في زمن عراق مابعد صدام الجرذ أصبح الجميع مجاهدين ومناضلين

في زمن عراق مابعد صدام الجرذ أصبح الجميع مجاهدين ومناضلين، نعيم الهاشمي الخفاجي
شيء جدا جميل ورائع نرى بالعراق ظهور إعداد كبيرة من الزعماء والقادة والاف المحللين وأصحاب الرأي وأصحاب الشعارات، في زمن سيطرة المجاميع المسلحة الفلسطينية على لبنان كان الشعار المرفوع لا شعار فوق المقاومة، وللاسف عندما كانت تحدث عمليات اغتصاب وقتل تطال لبنانيات لأسباب دينية ومذهبية يتم اخراس الضحايا بسلاح المقاومة الفلسطينية، بزمن صدام الجرذ كان الكثير من العراقيين بالمنافي لايجرأون المرور بشوارع السفارات والقنصليات التابعة لنظام صدام الجرذ الهالك، بعد سقوط صدام الجرذ تساوى الجميع بل تم تفضيل البعثي الساقط وضابط الأمن والمخابرات وضباط الأجهزة القمعية الصدامية على المناضلين، تساوى من كان ضام رأسه مع من كان رافع رأسه ولايخشى البعث وصدام، تساوى من كان يكتب ويفضح صدام في المحافل الدولية ومع من كان يكتب في صحف صدام ويمجد في سيده الجرذ الهالك، في زمن المساواة مابين الجيد والسيء يضيع الحق مع الباطل ورحم الله المفكر غوستاف عندما قال ( الناس زمن المساواة لا يعود البشر يثقون ببعضهم البعض بسبب تشابههم و لكن هذا التشابه يعطيهم ثقة لا حدود لها تقريبا في حكم الجمهور العام و رايه , و ذلك لانهم يجدون من غير الممكن الا تكون الحقيقة في جهة العدد الاكبر بما ان الجميع يمتلكون نفس العقل).

مقولة اعجبتني كتبها أخ اسمه نجم في تعليق على انتقال مذيعة من قناة ….. الى شرقية سعد البزاز( عندما يكون الإنسان بدون مبدأ فقيمته لا تساوي الا الدولارات التي يترزقها من مشغليه…).
نعم ما قاله الاخ الأستاذ نجم هو الصحيح، أصحاب القيم لا يمكن أن يباعون أو يشترون، لكن بلا شك هؤلاء قلة جدا قليلة في مجال الكتاب والصحفيين بظل وجود الاغرائات المالية الكبيرة، وللاسف صاحب القيم والمبادئ يظلمه أبناء جلدته من حيث لايشعرون، بل يسلبوه حقه ولربما لو يقع في أيديهم يقومون بقتله قبل أن يغتاله انجاس فلول البعث والوهابيين، والسبب هو الجهل والسذاجة لصاحب القرار السياسي الذي اوصلته الصدفة لمركز القرار والزعامة، انا كاتب بسيط بدأت كهاوي للكتابة لفضح نظام صدام الجرذ الهالك ولا أبالغ في مدح نفسي فقد فضحت صدام الجرذ والبعثيين في كل المحافل، وطورت نفسي وأكملت صحافة لا لكي أصبح صحفي مرتزق وإنما بالطرح آرائي بكل استقلالية، عرضت علينا الصحف السعودية أن أكتب بصحفهم مقابل أموال ضخمة والغاية شرائي حتى لا أتطرق إليهم وافضحهم لكنني رفضت تلك العروض المغرية التي هرول إليها الكثيرون آخرهم حميد الكفائي الناطق في اسم مجلس الحكم المنحل والذي كان لايجيد أن يتكلم في جملة واحدة مفيدة في لقائاته مع وسائل الاعلام، الصحفي والكاتب الشريف بات عملة نادرة، أصحاب المواقف الصلبة باتوا أقلية، الاخ الإعلامي محمد التميمي استفزوه بقناة العهد وترك العمل بالعهد أيضا حاولت قنوات استقطابه لكنه رفض وبالاخير قبل يعمل في قناة لحزب شيعي عراقي ويتكلم وفق ماهو يريده وللاسف براتب قيمته نصف مليون دينار عراقي بينما لو قبل العمل بقنوات فلول البعث يعطونه راتب ثلاثة ملايين دينار واذا بالقنوات العربية يكون في آلاف الدولارات، كل شيء مقلوب في عراق اليوم ولم يبق لنا سوى ندعوا الله سبحانه وتعالى ان يهدي ساستنا في تصحيح اخطائهم والتفكير بالواقع كما هو بعيدا عن زج الناس بصراعات الجميع بها خسران.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل. .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here