المشهد غير المكتمل ! (اين النون؟)

د. نداء الكعبي ..
عرضت شاشات التلفزيون ذلك المشهد وراحت عيناي تبحثان عنهن، لم اجد غير واحدة منهن!! وبقيت عيناي حائرتان تبحثان اين هن في ذلك المشهد؟ اليست هي نصف المجمتع؟ وهي جزء اساسي في هذا البلد!! او ليس لها دور في العملية السياسية ام هي فقط كوتا عندما نحتاج ان تكون تكملة للقائمة نضيف اسمها ويصبح وجودها اساسا وغاية.
وعندما نجسد مظاهر الديمقراطية نبرز دورها لاننا بحاجة الى ذلك الدور لتكتمل الصورة وتصبح اجمل وابهى ..
ممكن، ولحد الان أنتم لاتعلمون عن اي مشهد اتحدث!! انه مشهد تكليف السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي؛ ذلك المشهد اليتيم من غير وجود للمرأة العراقية، فيه تجسد في الوجود الذكوري بكل معالمه، ربما هي رسالة من سياسينا، يخبروننا بها؛ ان ادارة دفة الحكم في البلاد هي حصرا لهم؛ والمرأة مغيبة عن هذا المشهد، ولااقصد فقط المرأة العراقية، وانما المؤسسات الاجتماعية من النقابات ومنظمات المجتمع المدني والمتظاهرين .. الم يكن تغيير حكومة الدكتور عادل عبد المهدي مطلب جماهيري؟ فلماذا حينما يتم تكليف رئيس وزراء جديد للعراق يقتصر مهرجان تكليفه على الكتل السياسية فقط؟ ويجب على الشعب ان يصفق ويهلل وهو يتلقى خبر تنصيب السيد الكاظمي! لانه اختيار الكتل ومحل توافقهم، وليس اعتراضنا على شخص السيد الكاظمي لاننا ببساطة ننتظر اداءه التنفيذي وتطبيق برنامحه حيز التنفيذ؛ لكن مايهمنا هنا هو اننا اصبحنا نترقب فقط توافق الكتل على شخص المكلف، ونريد ان تمضي الامور بعد هذا المعترك الصحي والاقتصادي والسياسي الذي تمر به البلاد ..
حتى ان المواطن اصبحت لديه قضية اختيار رئيس الوزراء ليست من ضمن اولوياته؛ فهناك جائحة الكورونا وحظر التجوال والوضع الاقتصادي المتردي من جراء الحظر او انخفاض اسعار النفط، باتت هذه القضايا تأخذنا من اهتمامات طبقتنا السياسية و مصالحهم وتكالبهم لااقتسام الكيكة التي لم يبق منها الا النزر اليسير، وبعد هذا كله!! يتم تكليف السيد الكاظمي في مشهد يكاد يكون خاليا من التمثيل النسوي والمجتمعي، وهذا المشهد لايطمئن بخير بالنسبة للكابينة الوزارية! فهكذا مشهد قد لايفضي مستقبلا الى تمثيل حقيقي للمرأة في الكابينة الوزارية! ولما كان مشهد التكليف مفرغا من تمثليها، نطمح ان تكون الكابينة زاخرة بشخصيات نسوية، ولاتقتصر على امرأة واحدة!!
هي مجرد امنيات: فهل تكون قابلة للتحقيق ؟؟!!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here