ابقى _ ابيتك _

د. نداء الكعبي ..
لطالما كنا نردد ونسمع دائما عبارة “ارفع راسك انت عراقي”، وهي عبارة ترددت على مسامعنا هذه الايام، واشعر ان هذه الكلمة حاضرة في مسامعي، ربما بسبب احداث كورونا وفرض الحظر الوقائي الذي نجم عن انتشار هذا الفيروس، المهم فرض علينا الحظر، ومضت الايام واعقبتها الاسابيع حتى وصلنا في غضون اسبوعين واكثر، والحظر مستمر والشعارات # ابقى_ ابيتك او # خليك_ بالبيت مستمرة بالنداء للمواطن للبقاء في بيته والالتزام بحظر التجوال، وهذا دافع من باب الحرص على حياة المواطنين والخوف عليهم من انتقال عدوى فيروس كورونا، هذا الفيروس الخطير القاتل . لكن هذه الاصوات التي تنادي بالالتزام بالحظر والخوف على المواطن، لم تخف عليه من الجوع، والموت جوعا وحرجا من صعوبة ظروف العيش والعوز، وهل فكرت الحكومة كيف للمواطن البسيط الذي فرضنا عليه التزام البيت ومنعه من الخروج للعمل بدعوى الخوف عليه؟، كيف يعيش وهو جالس من دون عمل؟ وكيف يطعم اولاده ويأتي لهم بالحليب والدواء؟ وكبير السن الذي لم يستلم تقاعده كيف له ان يشتري دواءه وغذاءه؟
فهل لنا بعد هذا كله ان نقول له: ارفع راسك انت عراقي! ونحن لانمكنه ان يرفع رأسه بعزة وفخر، ولانساعده بتوفير قوته اليومي، وهذا حق وليس منة ..
والسؤال هنا؛ اما آن الاوان ليشعر العراقيون ان لهم حقوق في بلدهم، وهذه الثروة النفطية التي فقط يسمعون بأرتفاع او انخفاض اسعار براميل النفط، اما حان الوقت ليكون لهم نصيب من هذا النفط الذي يسمعون عن حصة المواطن النفطية؟ ويجب ان يكون لكل مواطن حصة في نفط البلد !!.
الان وقد وصلنا الى هذه الازمة الخانقة وحظر التجوال وسوء اوضاع المواطنين المعيشية، أليس من حقهم ولو في هذه الازمة ان توزع لهم مبالغ تكفي لكي يعيشوا عيشة كريمة تحفظ لهم كرامتهم وتسد رمق اطفالهم؟ فهم مازالوا عراقيون ومن حقهم ان يرفعوا رأسهم.
ولااتصور ان مبلغ ٣٠ الف الذي تتحدث عنه الرعاية الاجتماعية لصرفه للمواطنين تفي بالحاجة، نقول حتى وان كانت المبالغ قليلة لا تذكرونا بعوزنا اكثر، على الاقل عززوا مفردات البطاقة التموينية، ولنشعر ولو مرة واحدة، بمعاناة الفقير وكيف يستطيع ان يستمر بالعيش في ظل ظروف كهذه.
اذا لم تجمع الكورونا شتاتنا وتجعلنا نشعر بمعاناة فقيرنا ونكفيه عوزه من خير بلده؛ متى نشعر بفقيرنا وطفله الصغير الذي يحتاج ليرضع ويأكل؟ فهو طفل عراقي ويجب ان يرفع رأسه!! ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here