تحرك عسكري في نينوى وصلاح الدين تزامنًا مع أنباء دخول خليفة البغدادي

تقترب فلول تنظيم داعش من تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة التي بدأت بتطبيقها قبل اكثر من شهر، في مناطق سيطرتهم السابقة في شمال بغداد.

وتتضمن المرحلة الجديدة، التقرب من القرى “المحمية” من القوات الامنية، بعد هجمات مكثفة شنها في الاسابيع الماضية على مناطق نائية.

واكد مسؤولون رفيعون، قبل ايام، عودة نشاط التنظيم في العراق، فيما حذروا من “عدم الجدية” في التعامل مع تصاعد الهجمات.

واشّر مركز الإعلام الرقمي (التابع للحكومة)، الاسبوع الماضي، عودة نشاط تنظيم داعش على منصات التواصل الاجتماعي، وزيادة في أعداد حسابات أنصاره.

وقال المركز في بيان، إن اعضاء تنظيم داعش ومن يساندونهم بدأوا مؤخرا “بانشاء حسابات جديدة او اعادة تفعيل حسابات قديمة، وقاموا بنشر عملياتهم الارهابية والترويج لها عبر المنصة”.

بدوره قال مسؤول امني في شمال بغداد في اتصال مع (المدى) ان “خلايا داعش بدأت بالاستعداد لشن هجمات على بعض القرى القريبة من المدن”.

وتعد الاستعدادات الاخيرة للتنظيم المتطرف، خطوة متقدمة -وفق ما وصفه المصدر- في عمل “داعش” خلال نشاطه الجديد الذي بدأ في آذار الماضي.

وشن التنظيم نحو 30 هجوما في الآونة الاخيرة، على مواقع اغلبها في اطراف المدن لا توجد فيها حمايات امنية دقيقة. وشهد يوم امس قتل منتسب في الشرطة، واصابة مقاتلين، في هجومين منفصلين أحدهما انفجار، والثاني نفذه قناص، بمحافظة ديالى التي تشهد ارتفاعا بوتيرة العنف.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، في بيان تلقته (المدى) إصابة مقاتلين اثنين، بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة على قوة تابعة لفرقة المشاة الخامسة في قرية أم الحنطة بناحية الإصلاح التابعة لمحافظة ديالى.

كما أفادت الخلية، بمقتل أحد عناصر الشرطة، بإطلاق نار مباشر بواسطة سلاح قناص، استهدف إحدى نقاط فوج طوارئ ديالى الرابع خلف جامعة المحافظة بمركز المحافظة.

وفي بيان آخر، أفادت الخلية، بأن عبوة ناسفة انفجرت على سيارة مدنية، على طريق قرية اللزاكة، جنوب الموصل، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين.

ونوهت الخلية إلى أن الانفجار، وقع ضمن قاطع الفوج 36 بالحشد الشعبي والفوج الثاني في لواء المشاة 50 بالفرقة 14/ قيادة عمليات صلاح الدين.

والهجوم هو الثاني من نوعه يوم أمس في المنطقة ذاتها، إذ انفجرت عبوة ناسفة على سيارة تابعة للفوج 36 بالحشد الشعبي في قرية “اللزاكة” أدى إلى مقتل مقاتلين اثنين، وجرح اثنين آخرين.

وتصاعدت الهجمات، عقب ما كشفته (المدى) قبل اسبوعين، من تدشين التنظيم لتكتيك جديد لعملياته المسلحة في مناطق شمالي البلاد.

وتضمن الاسلوب الجديد مراقبة الثكنات العسكرية، واقتناص اللحظات المناسبة للهجوم “مثل فترات التراخي الامني او سوء المناخ”.

وقبل ايام حذر رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، من عدم تعامل الحكومة الاتحادية في بغداد بجدية مع خطورة تنظيم داعش.

وقال بارزاني في مؤتمر صحفي، إن داعش “ما يزال يشكل خطرًا جديًا في كل مناطق العراق وكردستان”، لافتا الى أن التنظيم “رفع مستوى عملياته وأنشطته مؤخرًا”.

وسبقه وزير الدفاع نجاح الشمري، في تصريحات مشابهة اثناء حديثه لعدد من قواته العاملين باحد الاجهزة الاستخباراتية.

واكد الشمري، ان هناك تصاعدًا في هجمات التنظيم، وطالب بتشديد الاجراءات واستخدام القوة الجوية لمتابعة تحركات المسلحين.

واعلن في نينوى، امس، انطلاق حملة جديدة لتمشيط المناطق الواقعة في غرب الموصل. كذلك أعلنت قيادة عمليات سامراء، امس الثلاثاء، تنفيذ خطة دفاعية واسعة تعتمد على نصب العشرات من الكاميرات الحرارية ونشر الطائرات المسيرة في المحافظة.

وقال قائد عمليات سامراء اللواء الركن عماد الزهيري خلال حديث تناول التطورات الامنية في المنطقة: “اللواء 13 الفرقة الرابعة شرطة اتحادية نفذ عملية أمنية واسعة أسفرت عن مقتل إرهابي”.

كذلك قال: “تم تنفيذ ما يقارب خمس طلعات لطيران الجيش أسفرت عن رصد أحد المجاميع وأدت الى قتل وجرح بعض الإرهابيين على الحدود الفاصلة مع قيادة عمليات ديالى”.

واشار الزهيري “كما تم الاتفاق مع محافظ صلاح الدين على نصب العشرات من الكاميرات الحرارية ونشر الطائرات المسيرة لسد الثغرات ومنع تسلل الإرهابيين وضبط حدود المحافظة”.

ولفت الزهيري الى أن “قيادة عمليات سامراء نفذت خطة انتشار جديدة بناء على أوامر رئيس أركان الجيش وقيادة العمليات المشتركة من خلال إعادة بعض الوحدات العائدة للوسط والجنوب واستبدالها بأخرى من الجيش والشرطة وأفواج طوارئ شرطة صلاح الدين”.

وقال الزهيري ان “هذا الأمر يتم الإعداد له منذ أكثر من عام، وتم إعداده بشكل جيد ونفذ قبل عشرة أيام وبنجاح كبير”.

وجاء انطلاق العملية العسكرية في غرب الموصل وتكثيف التواجد الامني في صلاح الدين وديالى، تزامنا مع انباء دخول خليفة “البغدادي” الى العراق.

وبحسب تسريبات، فان زعيم داعش الجديد، أبو إبراهيم القرشي، دخل الأراضي العراقية مؤخرا، فيما تعمل الجهات الأمنية من أجل تحديد مكانه الجغرافي.

واختير القرشي زعيما للتنظيم عقب مقتل الزعيم السابق أبي بكر البغدادي، الذي قتل في عملية عسكرية أميركية في شمال غربي سوريا، في تشرين الأول الماضي.

ويعتبر القرشي، الزعيم الجديد للتنظيم عراب الآيديولوجيا المتطرفة التي ينتهجها داعش في العنف والقتل.

كما أن للرجل تاريخًا أسود في التنكيل بالمدنيين، وسجله حافل بانتهاكات بحق النساء والأطفال، خاصة الإيزيديين الذين قاد ضدهم حملة قمع عنيفة خلال فترة سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من العراق.

وتكشف المعلومات الاستخباراتية أن انضمامه لداعش لم يكن أول مراحله في التطرف، إذ أنه كان قد انخرط في صفوف تنظيم القاعدة بالعراق.

ويعد “الهاشمي القرشي”، في الواقع أحد مؤسسي التنظيم ومن كبار منظريه العقائديين، وينحدر من الأقلية التركمانية في العراق، ما يجعله واحدًا من القادة غير العرب القلائل في التنظيم.

وأعلن الحساب الرسمي لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في (تويتر)، أمس الثلاثاء، عن جائزة بقيمة 5 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن زعيم داعش الجديد.

ويؤكد المصدر الامني في شمال العاصمة، ان “الحملة العسكرية التي اطلقت اليوم (امس) في غرب الموصل هي لمنع تنفيذ داعش خطته الجديدة بمهاجمته القرى القريبة من المدن”.

وكانت خلية الاعلام الامني التابعة للحكومة، قد أعلنت امس عن انطلاق عملية أمنية في الجزيرة وجنوب الحضر.

وذكرت الخلية، في بيان إن “القطعات الامنية ضمن قيادة عمليات غربي نينوى والمتمثلة بـالوية (٢١ ، ٤٣ ،٦٠ ،٦٦ ) بالفرقة العشرين باشرت بالاشتراك مع قوة من الامن الوطني والحشد العشائري، بتنفيذ عملية واسعة في الجزيرة وجنوب الحضر”.

وتعد العملية الاخيرة، هي الرابعة منذ بداية العام الحالي في مناطق الحضر وغرب الموصل، آخرها كان في نهاية آذار الماضي.

وحول العملية الجديدة اضافت خلية الاعلام، أن “العملية تأتي للبحث عن المطلوبين وتدقيق معلومات الاشخاص في هذه المناطق وللبحث عن الاوكار و الانفاق “.

وسبق ان هجر سكان اكثر من 100 قرية في الحضر، مناطقهم باتجاه القرى القريبة من المدن والتي توجد فيها حماية امنية، بحسب مسؤولين هناك. وفي الحملة العسكرية الثانية التي نفذت بمحيط الحضر، في كانون الثاني الماضي، كانت قد اعلنت القوات المهاجمة، عن تدمير مجمع صواريخ نوع “نمساوي”.

وجاءت الحملة الاخيرة، بعد 10 ايام فقط من نهاية عملية عسكرية في المنطقة نفسها، اسفرت ايضا عن تدمير مضافات.

وبين المصدر الامني في شمال بغداد، ان العمليات العسكرية في القضاء “لم تقض نهائيا على التنظيم، لانه يختفي ثم يعود الى الظهور بعد نهاية كل حملة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here