الأسباب الحقيقية للتوسع التركي في ليبيا

الأسباب الحقيقية للتوسع التركي في ليبيا

يستمرّ تدهور مواقف حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في ليبيا كل يوم والسبب الأساسي لتدهورها هو أعمال الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ناجحة. لكن خسارة حكومة الوفاق لا تتناسب مع خطة تركيا التي تعّزز دعم أصدقائها الليبيين من أجل نقل المبادرة إلى السراج.

وأعلنت القناة “سكاي نيوز عربية” أن السفينة الحربية التركية أطلقت الصاروخ 1 أبريل/نيسان ضد الطائرة المسيرة التابعة للجيش الوطني الليبي وثم تم العثور على شظاياها المكتوبة عليها «RIM-66E-5» قرب مدينة العجيلات. ومن الممتع أن هذه الصواريخ تم تزويد بها بالفرقاطة التركية من طراز “G” (Gabya) التي تنفذ الدوريات قرب الساحل الليبي.

وحسب رأى الصحيفة “BulgarianMilitary” استخدام الصواريخ من هذا الطراز قد يؤدي إلى تهديد استهداف الطائرات المدنية في المنطقة بسبب تسليح الفرقاطة غير قادر على تمييز الطيران الحربي عن الطيران المدني.

من الممكن أن وضع حكومة السراج الصعب في ليبيا تجبر تركيا على أخذ المخاطر لأنه إذا خسر فايز السراج الحرب فينتهي الوجود التركي في البلاد. ويصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ملايين الدولارات.

وغالبا تدفع تركيا بإمدادات الأسلحة التي ليست “نوع” العملة فقط بل أداة التوسع الإقتصادي وقد سيطرت أنقرة على بعض مشاريع البنية التحتية والتجارة في البلاد.

في سبيل المثال تشترك تركيا في إعادة إنتاج النفط بالمناطق التابعة لحكومة الوفاق وبذلك تلعب أنقر دور وسيط بين البائعين والمشترين – أعلنت أوكرانيا في نهاية عام 2019 عن استلام الدفعة الأولى من النفط التي تم توصيلها من ميناء الليبي الزوية الذي تسيطر حكومة الوفاق عليه حتى ألان.

وكذلك قال رئيس مجلس الأعمال التركي – الليبي في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية مظفر أكسوي في مطلع يناير/كانون الثاني للعام الجاري إن البلدان قريبان من توقيع مذكرة تفاهم بخصوص مستحقات قديمة للشركات التركية العاملة في ليبيا. وأوضح أنه يشمل الاتفاق «خطاب ضمان بمليار دولار إلى جانب 500 مليون دولار عن الأضرار التي لحقت بالآلات والمعدات، إضافة إلى ديون غير مسددة بقيمة 1.2 مليار دولار».

وأشار مظفر أكسوي إلى أنه ليس بمقدور أصحاب المشاريع الذهاب إلى البلاد لأسباب أمنية لكن عقود جديدة لمشروعات مثل محطات طاقة ومشاريع إسكان ومراكز تجارية قد تم توقيعها ولن يتم إعادة مراجعتها.

لكنه أكدت كلمات نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا لقطاع النفط الشيخ السنوسي الحليق مؤخرة أنه لا يتمكن استعراض القوة العسكرية التركية والتوسع الاقتصادي لأنقرة من المساعدة لحكومة الوفاق الوطني في الحصول على تأييد الشعب الليبي. وقال الحليق للقناة الليبية “218TV” 7 أبريل/نيسان إن المجلس الأعلى اشترط نقل المؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي إلى مدينة بنغازي وطرد القوات التركية من مدينة طرابلس. وأضاف أن وجود الجيش في العاصمة طرابلس يمثل مطلباً للشعب الليبي في الرغبة في الاستقرار والمصالحة الوطنية.

هذا وتفقد حكومة السراج مصداقيتها أمام شعب ليبيا يوم بعد يوم وعلى الرغم من ذلك لا يرفض أردوغان تعاونه مع حكومة الوفاق الوطني وتقديم الدعم العسكري لها.

وعلى العكس يؤكد تدخل العسكريين الأتراك السافر في الحرب الليبية أنه تذهب أنقرة إلى النهاية. وتعتبر الأموال التي تسعى تركيا إلى حصل عليها في حال انتصار حكومة السراج سبباً أساسياً للأعمال التركية الاستفزازية. على ما يبدو يسعى أردوغان إلى تكرار السيناريو السوري في ليبيا من خلال استيلاء على الموارد الطبيعية للبلاد. ويسم الاتراك خلفائهم السوريين في شمال سوريا “مواطنين من الدرجة الثانية” منذ وقت طويل. وهل الشعب الليبي سعيد من السياسة الاستعمارية الجديدة لأصدقائهم الأتراك؟

الكاتب والصحفي السوري

عبد الله السامر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here