فهذه المرة لن نؤيديكم أيها المتظاهرون

بقلم مهدي قاسم

 بحسب المنطق السليم و التفكير القويم توجد في الحياة أولويات وضرورات  ذات أهمية قصوى ، مثل حفظ سلامة الحياة العامة فردا وجماعة ، حيث يتحتم على المرء الأخذ بها والسير بها قدما ، ولو على حساب أولويات أقل أهمية في الوقت الراهن كالتظاهرات  مثلا ..

و لهذا السبب لاحظنا دولا رأسمالية متقدمة و التي عندها رأسمال المال من أقدس المقدسات !! ، قد  قررت إغلاق متاجرها و فنادقها ومطاراتها وقطاعاتها الخدمية الأخرى ، إلى جانب فرض حجر صحي نسبي على مدن كبيرة برمتها وتحديد حرية الحركة والتنقل لمئات ملايين من الناس ، ولو بشكل محدود و نسبي،  وكل ذلك بهدف الحفاظ على سلامة الحياة العامة من هجمات فيروس كورونا الشرس و سريع الانتشار .

فيا ترى لماذا أصبح صعبا على بعض المتظاهرين سواء في بغداد أو باقي المحافظات الجنوبية تقّبل هذه الحقيقة البسيطة  ، ومن ثم الكف عن تجمعات و تظاهرات ــ ولو مؤقتا ــ حتى ولو لبضع شهور فقط !، لحين زوال هذا الوباء الكارثي الخطير والقاتل والغدار ، ومن ثم العودة إلى تظاهرات مجددا ، بزخم أكبر و بشعبية أوسع وأضخم و بتفهم جماهيري أعظم و تعاطف أجمل  وأفضل ، بدلا من هذا الإصرار الأرعن والعناد السخيف وغير المفهوم إطلاقا ،حيث ليس فقط إن حياة المتظاهرين قد تكون مهددة بالإصابة بهذا الفيروس ، أنما هم سيساهمون ــ أن شاءوا أم لا ــ بنقل ونشر هذا الوباء بين الناس وفي كافة الشوارع والساحات والميادين حيث يتواجدون أو يتحركون بين آلاف من مارة ومستطرقين  ، وبذلك بدلا من أن يعملوا من أجل الوطن والشعب ــ مثلما يتمنون ــ فإنهم سيلحقون أكبر وأخطر ضرر بسلامة الحياة العام و بحياتهم أيضا وعلى وجه الخصوص ، و هنا وإذا كان لابد منه ، فربما يتوجب علينا أن نذكر هؤلاء المتظاهرين الحاليين بالمثل البليغ القائل :

ــ ”   إن النوايا الحسنة تعبّد الطريق إلى الجحيم  “

 ومن ثم يُفترض بأناس عقلاء أن لاير تكبوا حماقة  طائشة و خطيرة من هذا القبيل ، لأن حياة البشر و مهما كانت تعاني من ضروب الفقروالإجحاف  تبقى هي الأهم والأغلى من كل المشاريع والأهداف السياسية..

هامش ذات صلة :

(    يونامي تلمّح إلى إصابات عراقية بكورونا تفوق المعلن

حظر تجوال شامل في محافظة عراقية جنوبية بعد ليلة دامية

احتجاجات وإطلاق نار وحرائق في الناصرية العراقية الجنوبية

احتجاجات وإطلاق نار وحرائق في الناصرية العراقية الجنوبية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام

يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام

إضغط هنا للإشتراك

إيلاف: بعد ليلة دامية شهدتها محافظة ذي قار العراقية الجنوبية أدت إلى مقتل وإصابة 8 محتجين فقد تم اليوم فرض حظر شامل للتجوال في عموم المحافظة.. فيما لمّحت بعثة الأمم المتحدة في البلاد إلى إمكانية أن يكون عدد العراقيين المصابين بفيروس كورونا يفوق الأرقام الرسمية المعلنة.

فقد فرضت السلطات العراقية اليوم حظرًا شاملًا ومشددًا للتجوال في محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) وذلك بعد ليلة دامية شهدت فيها مدينة الناصرية عاصمة المحافظة تظاهرات احتجاج اثر تقارير عن تقدم قوات مكافحة الشغب ترافقها ميليشيات موالية لايران لفض الاعتصامات في ساحة الحبوبي مركز الاحتجاج حيث قام المئات من الشباب يقطع الطرق بالاطارات المحترقة واجهتها القوات باطلاق نار حي، ما ادى الى مقتل متظاهر واصابة 7 آخرين بجروح.

رافق ذلك قيام المئات من أهالي الناصرية بالتظاهر مطالبين بتوفير مخصصات مالية للمواطنين بعد تعطل مصالحهم وأعمالهم نتيجة حظر التجوال الصحي بسبب فيروس كورونا.

وقال قائد شرطة ذي قار ناصر الأسدي في بيان اطلعت عليه “إيلاف” انه بناء على توجيهات خلية الأزمة الوزارية والصدامات بين الشرطة والمحتجين فقد تقرر فرض حظر تام لكل المحافظة وغلق محطات الوقود وقطع كل الطرق والتقاطعات والطرق الخارجية والجسور والمحال والأسواق ماعدا محال المواد الغذائية ومطاعم الوجبات السريعة.

من جانبها قالت “اللجنة المنظمة لتظاهرات ثورة تشرين في بيان مقتضب حصلت على نصه “إيلاف” ان “ساحات الاعتصام تبرأ من اي دعوة لكسر حظر التجوال وهي غير مسؤولة عن اي احتجاجات يخرج بها البسطاء من أجل لقمة العيش او الذين يحركهم العقل الجمعي بدعوات يطلقها سياسيون وحزبيون من اجل اثارة البلبلة ضد المعتصمين. نحن غير مسؤولين عن اي تظاهرات قد تخرج بسبب عدم توفير مستلزمات الحياة في العراق”.

فيديو إطلاق الرصاص الحي على متظاهري الناصرية:

وتابعت “إيلاف” مقاطع فيديو نشرها ناشطون على شبكات الواصل الاجتماعي يسمع خلالها إطلاق نار حي ونيران تشتعل في الطرقات وخروج الأمن في المدينة عن السيطرة.

وأمس أعلنت دائرة صحة محافظة ذي قار تسجيل 12 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في المحافظة وسلامة 37 حالة مشتبه بإصابتها.

يشار الى ان محافظة ذي قار الشيعية الجنوبية قدمت اكثر عدد من الضحايا من المحتجين خلال صدامات دامية مع قوات الشرطة ومكافحة الشغب والميليشيات الموالية لايران المرافقة لها منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في العاصمة بغداد وتسع محافظات في الوسط والجنوب في اكتوبر الماضي للمطالبة باسقاط الطبقة السياسية الحاكمة واتهامها بالفساد والطائفية وللدعوة الى اجراء انتخابات عامة مبكرة وانهاء الهيمنة الايرانية على مقدرات البلاد ارغمت الحكومة التي يترأسها عادل عبد المهدي على الاستقالة في اواخر العام الماضي وادت الى مقتل 700 متظاهر واصابة حوالي ثلاثة اخرين بجروح مختلفة.

يونامي تلمح إلى اصابات عراقية بكورونا تفوق المعلن رسميًا

لمّحت بعثة الامم المتحدة في البلاد الى امكانية ان يكون عدد العراقيين المصابين بفيروس كورونا يفوق الارقام الرسمية المعلنة عازية ذلك إلى اسباب اجتماعية وتوعوية والخوف من التبليغ عن الإصابة.

وقالت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي” في بيان صحافي السبت استلمت “إيلاف” نصه ان فيروس كوفيد-19 هو تهديد عالميٌ غير مسبوق يتطلب استجابات قوية من الحكومات والمجتمعات والأفراد، حيث حشّدت حكومة العراق في وقتٍ مبكرٍ وبدعمٍ كاملٍ من منظمة الصحة العالمية وأسرة الأمم المتحدة ككُل، لاحتواء تفشي المرض وكبح الانتقال السريع للفيروس، ما اسهم في تسطيح وتأخير المنحنى الوبائي، ما أدى إلى حالاتٍ موثّقة أقل نسبياً.

الشاب المتظاهر عبد الله ضحية صدامات الناصرية بين المحتجين وقوات الشغب

واشارت الى انه في العراق كما هي الحال في أي مكان آخر لا مناص من نقص الإبلاغ عن حالات الإصابة بالفيروس بسبب عوامل مثل الخوف واعتباراتٍ ثقافيةٍ، بما في ذلك الوصم، والمرضى غير الموثقين ممن لم تظهر عليهم أعراض الإصابة، وغياب المراقبة النشطة ومحدودية الفحوصات.

وحذرت من ان العديد من الأفراد المصابين يسعون إلى العلاج فقط في المراحل المتقدمة من المرض، وهذا لا يزيد فقط من انتشار الفيروس، بل يُضخّم أيضاً نسبة الوفيات المُبلّغ عنها وبالفعل، يقل أو ينعدم الإبلاغ عن الحالات الخفيفة والمتماثلة للشفاء، في حين أن حالات المراحل المتأخرة الموثقة أكثر عرضة بشكلٍ غير متناسبٍ للاستسلام للمرض.

واشارت الى ان منظمة الصحة العالمية تقوم بمراقبة وتقييم النتائج المختبرية لفيروس كوفيد-19 عن كثب منذ بداية انتشار الفيروس في العراق، وترفض احتمال أن تتعمد الحكومة إخفاء أو تزييف النتائج، ولا يمكن تحديد عدد الحالات المفقودة بدقة إلا باستخدام المراقبة النشطة، والتي شرعت بها الحكومة أخيرًا.

أبو خميني أحد عناصر الميليشيات العراقية الموالية لإيران الذي شارك في مواجهة محتجي الناصرية

وحذرت بعثة الامم المتحدة من انه في الوقت الذي تتعامل فيه الحكومة مع وضعٍ طارئٍ ومعقدٍ ببياناتٍ غير تامة فإن عليها أيضاً الاستمرارُ في الدفاع عن التقارير المستقلة، لأن حرية الإعلام هي أحدُ أركان المجتمع الديمقراطي، حيث توفر الشفافية والمساءلة والاستفهام البنّاء فرصةً للسلطات لتوضيح إجراءاتها، وبالتالي بناء ثقة الجمهور بها.

وكانت السلطات العراقية قررت امس تعليق رخصة مكتب وكالة رويترز الاخبارية ثلاثة اشهر وتغريمها 20 الف دولار لنشرها تقريرا قالت فيه ان الاصابات بفيروس كورونا بين العراقيين تبلغ الافا، وليست كما تقول الحكومة انها بالمئات، حيث اتهمت السلطات الوكالة بتهديد الامن المجتمعي والصحي.

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here