الاتحاد الاوربي الى اين …. (2 

     التعاونالشماليعمـرهاقرن ونصف القرن ، وقد أخذ هذا التعاونشكلاً مؤسساتياً منذ فترةليستبالقصيرة،وهوأقدم  من التعاونفيالاتحادالاوربي . ماالمقارنةبينالتعاونالشماليوالاتحادالاوربيفهيغيرممكنة،لانالفروقاتكبيرةبينهما فالتعاونالشمالــيلايسـندعلىالمعاهدات،كمعاهدةروما،ولايستـندالىرؤيةواضحــــةحولكيفيكونالتعاون  الشماليفيالمستـقبل . التعاون في الاتحاد الاوربييهدفالى تغيرالعلاقاتبينالحكومات،الاانهليسلدولالشـمالهذاالطموحولايوجد  مجالفي  التعاونالشـماليوظهوره عـــامل واقعي . كمالمتكنهناك  خطة عمل في تلك الفترةويبدوا أنالاختلافـاتبين تعاوندولالشمالوالتعاون  في الاتحادالاوربييعود  الى الفرقبينالكتلتينعلىأعتبارأنالاتحادالاوربيهومجموعةغيرمتجانسةاوقليلةالتجانــس،والتعاونبينهذهالـدول  يحتاجالىمؤسساتقويةللحفاظعلىحجمالخـلافاتوأيقافها في مكانها .امادولالشمالفهيمناطق  متجانسةولاتحتاجلهذهالمؤسسات . بللاتوجدهذهالمؤسساتالمعلومأنالعلاقاتالتعاونيةبينالدوللكيتكونقوةديناميكية  فانهابحاجة الى مؤسسات سلطويةقويةللقيادةوالاتحادالاوربييمتلكهذهالمؤسسات.                                                                                         كانتقيادةالأتحادالأوربيبيدالفرنسيينثمتحولت  القيادةالىفرنسيةالمانية،وربمايتحولالى  قيادةالمانيةبحتة .                                                                                                                                                                                         بنيالتعاونالشمالي  من خلالالمؤسساتالضعيفة،ولمتكنلايةدولةشمالية  اي شكل من  أشــــــكالالقيادةفيهذاالتعاون . وهذا يوضحلماذاكانتالنتائجمحددة،مماخلـقـتمعضلات،وقدأدى  ضعف المؤسـساتالشماليةالىصعـوباتللدخولفيسوقالمنافسةفيالسوقالاوربيةالمشتركةوفـــــيالاتحادالاوربي . لقدأنقسمتالقوىالىداخليةوخارجية،فالقوىالداخليةمعالشعورالسلبيللشماليينتعيقالتعاونالملزم . اما الخارجية،فهيتؤثرعلىدولالشمالبطرقمختلفةكونهاترتبطبقضايــاأقتصادية  . وقد عوقلت العواملالخارجيةالتعاونبيندولالشمال، لأرتباطهابالقضاياالتــريخية . وقد ترك النزاعالقديمبينالدانمــاركوالسويدوالنرويجلقيادةدولالشمالبصماته،حيثكانتالدانمارك  القوةالقائدةلدولالشماللغايةالقرنالسابععشر . الحق بهم الهزيمةممااضطرهمالىفقدان  الدورالقياديكقوةاوربيةعظمى،وكذلكموقعهمالقياديبيندولالشمال،الاأنالضربةالأخيرةالتيوجهتالىالدانمارك  عام 1814 جعلتهاتتنازلعنالنرويج  للسويدينوفيعام 1864 خسرت المعركةامامبسـمارك.  

بعدأنتعرضتالسويدهيالاخرىلسلسلةمنالانهزامات،حيثخسرتمقاطعاتكبيرةخـارجحدودهاوقادتالسويددولالشمالبعدانتصارهاعـلىالدانمــاركوالنرويج،لاسبابأهمهاتمتعهاباقتصادقويودخولهاالىعالــمالصناعات  الحديثةوالمتقدمة . لقد تركت التطوراتالتاريخية  تأثيراتهاالنفسيةعلىدولالشمالوالتيكانيمـكنانتحولدونالتعاونبيندولالشمالوعندمالايكونهناكقوىمؤثرةفوقيةفيالتعــاونالشمالي،تحصلكل  دولة ( كبيرة أوصغيرة )  من هذه االـــدولعلىحقالنقض (فيتوفيجميعالمسائل . فكانتالاعتراضاتالنفسيةبيندولالاتحـــــــادالاوربيواضحةوجلية،كمافيهوبينفرنساوالمانيا،لذافانالمفوضيةالاوربية  تعتبرقوىمتناقضةتاريخياًحيثجــاءتباقلمنالتعاونبيندولالشمال.  وأن العواملالخارجيةالتيتحدمنالتعاونبيندولالشمالترتبطبالقــــوىالمحيطةبدولالشـمال،روسيا،المانيــا،بـريطانيا . واستكملت امريكاالحلقةفيالسنواتالاخيرةبعددخولهاالحلبةالسياسيةفيالمنطقة . وقد مارســـتالدول  العظمىالثــلاثكلطاقتهاعلىدولالشمال،مماادىالىوجــودعلاقاتمختلفةبيندولالشـمالوهذهالدولوبســـبب  ضعف هذه الـــــدول  ضعفتتاثيراتهاعلىالتعاونالشمالي،وقللتمنالمعـــوقاتعلىهــــذاالتعاون . كماأنالعاملالخارجيقيد  تعــاوندولالشـمال،أضعفالعلاقاتالاقتصادية،وتحولتالصنـــاعاتالىالعالمية  وتم تفضيلالتعاونمعالاتحادالاوربي . أن علاقاتدول  الشمالمازالـتقائمةرغمانضمامأغلبهذهالدولالىالاتحادالاوربي (عداالنـرويج , آيسلندا) . فهناكخصوصيةفيعلاقاتهذهالدولشعبياأكثرمنالعلاقاتالرسمية.                                                                                     

كماأنالانظمة  في دول الشمال  تتقاربفيالكثيرمنالاحيانفيالقضاياالشماليةوالاسكندنــافية وتتبادلالاراءووجهاتالنظرفيالكثيرمنىالقضاياالسياسيةوالاقتصادية.     

 

  العلاقات الاقتصادية – الاقتصاد الشمالي

 لعبت العلاقات الأقتصادية في دول الشمال دوراً بارزا في توازن العلاقات  فيما بينها وبين الدول الأوربية وأثرت أيضا على علاقاتها السياسية والتاريخية خلال الحقب المختلفة .

وكان للنموالأقتصادي في  دول الشمال  جوانب عديدة ،  فقد وجد الالمنيوم في السويد  وتركزت الزراعة  في المناطق السهلية الخصبة الصالحة للزراعة .

  تمتلك النرويج وفنلندا غابات كثيفة بالاشجاروهي المصدر الطبيعي الهام للتصدير، أما الشمال الشرقي من البحـر الأطلنطي وبحر بارنتس  * فهما غنيان  بانواع الاسماك 

  (  sei , sild . Torsk   )كان أقتصاد دول الشمال متواضعا ً  و ضعيفا ً ومنـفتحأ ً  في التاريخ المعاصر  حيث أن الصادرات أرتبطت  بالموارد الطبيعية الضرورية والمطلوبة  اواسط القرن التاسع عشر. وكان الطلب على المواد الاولية  والغذائية من قبل مركز الاقتـصاد العالمي في لندن . تعتبر الغابات في  فنلندا و السويد و النرويج مـن أهـم الموارد  للتصدير  الى الخارج ، أما  القطران و منتوجات الأخشاب فـقد كانت هي الأخرى من الصناعات الاولية في هذه البلدان  .كما أن للمناجم في السويد أهمية قصوى ولعبت دورا مماثلا لكن في فترات سابقة حيث أن الغابات أثـناء الثورة الصنــــاعية كانت تغذي المصانع بالاخشاب .

كانت الدانمارك تصـدرالمواد الزراعية الا أن  صناعتها  كانت ضعيفة ويدوية .على العكس من ذلك فقد كانت الثروة السمكية  من المصـــــادر الطبيعية الهامة في النرويج   ، من أجل  ذلك تم  بناء السفن العملاقة لتصدير الاسماك لأنه أرتبط بصيد الاسماك  وأصبح أساسا للنقل البحري خلال وبعد  سنوات 1700  بل وأصبح جزءا ًمن قطاع التصدير و شكل نسبة كبيرة من أجمالي الصادرات في فترة ما بين الحربيين العالميتين ، وكانت الثروة السمكية  من من الموارد الطبيعية العامة  في آيسلندا  أيضا .

في بداية عام1900ميلادية  أستغلت المياه لانتاج الطاقة  و وضع اساس انتاج السماد الصناعي ( الكيماوي )، كما دخل الالمنيوم المجال العملي  في آيسلندا  في سـنة  1960 ميلادية ،وكان لخام الحديد  أهمية كبيرة في السويد  ، فكان الأســـاس لأنتاج الحديد الصلب  و صناعة المحركات ،و أنتجت مواد دائمة الاستعمال  مما ادى الى تحول السويد الى الصناعات الشاملة والمتطورة و بشكل أفضل  من باقي دول الشمال  وتحولت الى  دولة عظمى . حاولت دول الشمال بعد الحرب العالمية الاولى مـن اعادة مكانتها العالمية في تقاسم العملكان الرهان  على قطاع الصادرات وكانت المساعي  تدور حول تجنب أقتصاد ما بعد الحرب  . كان وضع دول الشمال مناسبا ، لأنهم  كانوا يصدرون المواد الضرورية والمطلوبة بشكل واسع  بعد الحرب. عرفت المواد الاولية  في مقدمة الصادرات الخارجية وكان للصادرات السويدية  قيمة  أعلى . تركزت صادرات الســويد  بعد الحرب  على القطاعات الديناميكية كالاستـثمار والمواد الاستهـلاكية وكان اقتصاد دول الشمال مخطط له نسبيا ً ، لأسباب سياســـية  في سنوات 1950 ميلادية  وما بعد توجهـت الدول الصغيرة الى الانفتاح الاقتصادي ، للصناعات التقليـدية لكي تتمكن من تمويل الواردات ، و كانت وسائل الانتاج مستهلكة ومهـللة بعد الحرب العالمية الثانية . وهذا ما دعا الى تفضيل الاسـتـثمار وتخصيص الحـصـص للمواد الاستهلاكية (التمـوين) ( النموذج الشمالي ) ،     أرتبطت أهداف  حكومات الرفاهية بالتشغيـل والعدالة في توزيع السلع ، والعدالة الاجتماعية بين الجميع ، وهذا كان يتطلب أدارة حكومية  تتمتع بالشروط اللازمة  المطلوبة  الجيدة حتى اواسط  سنة  1960 ميلادية .

      بدأت التجارة الحرة (الليبرالية) بعدها  و كانـت  دول الشمال  بين اوائل الدول في المنظمة الاوربية للتجارة الحرة EFTA  و في معاهدة التجارة والكمارك  GATT .

وقد أدت التطورات الى ضعف الادارة القومية  و تغيرت التجارة  الخارجيـة  ( الصادرات والواردات) في  دول الشـمال  بشكل تدريجي.حفـزت التجارة الحرة العمل لتأسيس صناعات حديثة مما   أسهم في تقوية العـلاقات التجارية بين دول الشمال . كان التعامل التجاري  بين دول الشـــمال وبدرجة كبيرة مع دول منظمة  التعاون الاقتصادي ومع الـدول الغــربية الصناعية الاعـضاء في منظمة التعاون الاقتصـــادي للتنمية       OECD(19  و دول في منظمة التعاون الاقتصادي المشترك    ومع اليابان والولايات المتـحدة الامريكية و كندا واستراليا ونيولندا ).

    لقد شكل هذا  نموذجا للصناعــات الشمالية و التي بدأت تصدر الى الاسواق الشمالية اولا  ثم الى أسـواق الأتحاد الاوربي التي اصبحت أسواق  دول الشمال منطلقا الى الأسواق  الأوربية . وهذا ما أمكن الاقتصاديين النرويجيين من ادارة الازمات الأقتصادية عام 1972 ميلادية وكان هناك تطور وتوسع شامل لصــادرات دول الشمال خاصة  صادرات المـــواد الاولية ، باستثناء الدانمارك  فقد كان لديها نقص في مواد الخام والمواد الأولية .

كان النمو في دول الشمال و نسبة العاطلين عن العمل أقل من  دول  منظمة التعاون الاقتصادي الغربي وان مستوى دخل الفرد في دول الشمال كان أعلى في عام1980.                                                                          

كان تغيرالنمو الاقتصادي والنســــــبة المنخفضة  من العاطلين عن العمل و الاقتصاد الصحي في الســــنوات الاخيــــــــرة وقد ظهرت مؤشرات تبين أن أقتصاد هذه الدول سوف يمر بأزمــــة كبيرة  بعد الحرب العالمية الثانية .  

النمو الاقتصادي كان ضعيفا ( منخفضا) و كذلك  توقعاته فهي أيضا  ضعيفة حيث أنخفضت نسبة الصادررات من الناتج الاجمالي ومستوى الاستثمارات و ارتفع عدد العاطلـين عن العمل ، اما الأسعار وبشكل عام  فقد كانت غير متوازنة مع الدول الأوربية  كان  الوضع النرويجي مختلفا  بسبب انتاج النفط ، أن انتاج النفط  والغاز أسهم  في انعطاف  الاقتصاد  النرويجي الضعيف من خلال اسعار النفط ، و المنافسة في اسواق النفط وقد مرت

 النرويج في تجربة استثنائية من  البطالة  بعد  أن  بدأ بالعمل بشكل كامل في قطاع  النفط

 والغاز .  وظلت الدانمارك تعاني من  المشاكل الاقتصادية أما اليوم فهي  تعتبر  من الدول الصناعية  ولديها أقتصاد متين حتى انها أصبحت من الممولين للأسواق العالمية .

تغيرت تجارة دول الشــــــمال في الفترة  ما بين 1959 –  1972 وكانت  في أوربا كتلتان اقتصاديتان هما الأتحاد الاوربي EU  و المنظمة الأوربية للتــــــــــجارة  الحرة EFTA . أما التعاملات التجارية ما بين دول الشمال و دول المنظمة الاوربية للتجارة الحرة ، وبشكل خاص مـــــــــع دول الشمال  فقد عرفت في الفترة ما بين الحربين العالميتين . انضمت الدانمارك الى الاتحــاد الاوربي عام 1972 ، اما دول الشمال الاخرى فقد اتـفـقت  في  تعاملاتها التجارية  مع الاتحاد الاوربي ، عمليا أصبح لأوربا سوق للمنتوجات الصناعية ، و أدى ذلك الى توجه صادرات دول الشمال  نحـــــــو  الاتحاد الاوربي ، خاصة  الســويد والدانمارك ، وقد أزداد  التعامل النرويجي مع الاتحاد الاوربـي  بسبب صادرات النفط والغاز، وهذا ما غيرالصورة الرئيسية وكثافة رأسمال دول الشمال للانتاج المعتمد على مواردها  مقابل تقـــدم مصرفي مؤمــــن ومؤكــــد كما  تغير شكل التعاملات التجـــــارية مـــع الاتحــاد الاوربي  منذ 1972  . كانت الــــواردات مـن الاتحاد الاوربي تمثل الحاجات التقليدية ، كالمنسوجات ، والمحركات . أما وسائل النقل فـتستورد من دول خارج الاتحاد الاوربي . بدأ كل من الدانمارك و فنلندا  بالتصدير الى  دول الاتحاد الاوربي عام 1972،  فقد غذت التطـورات في الاستثمارات دول الشمال والاتحاد الاوربي في السـنوات الاخيرة وأستثمرالسـويديون  في النرويج كعادتهم ، وكذلك  في دول الاتحاد الاوربي .كان نقل الموارد خارج دول الشمال  الى  الأتحاد الاوربي  وراء الانضمام السويدي السريع الى الاتحاد الاوربي  عام 1990  .                      

التعاون الشمالي

اولا  -1950  –  1960  عشر سنوات من التعاون    

تأسست الأستشارية الشمالية (المفـــــــــوضية الشمالية )عام 1952 ميلادية  لتحول التعــــاون بين دول  الشمال الى شكل مؤسـســاتي ، كانت حكومات الدانمارك والنرويج والسويد وراء تأسيس المفوضية  الشمالية  اما  فنلندا وآيسلندا فقد أنضمتا الى هذه المفوضية فيما بعد. وجاء تأسيس الاستشارية الشمالية (المفوضية الشمالية ) اسـتهلالا لنشاط تعاوني بين دول الشمال لعشر سنوات ، شرع  بالعمل للتأكيد على حرية الحركة والتنقل في  الدول .

 وقد تم الاتفاق  بين دول الشمال لالغاء جوازات الســـفر (الفيزة) و أنشاء سوق عمل مشترك  يكون بمقدور مواطني البلــدان العـمل في أية دولة  شمالية . لقد استطاع المواطن في دول الشمال الحصــــول على الضمان الاجتماعي من خلال أتفاق أجتماعي بين الـــدول دون الاكتراث بمكان عيشه .   أما الجدل الذي كان يدور داخـــــل أروقة أتحاد الكمارك منذ عام 1947 م فكان حول أمكانية نقل السلع بحرية في المناطق الشمالية ، لكن لا أتحاد الكمارك ولا قضية الأستثمارات المشتركة بزغ عليه النور . 

شهاب وهاب رستم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here