المونيتور: السيستاني والصدر أفشلا خطة قاآني في العراق

أفاد صحيفة المونيتور الأميركية، بأن المرجع الديني الأعلى علي السيستاني رفض مقابلة قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني الذي زار العراق الأسبوع الماضي، وأثارت زيارته جدلاً على الساحة السياسية المحلية.

وأوضحت الصحيفة أن زيارته “كانت محاولة لتوحيد القوى الشيعية في ترشيح رئيس وزراء جديد، تكون له علاقات وثيقة مع إيران، وسط جهود غير مثمرة للمكلف عدنان الزرفي، لتشكيل حكومة”، مبينة أن “الزرفي يواجه حالياً معارضة من الأغلبية البرلمانية الشيعية”.

وتابعت الصحيفة في تقريرها أن “قاآني فشل في توحيد الفصائل الشيعية، على عكس سلفه قاسم سليماني، الذي جمع القوات الشيعية معاً لتحقيق أهداف إيران”، موضحاً أن “قاآني لم يفشل في توحيد القادة العراقيين فحسب، بل لقي أيضاً إدانة وانتقادات”.

ونقل التقرير عن مصدر ديني كبير في النجف قوله إن “مكتب علي السيستاني رفض طلب قاآني لعقد اجتماع، وعلاوة على ذلك ألغى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اجتماعاً مقرراً سلفا مع قاآني، وذكر في رسالة مكتوبة إلى قاآني، سلمها المستشار العسكري للصدر أبو دعاء العيساوي، أنه يجب ألا يكون هناك تدخل أجنبي في شؤون العراق”.

وأشار التقرير إلى أن “القائد الايراني لم يلتق بالسياسيين السنّة أو الكرد خلال زيارته”، مشيراً إلى أنه “بخلاف سليماني، ليست لديه علاقات أو روابط شخصية بين السياسيين العراقيين خارج الدوائر الشيعية وفي الواقع، يفتقر قاآني إلى العديد من الصفات الحاسمة اللازمة لقيادة القوات الإيرانية في العالم العربي، على عكس سليماني، وهو لا يتحدث العربية ويفتقر إلى الكاريزما، وبغض النظر عن ذلك، فإن رحلة قاآني الأخيرة إلى العراق تشير إلى أن قوة القدس لا تزال تلاحق ملف العراق”.

ونشر التقرير تصريحاً للنائب أسعد المرشدي، من تيار الحكمة الوطنية قوله إن “توقيت زيارة إسماعيل قاآني ل‍بغداد غير لائق ومحاولة تدخل واضحة في تشكيل الحكومة الجديدة”.

كما طالب النائب رعد الدهلكي عن تحالف القوى وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، بـ”استدعاء السفير الإيراني إيرج مسجدي في بغداد، بسبب تدخل قاآني في الشأن العراقي”.

فيما قالت البرلمانية ندى جودت عن ائتلاف النصر: “نجح الزرفي في الحصول على أغلبية برلمانية، وزيارة قاآني لم تحبط حكومة الزرفي، بل على العكس زادت الدعم البرلماني لها”.

كما قال عضو البرلمان نصر العيساوي إن “العديد من أعضاء الفصائل الشيعية المختلفة يدعمون الزرفي على الرغم من اعتراضات قادتهم”.

بينما وصف تحالف النصر في البرلمان بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، “زيارة قاآني بأنها مهمة فاشلة”.

من جهتها، قالت عضو ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي النائبة عالية نصيف إن “حظوظ الزرفي كانت أكبر في تمرير الحكومة، لكنها تراجعت بعد قدوم قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد”.

وأوضحت النائبة في مقابلة تلفزيونية، أن “إيران من الأساس كانت تضع فيتو على تمرير حكومة المكلف عدنان الزرفي”، مشيرة إلى أنه “من المعيب على القادة السياسيين أن يحتاجوا إلى ولاية ووصاية من أجل اتخاذ قرار في ملف مهم يخص بلدهم”.

وفي السياق ذاته، رأى المحلل السياسي نجم القصاب أن إيران لها تأثيرات على القرار السياسي والسيادي والأمني والاقتصادي، وإذا رفض الزرفي فالعراق مقبل على مزيد من التصعيد من الولايات المتحدة ودول الخليج وأخرى إقليمية”.

وتابع القصاب، قائلاً: إن “العراق كان ولا يزال البقرة الحلوب لإيران، وتريده أن يقفز على العقوبات الأميركية ضدها من أجل سرقة موارده”.

لكنه أكد أن “إيران بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني غير قادرة على فرض سطوتها على النواب سواء الشيعة أو السنّة”.

وأوضح أن “سليماني كان في السابق يغير البوصلة السياسية باتصال هاتفي، بتقديم هذه الشخصية وسحب تلك، أما الآن فإن قاآني وشمخاني وغيرهم ليس لديهم السطوة والتأثير، لأن لب الموضوع هو عدم سيطرة قادة البيت السياسي الشيعي على نوابهم”.

وفي الشهر الماضي، زار سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بغداد، والتقى برئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.

يشار إلى أن العديد من الأحزاب الشيعية، مازالت تعاني الانقسامات في قضية اختيار رئيس الوزراء وهي علامة واضحة على فشل قاآني في مهمته الأخيرة إلى العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here