التوقيت الغروبي والتوقيت الزوالي،

نعيم الهاشمي الخفاجي
كان العرب لديهم توقيت اسمه التوقيت الغروبي وهو يختلف عن التوقيت الزوالي، فقد كانت الساعات تضبط حينها وفقا للتوقيت الغروبي الذي يبدأ بموجبه اليوم من لحظة غروب
الشمس ، حيث تضبط الساعات مغرب كل يوم على الساعة الثانية عشره، التوقيت الغروبي – وكان يرمز له بالحرف (غ) في التقويم- يعتبر أن موعد غروب الشمس لأي جهة هو نهاية الساعة الرابعة والعشرين لذلك اليوم، ومن ثم بداية اليوم التالي. أما التوقيت الزوالي- وكان يرمز له بالحرف (ز) في التقويم- فهو التوقيت المدني المصطلح عليه، باعتبار نهاية اليوم هو نهاية الساعة الرابعة والعشرين، أي نهاية الساعة الثانية عشرة مساء،

ومن ثم تكون بداية اليوم التالي، حسب توقيت كل دولة.

هذا التوقيت استعملوه الوهابية كان معمول به لعام ١٩٦٤، بطبيعتي أتابع الاعلام الخليجي بشكل يومي ومستمر واقرأ كل ما يكتبه كتابهم لكي اطلع على مايفكرون به، وقد نقل كاتب سعودي خبر لتوقيت كنت اظنه وهابي استعمله الوهابية فقط في بداية خلافتهم الوهابية الداعشية ، حيث نقل الكاتب الخبر التالي يقول وجدته في أرشيف صحيفة صوت الحجاز (

جريدة «صوت الحجاز» الصادرة في شهر رمضان عام 1933 وجدت هذا الخبر:
صدر الأمر السامي بأن يكون الدوام في جميع الدوائر الحكومية، من الساعة الثالثة ليلاً، إلى الثامنة قبيل السحور، وذلك طوال شهر رمضان المبارك كما جرت العادة – انتهى الخبر.
وللتوضيح، لا بد من الإشارة إلى أن ذلك التوقيت كان يتم حسب التوقيت الغروبي لا الشمسي، وللتوضيح أكثر، فالثالثة ليلاً تعني التاسعة مساءً، والثامنة تعني الثالثة فجراً.
وقد استبدل ذلك التوقيت العجيب عام 1964 في عهد الملك فيصل).

عندما تم تغير التوقيت ثار مشايخ الوهابية وقالوا هذه مخالفة للسلف.
عندما نشرت الموضوع بصفحتي بالفيس بوك كنت انتظر ما يكتبه الإخوة المعلقين وفعلا كتب السيد الخطيب الحسيني عدنان الحلو مداخلة قال هذا التوقيت كان معمول به بالعراق لسبعينيات القرن الماضي لدى كبار وشيبة مدينة العلم النجف الاشرف، الشكر الجزيل للسيد عدنان الحلو الذي ارشدني إلى معرفة هذا التوقيت، السيد عدنان الحلو وشقيقه العلامة الخطيب الحسيني سيد مضر الحلو مؤلف كتاب تاريخ الغري وثق تاريخ مدينة النجف في سبع مجلدات لديه معلومات جيدة لذلك كانت مداخلته أكثر من رائعة.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here