الابتزاز الالكتروني الجريمة الاخطر بالمجتمع:

ـ غيث الدباغ
في ظل انتشار فايروس كورونا المستجد كُثرت الجرائم في المجتمعات و أحد هذه الجرائم هي جريمة (الابتزاز الالكتروني) بسبب عوامل عديدة واهمها الجهل والتخلف والفقر والبطالة والابتعاد عن الامور الاخلاقية والانسانية وضعف الايمان جميعها اسباب تؤدي الى حدوث جرائم خطرة في المجتمع من قبل ضعفاء النفوس حيث تعد من اكثر الجنايات تعقيداً لوجود افكار واسعة وخطط وبرامج معقدة تدخل في عملية الابتزاز والتي تعرف بأنها عملية الحصول على مكاسب مادية او الافصاح عن معلومات سرية مؤسساتية او سياسية من خلال جمع معلومات من الأشخاص المعنيين والشركات بالإكراه عن طريق التهديد بنشر أمور خاصة وبيانات سرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتصل هذه البيانات الشخصية إلى الشخص المبتز إما عن طريق اختراق الحسابات الشخصية في الاجهزة الالكترونية أو استعادة محتويات الهاتف الجوال بعد بيعه، أو من خلال الضحايا أنفسهم، الذين قد يرسلون صورهم وفيديوهات خاصة بهم في أوضاع غير لائقة يمكن ان يستغلها الشخص المبتز ويتم الأمر من خلال عصابات منظمة، تستخدم الفتيات في التواصل مع الضحايا الشباب او بالعكس، وإغراء الطرف الاخر كي يرسل صوراً ومحادثات فاضحة.
وبسبب انتشار مثل هذه الجرائم الإلكترونية تم ربط جريمة الابتزاز الالكتروني بقانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969م فلم يشر صراحة إلى جرائم الابتزاز الإلكتروني ولكنه عالج جريمة الابتزاز المالي في المادة (452) يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنين أو بالحبس من حمل آخر بطريق التهديد على تسليم نقود أو اشياء اخرى غير ما ذكر في المادة السابقة. وتكون العقوبة مدة لا تزيد على عشر سنين اذا ارتكبت الجريمة بالقوة أو الاكراه.
وتم انشاء عدة شبكات الكترونية او ارقام هواتف في مواقع التواصل الاجتماعي – الفيس بوك مثلاً – معتمدة من قبل وزارة الداخلية ويعمل عليها موظفون مختصون في مجال الالكترونيات والبرمجيات من اجل السيطرة على هذه الجرائم والصفحات المدارة من قبل اشخاص يدعون بـ(الهكر) الناشرة للمواد التي ابتز بها المجني عليه بعد التأكد من صحة الاحداث بين الطرفين أما عن ارقام مكافحة الابتزاز الإلكتروني في العراق فهو الرقم 131 أو الرقم 533 لذا يتوجب علينا مساعدة القوات الامنية المختصة للحد من هذه الجريمة فكيف يتم ذلك؟من خلال مفهوم الوقاية خير من العلاج علينا الالتزام بالأمور الاتية:
– اتباع التعليمات التي تصدرها هذه الشبكات الالكترونية المعتمدة في تأكيد حسابات المواقع ومعالجة الهفوات التي يستخدمها ضعفاء النفوس من اجل التطفل والدخول الى الحساب.
– عدم نشر او ارسال البيانات و المعلومات الهامة والصور أو الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي كي لا يمكن الاستيلاء عليها بسهولة او لا تعرض صورك ومقاطعك الخاصة الى التشويه من خلال برامج الفوتوشوب والتصميم.
– عدم الاحتفاظ بأية فيديوهات أو صور غير لائقة كنت فيها على هاتفك الخاص لأنه ببساطة قد تتعرض هذه الفيديوهات أو الصور للسرقة في حالة سرقة الهاتف نفسه لذلك لابد من مسح هذه الصور والفيديوهات على الفور.
– عدم ارسال الاجهزة الالكترونية الى مهندسي الميكانيك (ورش الصيانة) الا اذا كان الشخص العامل بالجهاز ذا ثقة و معروفا في الوسط بأمانته في العمل والسمعة الحسنة.
– عدم الدخول الى المواقع المشبوهة وغير المرغوبة في مواقع التواصل الاجتماعي والحذر من تبادل او الدخول الى الروابط التي يتم مشاركتها حيث ممكن ان تكون روابط اختراع الاجهزة او تحتوي فايروسا يؤدي الى عطل الاجهزة.
– الالتزام بالأخلاق الحميدة وعدم الانجرار الى الاعمال المنافية لديننا وعرفنا.
هذه بعض الامور التي نستطيع الالتزام بها من اجل الحذر والابتعاد قدر المستطاع من الوقوع في مكيدة الابتزاز ومن واجب اي شخص يمتلك معلومات كافية في الاجهزة الالكترونية تعليم الاشخاص المقربين منه او نشرها في صفحاته الخاصة لغرض تضييق الدائرة على المبتزين وتثقيف الناس بمخاطر التكنولوجيا التي يغفل عنها الكثير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here