الشهيدين الصدرين بدأت حياتهما في يوم استشهادهما،

نعيم الهاشمي الخفاجي
في الحقيقة انا لا أحب أن أكتب عن الشهيد الصدر الاول رض بظل وجود آلاف من الكتاب والمثقفين من حزب الدعوة والذين باتوا اليوم يكتب الكثير منهم عن تطبيق الدولة الحضارية بعد أن أسسوا إلينا الدولة العادلة انتقلوا الآن للحديث عن الدولة الحضارية التي هي نسخة من دولة أفلاطون الفاضلة، انا لم أصل إلى مستويات هؤلاء المفكرين حفظهم الله ورعاهم، لكنني أتحدث بشكل مقتصر وبسيط اقول ان حياة العظماء تبدا في يوم أعدامهم من قبل الطغاة، الشهيد الصدر الاول رض بدأت حياته الحقيقية النقية والصافية في يوم قيام القزم الجرذ صدام الهالك في إعدامه وإعدام شقيقته بدون اي ذنب سوى لإشباع غريزته العدوانية الطائفية، كان يمكن فرض الاقامة الجبرية، وكان يمكن لصدام الجرذ بعدم شن حرب ضد إيران استمرت ثمان سنوات قتلت مئات آلاف البشر، باكستان والهند بينهم حروب بدأت منذ عام ١٩٥٢ وليومنا هذا تحدث مناوشات بالمدفعية والقصف الجوي المحدود، الشهيد الصدر الاول استشهد وترك ثروة هائلة من الأفكار والقيم، لربما نسمع أكاذيب من قبل أصحاب نظرية الدولة الحضارية أن كتب الشهيد الصدر تدرس في الجامعات الغربية؟ هذا كذب وإنما كتب الشهيد الصدر الكثير من الباحثين الغربيين يقتبسون منها مقاطع لتعزيز أبحاثهم التي يكتبونها، ويفترض بهؤلاء الإخوة يجعلون كتاب الاقتصاد والفلسفة للشهيد الصدر الاول مادة تدريسية في الجامعات العراقية وخاصة الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي من حصة حزبهم، استشهد السيد محمد باقر الصدر رض وشاع صيته في العالم،كنت سجين في السعودية ووجدت كتبه تباع في المكتبات السعودية وبكثرة وكذلك الحال كتبه موجودة ومنتشرة في معظم العواصم العربية والاسلامية، حياة الصدر الاول وأخته الشهيدة بدأت في يوم استشهادهما على يد الجرذ الهالك.
دارت الايام والسنوات وبفضل التغيرات جائت امريكا لتذل صدام وتمسخه وتحوله إلى جرذ قذر وألقت القبض عليه وسلمته الى العراقيين لكي يعدموه ويطمون عاره، وشائت الصدفة أن يسقط صدام الجرذ في يوم اعدامه للسيد الشهيد الصدر الاول، اما شهيدنا السعيد الصدر الثاني رض ونجليه رحمهم الله كان لحركة الصدر الثاني فضل على كل شيعة الوسط والجنوب علمهم في فهم ومعرفة دينهم ومذهبهم، بحركة الشهيد الصدر الثاني رض انتشرت توزيع كتب العقائد والتاريخ الشيعي لدى عامة المواطنين، نعم حركة الصدر الثاني محمد محمد صادق الصدر رض كانت حركة تصحيحية نشرت الوعي والثقافة لأول مرة بالساحة الشيعية العراقية خلال قرون من تاريخ العراق، لربما البعض يتعجب وخاصة جيل الشباب عندما اقول لهم أنني تعلمت الوضوء من معلم التربية الإسلامية الداعية الشهيد نصار حسين هميلة ال بو حمد البدري وانا كنت في الرابع ابتدائي وبعد خروجي من العراق اكتشفت أنني تعلمت الوضوء من المعلم الشهيد بطريقة انا فهمتها خطأ لانني كنت صغير بذلك العمر وليس الخط من طريقة تعليم المعلم الشهيد رحمه الله وإنما انا فهمتها بطريقة خاطئة، لو نظام البعث الساقط كان يسمح لنا نصلي جماعة وكتبنا موجودة بحرية في المكتبات لما انا فهمت الأمور بطريقة خاطئة، حركة الشهيد الصدر الثاني كانت تكملة لمشروع الشهيد الصدر الاول، الاتراك العثمانيين اعدموا المرجعين الشهيدين الشهيد الاول والثاني من شيعة جبل عامل وبدأت حياتهم أيضا في يوم اعدامهم، وكتب اللمعة الدمشقية الى الشهيد العاملي الأول والتي شرحها الشهيد العاملي الثاني تدرس في الحوزات والجامعات الإسلامية الشيعية بكل أصقاع العالم، رحل الطغاة وبقي ذكر الشهداء، رحل صدام الجرذ الهالك وبقي الشهيد الصدر الاول والشهيد الصدر الثاني ولحق القافلة الشهيد محمد باقر الحكيم، بكل الاحوال مسيرة الإسلام المحمدي الأصيل تسير رغم الإخفاقات والأخطاء لأن الله عز وجل حفظ مذهب ال البيت ع بلطفه وعنايته ولو راجعنا أخطاء الزعامات الشيعية العراقية وعدم استغلالهم للظروف والفرص التي تسنح لهم بلا شك نكتشف العناية الربانية لحفظ مذهب ال البيت ع،الإمام علي ع قال اغتنموا الفرص فإنها تمر مرور السحاب، لكن للاسف نحن نتكلم مع ناس نائمون وغافلون وصدق قول الامام علي ع عندما وصف حالنا الذي نعيشه الآن بالقول إن الناس تعيش في غفلة، هذا الكلام قاله الإمام علي ع بالفترة التي تسبق دولة الإمام المهدي وهذا هو واقع حال شيعة العراق في زمننا هذا.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here