بقايا داعش تستمر بمهاجمة المثلث المرتبك وعمليات ملاحقة في صحراء الأنبار

منذ ايام وتنظيم داعش ينشط في المثلث المرتبك امنياً منذ سنوات (شمال بغداد) ضمن تكتيك جديد لمهاجمة القوات الامنية.

وشهدت البلاد خلال الفترة الحالية هجمات في مناطق، كركوك، صلاح الدين، وديالى، اسفرت على مقتل 3 عسكريين بينهم ضابط، وجرح 5 آخرين.

بالمقابل نشرت مواقع تابعة للتنظيم، احصائية عن عدد الهجمات التي نفذت في عدد من الدول من بينها العراق خلال آذار الماضي.

وجاء العراق بالمرتبة الاولى من حيث عدد الهجمات والضحايا، من بين 7 دول عربية وافريقية وآسيوية.

وسجلت احصائية التنظيم المتطرف، مقتل 66 شخصا في العراق – لم يحدد هوياتهم اذا كانوا عسكريين او مدنيين او من قوات التحالف- في 29 هجوما.

وشملت الاحصائية نحو 100 هجوم في دول مثل الهند، الصومال، اليمن، وسوريا، ودول افريقية اخرى.

يقول مسؤول امني في كركوك، لـ(المدى): “حتى الان لا يوجد تنسيق بين القوات الاتحادية والبيشمركة، في مناطق شمال بغداد، وهي احدى الثغرات التي يستغلها داعش”.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، التابعة للحكومة، نهاية الأسبوع الماضي، سقوط 3 عسكريين بين قتل وجريح في هجومين في مدينة كركوك.

ومنذ ازمة “استفتاء كردستان” في خريف 2017، وقوات “البيشمركة” ابعدت بشكل كامل عن الملف الامني في كركوك.

وقالت الخلية إن “مفرزة من هندسة لواء 20 بالفرقة الخامسة شرطة اتحادية شرعت ضمن المقر المتقدم ل‍قيادة العمليات المشتركة في كركوك، حيث لاحظت جسماً غريباً، وخلال ترجل عناصر الهندسة للتأكد منه، انفجرت عبوة ناسفة، مما ادى الى اصابة اثنين من عناصر الشرطة”.

كما ذكرت الخلية، أن “قوة من الفوج الأول لواء المغاوير الرابع للفرقة السادسة للشرطة الاتحادية خرجت لتفتيش سلسلة جبال كاني دوبلان، وخلال عملية التفتيش عثرت القوة على نفق، حيث قام آمر القوة بالدخول إلى النفق، وقد انهار النفق اثر انفجار عبوة ناسفة وتم اخلاء جثمان الشهيد الضابط”.

ومؤخرا، كشفت (المدى)، استنادا لجهات امنية، ان بقايا داعش دشنت اسلوبا جديدا في نشر فرق صغيرة في مناطق شمال بغداد، لشن هجمات على القوات الامنية، يتمثل بالمراقبة الطويلة للثكنات العسكرية، وانتظار لحظة تراخي امني، او سوء الاحوال الجوية.

وتمكنت فلول التنظيم قبل يومين، من قتل جنديين اثنين في قوات “البيشمركة” في قرية كردية جنوب خانقين (شرق ديالى).

وقال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، تعليقا على الحادث الاخير: “هذا النوع من الاعتداءات دليل صارخ على أن إرهابيي داعش أعادوا تنظيم أنفسهم وأنهم يشكلون تهديداً دائماً على أمن وسلامة المواطنين، ولهذا لا بد من القضاء على الإرهاب واقتلاعه باعتباره أولوية رئيسة لإقليم كردستان والحكومة العراقية والتحالف الدولي”.

مراقبة داعش

وفي شمال القرية الكردية التي جرى فيها الحادث الاخير، هاجم مسلحون يعتقد انهم تابعون لـداعش، الخميس، قرية تركمانية غرب صلاح الدين.

ووفق مصادر (المدى) في صلاح الدين، فان الهجوم شن في ساعة متأخرة من الليل، استمر لنحو ساعة، حيث اشتبك الحشد الشعبي مع المهاجمين.

لكن خلية الاعلام الامني قالت، امس، ان هجوم الطوز حدث حين انفجرت عبوة ناسفة على عجلة تابعة للحشد الشعبي، واسفرت عن مقتل 3 عناصر من الحشد. وتقع طوز خرماتو ضمن الطريق الذي انشأه داعش منذ سنوات سيطرته على بعض المدن، للتنقل بين العراق ودول مجاورة.

ويقول مروان الجبارة، وهو احد القيادات العشائرية ضمن الحشد الشعبي في شمال بغداد، لـ(المدى) ان “اتساع المساحات التي يتواجد فيها بقايا داعش تحتاج الى عمليات كبيرة بمساعدة التحالف الدولي”.

وخلال الأشهر الماضية، ساعد عسكريون أميركان في تنسيق التحركات مع العراقيين ضد خلايا تابعة لداعش.

لكن منذ مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني وحليفه العراقي، أبو مهدي المهندس، في بداية كانون الثاني الماضي، توقفت تلك العمليات، وبدأ الأمريكيون يركزون على حماية أمن قواتهم الذاتية.

ومنذ تلك اللحظة، بدأت العمليات تتصاعد، مع سحب عدد من الدول الأعضاء في التحالف، وإيقاف برامج التدريب، واخلاء القوات الامريكية قواتها من 6 قواعد.

ويخشى مصدر امني في الانبار في اتصال مع (المدى)، امس، من ان يتسبب تخفيض عدد قوات التحالف في العراق بـ”ضياع” مكتسبات امنية تحققت بصعوبة.

ويشير المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، الى ان “غربي العراق يتضمن وديانا تمتد لمئات الكيلومترات وتدخل ضمن اراضي دول مجاورة، ونحن لا نستطيع السيطرة عليها بدون مساعدة قوات التحالف والطيران الامريكي”.

حملة عسكرية

امس قال الحشد الشعبي، انه اعتقل “ارهابيا بحوزته منظومة انترنت” في الشريط الحدودي بين العراق والاردن والسعودية، حيث تجري هناك عمليات عسكرية منذ ايام.

وشرعت قيادة عمليات الانبار الخميس، بعملية عسكرية واسعة استهدفت الصحراء الغربية لمحافظة الانبار جنوب الطريق الدولي.

وقال قائد العمليات قاسم مصلح في بيان، انه “في الساعة 600 انطلقت الوية الحشد الشعبي (18-19-17-13) وفوج حشد الرطبة واربعة الوية من الجيش وبإسناد من طيران الجيش العراقي ومديريات الحشد الشعبي الطبابة والهندسة العسكرية ومكافحة المتفجرات والاستخبارات والامن ومقاتلة الدروع والاعلام، ومعاونية الدعم اللوجستي بعملية عسكرية”. واضاف مصلح، ان “العملية انطلقت بأربعة محاور رئيسة كل محور يشترك فيه لواء من الجيش ولواء من الحشد الشعبي وهذا يعكس التنسيق العالي بينهما”.

واشار قائد العمليات الى ان “العملية تستهدف مناطق تشهد تحركات من العدو في الايام الماضية ونحن ماضون في تأمين مناطق غرب الانبار وفق توصيات قيادة الحشد الشعبي وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here