على خلفية مقولة قطع الأعناق ولا الأرزاق : ربما في هذه المرة ثورة شعبية جذرية وشاملة

بقلم مهدي قاسم

وفقا للأخبار المتناقلة من قبل وكالات أنباء و مواقع
و صفحات التواصل الاجتماعي فأن أسعار النفط في أمريكا كادت أن تنهار تماما لتصل إلى أسوأ درجة من رخص و بخس كزلاطة خس !! ، حيث من المتوقع أن يجّر هذا الانهيار ــ في حالة صحة الخبر ــ شركات و مؤسسات مالية كبيرة و كثيرة نحو انهيار وإفلاس أيضا ، وذلك بناء على ما
يسبق ذلك من اهتزازات و هزات اقتصادية عالمية مؤثرة بالصميم ، و بالتالي فأن عملية هذا الانهيار ستنعكس ــ تلقائيا ــ على باقي أسعار النفط في دول أخرى ، وهو الأمر الذي يعني ــ منطقيا ــ نحن ربما قد دخلنا مرحلة أخطر من مرحلة هبوط أسعار النفط إلا وهي مرحلة انهيار
هذه الأسعار ذاتها ، بل وأسوأ من ذلك ــ و فوق ذلك ــ سيتحتم على الدول المصدِرة للنفط أن تدفع هي بالذات من خزينتها الخاوية تلك النفقات المترتبة للشركات الأجنبية المستخرجة أو للنفط ، لتقع بالتالي على عاتق الدول المصدرة للنفط كنفقات إضافية ، بمعنى أنه ربما سيكون
النفط نقمة لفترة معينة ، و بعدما كان نعمة لفترة طويلة ، و هذا يعني أيضا أنه من الغباء السياسي والاقتصادي الاعتماد الكلي على النفط كمصدر دخل رئيسي وأحادي الجانب لبلد ما والاعتماد عليه اعتمادا كليا و مطلقا ، إنما كان يجب و ينبغي باالضرورة جعله كأحد مصادر الدخل
الرئيسية فقط وليست الكلية ، إلى جانب تنويع مصادر المدخولات الأخرى عن طريق الاستثمارات الناجحة والمربحة في قطاعات الزراعة والصناعة العلوم التقنية والسياحة و الخدمات وغيرها ، وأن ما حدث و يحدث لأسعار النفط من تقلبات و هزات و انهيارات دراماتيكية ، بل و كارثية
قاسية وموجعة ، على الصعيدين الاقتصادي و الاجتماعي ، فكل هذا كان متوقعا حدوثه في أي وقت طارئ أولحظة قادمة ، ولهذا كتبنا قبل سنوات ، عدة مقالات بهذا الخصوص ، حذرنا من خلالها سفهاء ولصوص المنطقة الخضراء من مسؤولين و ساسة متنفذين ونبهناهم إلى ضرورة القيام باستثمار
الميزانيات الانفجارية السابقة في مجال الاستثمارات المختلفة والمتنوعة لتكون دخلا إضافيا مهما ورافدا دائما لخزينة الدولة و حتى بديلا عن واردات النفط ، في حالة تعرض أسعاره إلى هبوط حاد أوانهيار كامل في وقت من أوقات طارئة و غير متوقعة ، طبعا دون أن أنسى في الوقت
نفسه ، بأن مِمَن خاطبتهم و أخاطبهم الان أيضا ، ليس فقط هم أقل بكثير من أن يكونوا رجال دولة أو بمستوى وحجم المسؤولية الوظيفية أو المرحلة التاريخية الحسّاسة و المحفوفة بالمخاطر، إنما هم ــ وبكل بساطة ــ لا يعدوا أن يكونوا مجرد مجموعة خراتيت و لصوص تافهين من
عديمي ضمير وإنسانية ليس إلا ..

فضلا عن كونهم خونة وعملاء لأجندة أجنبية ولا سيما لبعض
دول الجوار ..

طيب ..

إذا كانت كل هذه السيئات و السلبيات التي ستترتب على
الانهيار المحتمل لأسعار النفط المهزوزة ، فإن ثمة إيجابية قد تتمخض عنها إلا وهي اندلاع انتفاضة جماهيرية واسعة ستُطيح في هذه المرة بسلطة هذه الزمرة الوضيعة و الخائنة ، وذلك على خلفية القول الشائع :

ــ قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق ..

فالعراقيون قد يتحملون كل أنواع الهم والضيم والقهر
ما عدا قطع مصدر أرزاقهم فيقدمون أعناقهم فداء لذلك وتضحية من أجل عائلاتهم ووطنهم ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here