في عام 2020…. رمضان والكورونا تجمعنا

شاكر عبد موسى / ميسان

أثبتَ انتشار وباء الكورونا أنّه من السهل جدًا أن يزعزع استقرار العالم , ونحن نُشاهِد بشكل واضح عيوبَ النظام الاقتصادي والسياسي العالمي الجديد , النظام الذي يعطي الأولوية للنفط وأسعاره المتدنية على حساب الصحّة والطبيعة والرفاهة الاجتماعية , والاستهلاك والخزن المفرط له الذي خلق حلقة مفرغة من الدمار الاقتصادي والظلم الاجتماعي لكثير من الشعوب , لقد آنَ الأوان لإحداث تغيُّرات اجتماعية واقتصادية، من أجل تفادي المزيد من الأزمات الكارثية سواء أكانت اقتصادية أم صحية ومناخية.

ينبغي أن تُعطى الأولوية القصوى لصحّة المجتمع في مواجهة الأوقات الصعبة التي لاحت في الأفق , ويتعيّن على الحكومات أن تضمن خدمات صحّية مجانية وكافية للجميع، وقد تبرز الحاجة أيضًا إلى توفير المواد الغذائية للجميع دون استثناء , وتشغيل الشباب العاطلين عن العمل ، وتهيئة التربة الخصبة لإنتاج الغذاء، ودعم الصناعات المحلية .

سيكون من المهم جداً مراقبة ومحاسبة عمل الحكومات التي تجد فيها المتدين الساذج، و السلفي الأصولي والصوفي الذي يحارب العقل ويعتمد على النقل، وتجد فيها المسلم الإصلاحي، واليساري والليبرالي والانتهازي والوصولي الذي لا ينتمي أصلاً لأي فكر عدا انتمائه لمصالحه وهم الأكثرية , والتأكد ما إذا كانت الحكومات تضع أموالها في سبيل إرساء مستقبل أنظف وصحيّ لنا جميعاً! لأن الإنسانية تأتي قبل الربح المادي.

ما نريده ونحتاجه ونستحقّه من هذا الفصل الجديد في تاريخ عالمنا هو استخلاص العِبَر العميقة بسرعة، ومعالجة الأسباب الجذرية بشكلٍ كامل للحفاظ على أنفسنا من خطر وباء كورونا , الذي أصبح يهدد الجميع دون استثناء .

في حين أوضحت الأمم المتحدة للمرأة : أن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، التي جاءت نتيجة العزل المنزلي والصحي لفترات طويلة مع مخاوف الأمن والصحة وظروف المعيشة، من الممكن أن تساهم في ارتفاع حالات العنف الأسري المنزلي والاستغلال الجنسي، فهناك ( 137 ) امرأة يتم قتلها يومياً على يد أحد أفراد أسرتها، وفي معظم البلدان التي طبقت العزل الاجتماعي كانت حالات العنف المنزلي التي تم الإبلاغ عنها قد تزايدت ( 3 ) أضعاف وأكثر من ذلك , وخير مثال على ذلك

الضحية – ملاك حيدر الزبيدي التي قتُلت مؤخراً على يد زوجها بطريقة بشعة , ما جعل الحكومة والقضاء العراقي يدين تلك الجريمة ويندد بها.

واليوم يهلٌ علينا شهر رمضان ليوحدنا بنوره وبركاته وعباداته, وهو فرصة للتغيير على المستوى الفردي والمجتمعي والعالمي لتخطي الظروف الحالية التي نشهدها اليوم , فلنغتنم هذه الفرصة للعمل معا بنظرة إيجابية وسلوك بنّاء لصناعة غد مشرق … وليكن رمضان 2020 بداية لخير أيام آتية، أعاده الله علينا وعليكم بالصحة واليمن والبركات .

كاتب وإعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here