الحسين بن هارون عن أبيه الحسين بن هارون 94 رواية في كتابه ( تيسير المطالب في أمالي أبي طالب) وفي بعض الروايات يروي عن والده عن حمزة بن القاسم العلوي العباسي أو عن أبيه عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن البرقي أو عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، وروى عن أبيه عن الحسن بن محمد بن يحيى العقيقي الحسيني (كما في تيسير المطالب، ص 52 و59 و61 و87 و107 و 123
وهؤلاء كلهم من رجالات الإمامية.
مروان خليفات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here