عودة أعراف العشيرة وشيوخ صدام

المعروف جيدا ان الكثير من الشيوخ المعروفين بالشرف والكرامة والشجاعة والحكمة ابتعدوا عن صدام وزمرته الفاسدة لأسباب عديدة حتى إنهم تخلوا وتنازلوا عنها لأنهم رفضوا ان يكونوا لعبة بيد صدام ومن حول صدام خاصة بعد ان قسم المحافظات الى محافظات بيضاء ومحافظات سوداء

ويقصد بالمحافظات السوداء المحافظات التي انتفضت ضد حكمه وحكم زمرته الفاسدة المجرمة والمحافظات البيضاء هي التي لم تتهيأ لها الظروف الملائمة والتي لم تملك الجرأة على الانتفاضة ضد حكمه الوحشي الظلامي وهو يعلم ذلك علم اليقين أنها لا تحبه وتتمنى القضاء عليه لو تمعنا في حقيقة هذا التقسيم لاتضح لنا انها لعبة حقيرة وخبيثة الغاية منها خلق نوع من العداء بين أبناء العراق فكان يريد من ذلك ان يقول ان أبناء المحافظات البيضاء من أنصاري وأعواني وجنودي لمقاتلة أعدائي أبناء المحافظات السوداء وفعلا نجحت هذه اللعبة الحقيرة لأنها حققت هدفه

في شق العراقيين وتمكن من منع وحدة الثورة العراقية بحجة انها ثورة شيعية هدفها ذبح السنة ومع ذلك لم تقنع أبناء هذه المحافظات لهذا دعا الألوف من العناصر الوهابية عناصر المجموعات الارهابية القاعدة الطريقة النقشبندية وأسكنهم في المناطق الغربية في هذه المحافظات التي سماها المحافظات البيضاء وجعل من الفلوجة قاعدة لهذه المجموعات الارهابية وأطلق عليها اي على الفلوجة قندهار العراق و أصبحت هذه المجموعات اي المجموعات الأرهابية الوهابية المدعومة والممولة من قبل ال سعود والتي تدين بالدين الوهابي الظلامي دين أعداء الحياة والأنسان

المعروف ان شيوخ العشائر وأعراف العشيرة المتخلفة وبعض رجال الدين الجهلاء الذين وجدوا في الدين تجارة لخدمة الظالمين السارقين الفاسدين فهم الذين ذبحوا الإمام علي وذبحوا الأمام الحسين وأنزلوا الإسلام الى مستواهم وطبعوه بطابعهم ولم يرتفعوا الى مستوى الإسلام وهكذا كانوا ولا زالوا هم وراء كل ظالم وفاسد ولص لهذا كل ظالم ولص وفاسد يعتمد على شيوخ العشائر وأعرافها

منذ الطاغية معاوية وحتى الطاغية صدام فعندما شعر الطاغية صدام وزمرته و أسياده ال سعود بالخطر التجأ الى شيوخ العشائر وأعرافها وبعض شيوخ رجال الدين وجعلهم جميعا عيون سرية تترصد الأحرار من العراقيين وتنقل أخبارهم للطاغية وجعلهم سيوف بتارة تقطع الرؤوس والأطراف وتهدم البيوت وتهتك الأعراض وتنهب الأموال لتحقيق رغبات وشهوات الطاغية وكان بعضهم يتنافس مع بعض من أجل ان يجعلوا الطاغية راضيا عنهم وبالتالي ينالوا التقرب منهم وقلنا ان الكثير من شيوخ العشائر المعروفة بالأصالة والكرامة تخلوا عن الشيخة وتنازلوا عنها ولم يبق الا من لا شرف له ولا كرامة ومع ذلك قامت مخابرات صدام بفتح مصنع خاص لصناعة شيوخ العشائر وبعض شيوخ رجال الدين حيث أطلق عليهم العراقيون شيوخ صدام او شيوخ التسعين

فهؤلاء لا أصل ولا فصل وغير معروفين واذا بعضهم معروف فأنه معروف بالنذالة والخسة والحقارة والتصرفات الفاسدة وبعضهم كان منبوذا

ومحتقرا من قبل أبناء عشيرته لكن صدام فرضه بالقوة والويل لكل من يرفضه او يقول لا اذا قال صدام قال العراق كما ظهرت علينا مجموعة من رجال الدين المعممين الذين أطلق عليهم مراجع دينية شيعية أمثال الصرخي واليماني والكرعاوي والقحطاني وأحمد الحسن والغزي والتميمي والبغدادي والموسوي وكان ظهور هؤلاء على شكل مراحل وفي نفس الوقت مختلفة في التوجه لكن هدفها واحد وهو الإساءة للمرجعية الدينية الرشيدة الحكيمة الإساءة للشيعة والتشيع الإساءة للرسول وأهل بيته والحط من شأنهم ورفع شأن أعدائهم

وهكذا تمكن صدام بواسطة هؤلاء الهتلية الذين لا يملكون شرفا ولا كرامة ان يظلموا ويفسدوا ويقتلوا وينشروا الرذيلة بكل أنواعها فذبحوا الأبرياء واغتصبوا أعراض الشرفاء بالقوة وبشكل علني وأمام أعين ذويهن

لكن بعد قبر الطاغية صدام وزمرته بدل هؤلاء الشيوخ ألوانهم وأشكالهم فتخلوا عن صدام

وحزبه وقرروا ألانتماء الى الأحزاب الجديدة وفي خدمة قادتها واصبح لهؤلاء قوة ونفوذ أكثر وأكبر من قوتهم ونفوذهم في زمن صدام حيث أصبح أعضاء البرلمان ورئيس البرلمان والوزراء وكل قادة الجيش وموظفي الدولة في خدمة شيوخ العشائر وتحت حكمهم فلا قانون ولا مؤسسات قانونية ولا دستور ولا مؤسسات دستورية يوازي أعراف العشيرة وشيوخها فالويل للمسئول الذي لا يملك عشيرة وشيخ عشيرة

لهذا نرى كل المسئولين حتى الذين كانوا خارج العراق ولم يعرفوا اي شي عن العشيرة وشيوخها وأعرافها لكنهم عندما دخلوا العراق خلقوا لهم عشيرة وشيخ عشيرة فأصبحت مقرات الوزارة المؤسسات المديرات مقرات الأجهزة الأمنية المحافظات مضايف خاصة بعشيرة الوزير رئيس المؤسسة المدير العام القائد العسكري

لا شك لا نجاح للعراق أذا استمرت العشيرة وأعرافها وشيوخها هي القوة النافذة الحاكمة

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here