المشروع الأيراني في العراق بداية النهاية

لا يختلف اثنان في ان الفشل الذريع الذي لحق بالمشروع الأيراني في العراق قد تحقق و بنجاح كبير و منقطع النظير حيث حول المؤيدين للمشروع الأيراني من الأحزاب الأسلامية العراق الى دولة هلامية ضعيفة لا اهمية تذكر لها و لا يحسب حسابها و هذا الأمر لا يمكن للعراقيين من القبول به او السكوت و التغافل عنه و اذا كان الأيرانيون يعتقدون ان العراق الضعيف و المفكك هو الأكثر امنآ لهم حين عملوا و منذ اليوم الأول لسقوط النظام السابق على تقسيم العراق الى كيانات طائفية هشة و ضعيفة بعد ان نال اقليم كردستان الأستقلال الكامل او كاد حينها اندلعت الحرب الأهلية الطائفية ( بفعل فاعل ) في مجتمع عرف عنه الأختلاط الطائفي و التسامح و عدم التعصب ما يوحي ان هناك ايادي خفية كانت تعمل على تأجيج الأوضاع و اثارة الفتن و افتعال الضغائن .

النجاح الذي حققته القوى ( العراقية ) المؤيدة للمشروع الأيراني في ابعاد ( عدنان الزرفي ) عن رئاسة الحكومة و الذي سوف يشكل خطرآ على سلاحها المنفلت و الذي و من خلاله تفرض سيطرتها و سطوتها في الأستيلاء على الموارد المالية للدولة العراقية و كذلك في الكشف عن مصادر تمويل الميليشيات التي تمتلكها الأحزاب الأسلامية و كذلك وسائل الأعلام الكثيرة التي في حوزتها و التي من خلال تلك الوسائل الأعلامية تحاول تجميل ذلك المظهر القبيح اضافة الى تفعيل المقولة ( المرعبة ) التي يهابها و يخاف منها قادة تلك الأحزاب و زعمائها ( من اين لك هذا ) و التي ان فعلت و عمل بها لأصبح اغلب اولئك القادة و الزعماء وراء القضبان و خلف اسوار السجون و المعتقلات .

لقد افلست فكريآ الأحزاب الأسلامية حين بشرت العراقيين بالرخاء و الأزدهار و الأمان و فقدت التأييد الشعبي الذي كانت تحظى به بعد سقوط النظام السابق و اصبحت تراهن على الزمن في اطالة امد الأزمة الوزارية من خلال رفض العديد من المرشحين خوفآ من الأنتخابات المبكرة و التي سوف تضمن فيها الأحزاب الأسلامية الهزيمة الساحقة ( اذا كانت نزيهة و شفافة و دون تزوير او صناديق اقتراع ترمى في مقالب القمامة كما حدث في الأنتخابات السابقة ) لذلك سوف تحاول و حتى النفس الأخير في اطالة عمر حكومة المقال ( عادل عبد المهدي ) الذي خذل الشعب العراقي بعد ان تنصل عن كل ما تعهد به و لم يسع الا الى ارضاء الأحزاب الأسلامية و الكردية فما كان من الجماهير المتظاهرة و المعتصمة ان اطاحت به و بوزارته و سوف يغادر لاحقآ غير مأسوف عليه .

عندما كانت اجهزة النظام السابق الأعلامية تصف هذه الأحزاب الأسلامية الحاكمة و تنعتها بالعميلة لم تؤخذ تلك الأتهامات التي تمس الشرف و تطعن في الوطنية مأخذ الجد بأعتبار ان هناك عداء متأصل و قديم و اتهامات متبادلة بين حزب البعث الحاكم حينها و بين تلك الأحزاب الأسلامية المتواجدة في ايران و كان الكثيرون يعتقدون و يتوقعون ان المساعدات التي كانت تقدمها ايران الى تلك الأحزاب هي مساعدات خيرية مجانية في اعتبار الأيمان العقائدي المشترك الذي يجمع تلك الأحزاب بالحكومة الأيرانية لكن الأمر لم يكن كذلك أي ان هذه الأحزاب كانت تتلقى المساعدات الأيرانية و بجانبها تلك الأوامر و التعليمات فتحولت من احزاب وطنية ذات اتجاه ديني تناصب العداء لحكومة حزب البعث الى احزاب عميلة مشبوه تتلقى الأوامر و التوجيهات من الحكومة الأيرانية .

اذا كان هذا الفايروس اللعين ( كورونا ) قد افرغ ساحات التظاهر و الأعتصام من المحتجين الغاضبين فأن فرحة الأحزاب الأسلامية و قادتها بهذا الوباء لن تدوم طويلآ فعاجلآ ام آجلآ سوف تعود الجماهير المطالبة بالحقوق المشروعة الى اماكن التظاهر و خيام الأعتصام و بقوة و اصرار اكثر من السابق بعد ان اجتازوا محنة ( الفايروس ) بنجاح و لم تعد الميليشيات قادرة على تخويف الناس اكثر من ( الفايروس ) و عندها لابد للجماهير المنتفضة و بدلآ من التقوقع و الأنكفاء و نصب الخيام في ساحة التحرير عليها التقدم و الزحف بأتجاه معقل الخونة و معسكر العملاء في المنطقة الخضراء و اقتحامها و بقوة السلاح و القانون و القاء القبض على زعماء تلك الأحزاب و الميليشيات و اعضاء مجلس النواب و تقديمهم للعدالة و القضاء و بتهمة الخيانة العظمى بعد ان سلموا مقدرات و ثروات العراق الى الأجانب من احزاب و دول .

حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here