كورونا يؤجج جحيم العنف.. تفاصيل جديدة ترويها أسرة ملاك ووالدة الضابط

سنار حسن

على وقع صراخ “ملاك”، اهتزت مواقع الرأي العام في العراق، وعادت إلى الأذهان أحداث العنف والجرائم المستمرة التي تطال نساءً وأطفالاً والتي انشغل عنها الناس بسبب الوباء الفتاك.

كسرت ملاك الزبيدي ذات الـ 20 ربيعاً، صمت حظر التجوال بأنينها من داخل مستشفى في محافظة النجف، ودفعت وزير الداخلية إلى التحرك فوراً، خاصة وأن الاتهامات وجهت إلى ضابطين هما زوجها ووالده.

ونُقلت الفتاة من قبل زوجها وأفراد من أسرته إلى المستشفى، الذين حاولوا تصوير ما جرى كحادث، لكن التحقيق الأولي أشار إلى أن “ملاك” قد أقدمت على إحراق نفسها، إثر تعرضها للعنف على يد زوجها، وفقًا لإفادتها التي قدمتها إلى ضابط التحقيق.

تقول والدة الفتاة إنها تلقت اتصالاً من زوج ابنتها، يوم الأربعاء 8 نيسان ، يخبرها بأن “ملاك” قد تعرضت إلى حادث حروق طفيفة، لكنها فزعت من صوت صراخ ابنتها بمجرد أن اقتربت من الردهة التي كانت ترقد فيها، على حد تعبيرها.

وتضيف، أن “تضارب حديث الزوج ووالده حول تفاصيل الحادثة أثار لدي الكثير من الشكوك، قبل أن تحاول والدة الزوج منعي من الدخول لرؤية ملاك، لكني شاهدتها من خارج الردهة، وعلمت أن الحادث خطير”.

وتبين والدة “ملاك”، أن “والد الزوج انتحل صفة والدها وقدم إفادته إلى الشرطة، مؤكداً أن ما جرى كان مجرد حادث”.

فيما يقول والد الفتاة إن “ابنته لم تزره منذ أشهر، حتى حين عاد من السفر”، مؤكداً أن ابنته “تعرضت للعنف على يد زوجها، ما دفعها إلى الإقدام على حرق نفسها”.

ويضيف، أن زوج ابنته وأسرته “لم ينقذوا ابنته، وقد هددوها باغتيال والدها في حال رفعت شكوى ضد زوجها”.

لكن والدة الزوج قدمت رواية مختلفة تماماً، حيث ظهرت في مقطع مصور وهي تتحدث عن تفاصيل الحادثة “المروعة”، مبينة أن ما حدث وقع بعد غروب الشمس بقليل.

وقالت والدة الزوج، إن “نجلها (زوج الفتاة) كان منشغلاً بصلاته كما هو حال والده، حينما سمع الجميع صوت صراخ من الحديقة”، مضيفة “هرع الجميع إلى الخارج فوراً، شاهدنا ملاك وقد أخذتها النار، فركض والد زوجها وأخمد النيران بواسطة قطعة سجاد كانت قريبة منه”.

وأوضحت، أن “زوج ملاك ووالده فضلاً عنها، قاموا فوراً بنقلها إلى المستشفى”، فيما بررت محاولتها منع والدة الفتاة من الدخول إلى بالقول، “أنا أم فقدت ولداً من قبل، حاولت أن أجنبها المنظر، قلت لها انتظري قليلاً حتى يضمدوا جسدها ثم ادخلي، لكنها اتهمتني بمحاولة منعها حتى لا تكتشف الحقيقة”.

منذ فرض حظر التجوال، حذرت منظمات حقوقية عدة حول العالم من ارتفاع معدلات العنف الأسري، حيث تزداد الضغوط النفسية بفعل الأزمة وقلة الموارد، ويكون ضحية في مواجهة دائمة مع المعنف.

يعد العراق من أسوأ 10 دول حول العالم على مستوى معاملة النساء وفقاً لمعهد “جورج تاون” للمرأة والسلام والأمن، ، فيما يرى نشطاء في الزواج المبكر أحد أبرز الأسباب وراء ارتفاع معدلات العنف الأسري في البلاد، في ظل غياب قوانين تحمي حقوق المرأة.

وتقول جنات الغزي، وهو أحد أعضاء منظمة مختصة في مراقبة أعمال العنف ضد النساء، إن “الشرطة المجتمعية لا تمتلك صلاحية التحرك لوقف حالات العنف، ما لم يتقدم الضحية بالشكوى وهذا ما لا يحدث في الكثير من الحالات”، مبينة أن “عمل الشرطة المجتمعية غالباً ما يقتصر على محاولات الصلح بين الضحية والمعنف، حيث تتفوق الأعراف العشائرية على القانون”.

وتنتقد الغزي، البرلمان والحكومة لـ “عرقلتهما قانون الأسرة، الذي يوفر الحماية للمرأة والطفل، كونه يتعارض مع قانون جرائم الشرف”، موضحة أن “المنظمات المختصة غالباً ما تتجنب التعامل مع قضايا العنف ضد النساء أو الأطفال في حال كان المعنف أو أحد أفراد أسرته، ضابطًا أو على علاقة بمسؤول في السلطة، لتجنب الاعتقال والأذى”.

وتضيف الغزي أن “عمل المنظمات يقتصر على الجانب التوعوي، لكن ذلك غير مؤثر في ظل غياب قانون رادع”، مشيرة إلى أن “المنظمات المختصة تحاول الضغط قدر الإمكان باتجاه تشريع قوانين لحماية المرأة والطفل”.

فيما تقول الناشطة نور سمير، إن “النساء العراقيات يتعرضن للعنف والاستغلال الجسدي والنفسي، بتواطؤ من السلطة والمجتمع، حتى إذا فكرت المرأة بالشكوى فإنها قد تتعرض للاستغلال والفضيحة، بالأضافة إلى دور بعض وسائل الإعلام في بث الرسائل المُسيئة للمرأة”.

وفي وقت سابق، طالبت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة، دوبرافكا سيمونوفيتش، الحكومات بدعم حقوق الإنسان للنساء والأطفال في ظل هذه الأوضاع والقيام بإجراءات عاجلة لضحايا مثل هذا العنف، مؤكدة أن على جميع الدول أن تبذل جهوداً كبيرة للتصدي لخطر كوفيد – 19، و”لكن يجب ألا تترك النساء والأطفال ضحايا للعنف المنزلي”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here