أمريكا والديمقراطية في العراق

أمريكا والديمقراطية في العراق
لا شك ان الديمقراطية هي الحل وهي الضمان لبناء عراق موحد حر ومستقل ولا شك أيضا إن نجاح الديمقراطية في العراق نجاح لأمريكا وفشلها فشل لأمريكا ليس في العراق فحسب بل في المنطقة كلها ولا شك ثالثا إن أمريكا تريد وتتمنى نجاح الديمقراطية في العراق ولا شك رابعا إنها سعت من أجل ذلك بقوة أي من أجل نجاح الديمقراطية في العراق لأن ذلك يعزز مكانة أمريكا في المنطقة ويمنحها المصداقية
لكن أمريكا اصطدمت برغبات وتطلعات بقرها الحلوب اي العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود فهذه البقر ترى في نجاح الديمقراطية خطر يهدد وجود حكم هذه العوائل ويقبرها لأنه اي العراق الديمقراطي التعددي الحر سيشجع أبناء الخليج والجزيرة على رفض العبودية المفروضة من قبل هذه البقر وبالتالي يدفعهم الى الانتفاضة التي تسحق هذه العوائل وتزيلها من الوجود
كما أن نجاح الديمقراطية في العراق سيقلب الواقع العراقي رأسا على عقب اي سينهي العراق الباطل الذي شيد منذ 1921 وحتى يوم 9-4-2003 وبناء عراق الحق لان العراق قبل التحرير كان بيد فرد عائلة قرية وبعد التحرير اي في العراق الديمقراطي عراق الحق أصبح بيد كل العراقيين ومثل هذا المفهوم لا يفهمها بقر ترامب وخدام الحرمين البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلي بل فهموها وفق واقعهم البدوي الصحراوي الإعرابي الوحشي وهو حكم الشيعة وصول الشيعة الى الحكم فوصول الشيعة في العراق سيشكل قوة رهيبة لا تدع لبقركم لكلابكم ال سعود ال نهيان ال خليفة من أثر ويومها لم ولن تجدوا بقر تدر لكم دولارات وذهب وحسب الطلب ويومها لن تجدوا كلاب تحرس مصالحكم وتحمي إسرائيل ويومها لن تجدوا من يعبدكم في الأرض هذا هو رد هذه البقر على رب البيت الأبيض ترامب
هذا من جهة ومن جهة أخرى غباء وجهل الكثير من ساسة الشيعة وعدم فهمهم للواقع الجديد الذي بدأ بعد تحرير العراق من عبودية بيعة معاوية التي فرضها قبل 1400 عام فلم ينظروا للواقع نظرة عقلانية واقعية بحيث تستوعب كل ردود الفعل التي ستحدث وكيفية معالجتها المعالجة العقلانية بل بدءوا ينظرون نظرة سطحية انفعالية وأنانية من منطلق المصالح الخاصة فأدى ذلك الى تشكيل مجموعات مختلفة كل مجموعة لها أهدافها الخاصة وكل مجموعة تخالف المجموعة الأخرى وهكذا قل تأثيرهم رغم أنهم يؤلفون النسبة الأكبر من سكان العراق وسهل للقوى المعادية من اختراق الوضع السياسي والسيطرة عليه وحتى التحكم به في الوقت نرى ساسة الشيعة كل واحد ينطلق من مصالحه الخاصة وعقليته البدائية الساذجة وفي النتيجة انسحاب البساط من تحت أقدامهم من حيث لا يدرون
كان المفروض بهم ان يضعوا خطة وبرنامج عمل قبل بدء عملية تحرير العراق ويتفقوا على بناء العراق الديمقراطية التعددي لأنه في صالحهم مائة في المائة وتكون مهمتهم دعم وترسيخ الديمقراطية لكن هذا لم يحدث أبدا رغم ان هناك دستور ومؤسسات دستورية والمفروض بهم ان يلتزموا بها ويعلنوا الحرب على كل من يحاول خرقها والتجاوز عليها مهما كان فخرق دستور والتجاوز عليه الوسيلة الوحيدة التي تمكن أعداء العراقيين أعداء الشيعة من تحقيق مراميهم التي يتمنون تحقيقها
كان عليهم ان يعوا ويدركوا ان لأمريكا فضل كبير في إنقاذهم من الإبادة على يد صدام وال سعود وتحريرهم من العبودية كما عليهم ان يعوا ويدركوا أن أمريكا ليست جمعية خيرية تبحث عن الثواب ودخول الجنة أمريكا مصالح والمصالح هي التي دفعتها للإطاحة بصدام وزمرته المجرمة
المعروف أن أمريكا كانت على يقين إنها غير قادرة على جعل ساسة العراق بقر حلوب وكلاب حراسة كما جعلت العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة ال سعود ال نهيان ال خليفة لوضع العراق المختلف في ألألوان والأشكال والمعتقدات والأعراق لهذا قررت اي أمريكا ان تجعل من العراق يابان المنطقة العربية والإسلامية يعني تريد من العراق ان يكون صديقا اي قريب منها ويتحرك وفق المسافة التي تحددها له لحماية الدولار من أي خطر يواجهه
وهذا يعني ان أمريكا تقسم دول العالم الى ثلاثة أنواع دول صديقة مثل اليابان الدول الغربية الرأسمالية ودول معادية مثل الصين أيران ومن معهما ودول بقر حلوب وكلاب حراسة ال سعود ال نهيان ال خليفة ومن معهم
من هذا يمكننا القول أن أمريكا لا تقبل بأي دولة ان تكون في درجتها في مستواها والويل للدولة اذا فكرت مثل هذا التفكير مهما كانت أنها دائما تريد ان تكون الدولة الأكبر قوة عسكرية ومالية في العالم وما عدائها لإيران للصين وما قبلهما الاتحاد السوفيتي إلا لأنهم فكروا أن يكونوا بمستواها قوة وعلم وثروة
وهذا يعني ان الشعوب على أبواب مرحلة من الحروب لكن وباء كورونا قلل من شأنها وقلل من مفعولها ومن الطبيعي ان الحياة ما قبل كورونا غير ما بعد كورونا وهذا يعني أن أمريكا قبل كورونا غير ما بعد كورونا
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here