رمضان شهر التقوى والوقاية

في ظل تفشي وباء كورونا بالعالم كله متجاوزًا الحدود والسدود نستقبل شهر القران وامامنا تحد مزدوج الأول أداء فريضة الصيام كما قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” والثاني المتمثل في قوله تعالى ” وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”. لقد اثبت ديننا الحنيف على مرّ العصور أنه دين الرحمة لا سيما في أيام البلاء والابتلاء وأثبت أن الوقاية خير من العلاج ويبقى ان نذكر على سبيل المثال لا الحصر عهد الفتوحات عندما واجه الخليفة عمر بن الخطاب حالة مشابهة للوضع الذي نعيشه اليوم وهي تفشي طاعون عمواس في الشام أين كان يوجد الجيش الذي أرسله لفتحها هي وفلسطين وفي مواجهة الخسائر التي خلفها الوباء في صفوفه أمر الخليفة بالانسحاب من المدينة ووضعها تحت الحجر الصحي قائلا: ” نفرّ من قدر الله إلى قدر الله”. اتانا شهر الصيام هذه المرة ودعوات “ابقوا في البيت” و”صلوا في بيوتكم” هي الشغل الشاغل وكما قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ” يجد المؤمن لزامًا عليه بالانصياع لهذه الدعوات التي لا تهدف الا الى الحفاظ على أنفسنا وفلذات اكبادنا ونسائنا وشيوخنا. وإن قال أحدهم ان الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الوباء تعد بمثابة قطع لصلة الرحم نقول انه بإمكان المؤمن وصل الأقارب بالقدر الذي لا يضره فصلة الأرحام حثت الشريعة الإسلامية على صونها والحفاظ عليها ولا يفوتنا الحديث الصحيح الذي يقول ” لا يُـورِدُ المُمْرِضُ على المُـصِحِّ”. يقول الذكر الحكيم ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” الامر الذي يدفعنا مع اقتراب حلول الشهر الفضيل على أن نهيب بإخواننا على التكافل عملاً بالمصلحة والتعجيل في إخراج الزكاة كما ورد في السنة النبوية المطهرة كلما عظمت الفاقة واشتدت الحاجة وقوي

الكرب كان العطاء أجدى لدفع البلاء، وكانت النفقة أجلب لرضوان. وفي الختام نستذكر قول عمر بن العاص رضي الله عنه لأهل الشام خلال الطاعون: اَلْوَبَاءُ كَالنَّارِ وَأَنْتُمْ وَقُودُهَا تَفَرَّقُوا حَتَّى لَا تَجِدَ مَا يُشْعِلُهَا فَتَنْطَفِئُ ونبتهل الى الله تعالى أن يكون شهر الصيام والقيام الذي أنزل فيه القران الكريم شهر يحمل بشرى خير وصحة للأمة الإسلامية ويرفع عنا الوباء والبلاء والمحن.
مراد سامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here