كأنما حكومة نيوزيلندا قد قبلت اقتراحي بتخفيض الرواتب بدلا من الحكومة العراقية !

بقلم مهدي قاسم

سبق لي  أن نشرتُ  في الأيام الماضية مقالة  في صحيفة صوت العراق اقترحت من خلالها على الحكومة العراقية ومجلس النواب فكرة القيام  بتخفيض الرواتب لأعضاء الحكومة ووكلاء وزراء ودبلوماسيين و ومدراء ومفتشين عامين وأعضاء مجلس النواب والنواب السابقين ومجالس المحافظات و البلديات ، و كذلك المتقاعدين الذين يبلغ تقاعدهم أكثر من مليوني دينار و كذلك أولئك المتقاعدين الذين عندهم أكثر من راتب تقاعدي أو ثلاثة ، كمجاهدين رفحاويين !!، و تخفيض كل ذلك إلى النصف بهدف توفير مبالغ إضافية لخزينة الدولة ،  من أجل مساعدة العائلات التي كانت تعيش على أجور يومية مقطوعة و التي أضحت الآن تعيش ظروفا صعبة ومقلقة ومربكة بسبب الحجر الصحي الطويل والتوقف عن العمل ، بحكم كونها قد باتت بلا مصادر دخل مضمونة من شأنها تغطية نفقات معيشتهم  اليومية و كذلك ضمان باقي النفقات الأخرى التي تتطلبها مستلزمات الحياة العصرية الراهنة ..

بطبيعة  الحال عندما تقدمنا بهكذا طلب أو اقتراح لم نكن ساذجين ولا واهمين على صعيد عدم تلقيهما استجابة سريعة أو متمهلة  من قبل هؤلاءأو أولئك ، بحكم معرفتنا الجيدة بحقيقة هؤلاء الساسة والمسؤولين السابقين والحاليين من عصابات لصوص وتجمعات حرامية وخدام مصالح دول الجوار ،  الذين سبق لهم أن فقدوا ماتبقى من مبادئهم و ضمائرهم و قيمهم الأخلاقية الزائفة بعدما أصبحوا في مواقع مسؤولية ونفوذ و انهمكوا في هوس السرقة واللصوصية بجشع فريد و  منقطع نظير ، مثلما تنفلت خنازير نهمة في حقول ذرة !..

فها هي حكومة  رئيسة وزراء نيوزيلندا ووزراء حكومتها يخفضون رواتبهم ! ، كأنما هم من وجدوا أنفسهم معنيين بطلبي و اقتراحي هذا ــ مع أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مصادفة بحتة  فحسب ــ وليس أعضاء الحكومة العراقية ومجلس النواب والهيئة العامة للتقاعد ، علما أن الوضع الاقتصادي لنيوزيلندا في حالة ممتازة ونمو جيد لا بأس به ، وبالتالي فإن حكومتها ليست مضطرة أو بحاجة إلى تخفيض  رواتب أعضائها أو غيرهم ، ولكنهم كرجال دولة ومسؤولين شرفاء قرروا أن يرتفعوا إلى مستوى الشعور العالي و العميق بالمسؤولية الأخلاقية و الوطنية في هذه الظروف الاستثنائية ، وبالتالي المشاركة الوجدانية مع باقي أفراد الشعب ليساهم كل بقسطه الممكن في هذه المواجهة الضارية ضد فيروس كورونا الشرس والفتّاك.

أحيانا ينتابني ذهول و دهشة من أنه كيف اتفق أن حكم العراق كل هذه المجاميع والجحافل والعصابات من لصوص أوباش ومعدومي الضمير والمبادئ والأخلاق إلى هذا الحد العجيب والغريب ، وفوق ذلك باسم الدين والمذهب وبهذه الأعداد الكبيرة والهائلة  و منذ 17 عاما و حتى هذه اللحظة ولو على شكل وجبات متغيرة ومختلفة على الدوام ؟! ..

هامش ذات صلة :

(

وسط أزمة كورونا .. رئيسة وزراء نيوزيلندا ووزراء حكومتها يخفضون رواتبهم

وسط أزمة كورونا .. رئيسة وزراء نيوزيلندا ووزراء حكومتها يخفضون رواتبهم

أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن تخفيض راتبها بنسبة 20% للأشهر الستة المقبلة، وسط أزمة جائحة فيروس كورونا.

وقالت أردرن في مؤتمر صحفي ، اليوم الأربعاء ، إن تخفيض الراتب سيطبق أيضاً على وزراء الحكومة وكبار الموظفين التنفيذيين في الخدمة العامة. وأضافت: “الأمر يتعلق بالقيادة”.

وقالت: “إذا كان هناك وقت لمرة واحدة لسد الفجوة بين الوظائف المختلفة، فهو الآن”.

وأكدت أردرن أن تخفيض الرواتب لن ينطبق على موظفي الخدمة العامة ممن هم في الخط الأمامي مثل الشرطة وموظفي القطاع الصحي ــ نقلا عن صوت العراق ) .

وتتقاضى أردرن نحو 470 ألف دولار نيوزيلندي (285 ألفا و700 دولار أميركي) سنوياً، بينما يحصل وزراء الحكومة على نحو 300 ألف دولار نيوزيلندي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here