لا زال العراق في انتشار أفقي لكورونا بدلا من تصاعد عمودي

بقلم مهدي قاسم

شخصّت السلطات الصحية العراقية 81 حالة إصابة جديدة
بفيروس كورونا وهو أكبر وأعلى عددا لحد الآن في يوم واحد فقط ، بالرغم من أنه فُسرت مسألة الارتفاع هذه على أنها حدثت بسبب تجمع عدد كبير من نساء في مجلس عزاء في إحدى مناطق محافظة البصرة ، وهو أمر عجيب حقا و يدل على سلوك الحيوّنة على صعيد انعدام الشعور بالمسؤولية
إزاء الذات و الآخرين ، إذ نحن نعتقد بأنه لا يوجد الآن أحد في العالم ــ بأستثناء قبائل بدائية التي تعيش في مجاهل غابات نائية ــ نقول أنه لا نظن بأنه لا يوجد أحد في مجتمعات متمدنة و تحت ظل وسائل أعلام منتشرة ولا سيما القنوات الفضائية ، أنه لا يعرف أو
لم يسمع بتحذيرات شبه يومية ومتكررة على مدار أسابيع وشهور بعدم اختلاط وضرورة تباعد اجتماعي بين البشر و البقاءفي البيت قدر الإمكان، و ذلك تجنبا لإصابة ذاتية أولا و جماعية ثانيا بفيروس كورونا ، لأن هذه الأخيرة أي الإصابة الجماعية أخطر و أشد لكونها تعدي عددا
أكبر و أكثر من الناس ، بحسب اتساع البيئة والمحيط و كثرة أعداد الناس المتواجدين في محيط المصابين و هذا يعني أن إصابة أكثر من 81 فردا بهذا الوباء فأنه يعني إصابة ما بين ثلاثمائة وأربعمائة شخصا على أقل تقدير، و ذلك انطلاقا من كون كل فرد مصاب فأنه يعدي ــ
على الأقل ـــ ثلاثة أشخاص أو أكثر ممن يعيشون في محيطه أو تحديدا في بيت واحد ، و هذا أمر يدعو إلى مرارة و اسى فعلا ، لأننا كنا فرحين ومستبشرين خيرا و املا كبيرا لعدم الانفجار البركاني لفيروس كورونا بين الناس في العراق ، على غرار ما حدث في إيران أو غيرها
في دول أوروبية كإطاليا و اسبانيا و فرنسا او بريطانيا ، و حتى في امريكا حيث وصلت أعداد الوفيات بهذا الفيروس نحو خمسين الف مريضا حتى الآن وفقا لاعتراف مسؤولين أمريكيين كبار ، حتى كنا ننتظر التصاعد الشاقولي أو العمودي لهذا الفيروس في العراق نحو القمة ومن ثم
التراجع العكسي نحو انخفاض تدريجي حتى اختفاء الفيروس النهائي من العراق بعد انتشاره الأفقي لأسابيع طويلة ..

ولكن بعد استهتار البعض واستخفافهم بحياة الآخرين لا
زال العراق يعيش الانتشار الأفقي لفيروس كورونا ، وهو الأمر الذي يتطلب مزيدا من جهود صحية مضنية وشاقة ، بل ومخاطرة بالحياة من قبل الأبطال الفعليين المقاتلين من نساء ورجال الصحة على جبهة كورونا لإنقاذ المصابين من خطر الموت ، وكذلك يتطلب تمديدا إضافيا و
متواصلا للحظر الصحي ، حيث يعاني ملايين الناس ليس من الحصار الذاتي فقط و إنما الحرمان من العمل والذي يعني تلقائيا الحرمان من مصدر العيش ايضا ..

فهؤلاء المستهترين و غير المنضبطين ليس فقط يعرضون
حياة الناس لخطر الموت إنما يهددون مصدر عيشهم أيضا..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here