المرأة الريفية في الأطلس الكبير تساهم في الحدّ من تغيّر المناخ عن طريق زراعة أشجار الفاكهة

المرأة الريفية في الأطلس الكبير تساهم في الحدّ من تغيّر المناخ عن طريق زراعة أشجار الفاكهة

بقلم:أمينة الحجامي ، مديرة المشاريع
إن تغير المناخ هو أحد القضايا الرئيسية التي يواجهها البشر في هذا العصر. إنها ظاهرة لها تأثيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية. وحيث أنّ تقدم المجتمع يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتقدم المرأة وقدرتها على المشاركة في التنمية الإقتصادية والإجتماعية والبيئية ، تساهم المرأة في جميع أنحاء العالم في الحدّ من تغيّر المناخ وآثاره.

تلعب المرأة المغربية دوراً حاسماً في تنمية المجتمع على المستوى المحلي والمهني. إنها تدعم الحدّ من تغيّر المناخ ، على سبيل المثال ، من خلال العمل في الزراعة. تعمل مؤسسة الأطلس الكبير مع مجموعتين من النساء في منتزه توبقال الوطني في جبال الأطلس الكبير حيث يشاركن في زراعة أشجار الفاكهة العضوية – مثل اللوز والجوز والزيتون وأشجار الكرز – في مشتلين منفصلين.
العمل مع النساء في جبال الأطلس الكبير
بفضل مشروع مموّل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ، سهلت مؤسسة الأطلس الكبير إنشاء مشتل أشجار عضوي وتنفيذ بئر جديدة وتنظيم اجتماع تشاركي وتدريب حول حماية البيئة مع المزارعين وجمعية الرجال في قرية تاسا ويركان في اقليم الحوز. يتضمن المشروع نهجاً جنسانياً حاسماً يتم تشجيعه ودعمه من قبل المنسق الوطني لبرنامج التمويل الأصغر في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- FEM المغرب.

وبعد اكتمال المشروع في أكتوبر عام 2019 ، التزمت مؤسسة الأطلس الكبير (HAF) و “إكوزيا” Ecosia بهدف زراعة 40000 بذرة وشتلة من اللوز والجوز والزيتون في عام 2020. وتدير المشتل مؤسسة الأطلس الكبير(HAF) وخمسة من أعضاء الجمعية التعاونية النسائية في تاسا ويركان. وقد استفادت النساء أيضًا من اجتماع للنهج التشاركي بالإضافة إلى ورش عمل التمكين. لقد وضعن سياسات وإجراءات تعاونية وشاركن في التصويت الديمقراطي لصنع القرار في الجمعية التعاونية. كما تعلمن المزيد عن الإدارة التعاونية وكيفية زراعة البذور وري أشجار الفاكهة وكيفية وضع وتنفيذ خطة استراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، أجرين زيارات وورش عمل حول احتياجات المشتل الزراعي من قبل خبير أمريكي يمثل جزءًا من برنامج “مزارع لمزارع” التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

وفي يناير 2020 ، ساعدت مؤسسة الأطلس الكبير ، بالتعاون مع إكوزيا (Ecosia) 27 امرأة في قرية اكرزران” Aguerzrane ” منطقة “توبقال” Toubkal في اقليم تارودانت (Taroudant) على إنشاء مشتل يضم 30.000 شجرة عضوية من اللوز والجوز والكرز. واستفادت النساء في هذه القرية من اجتماعات حول النهج التشاركي إضافة إلى ورش التمكين والتدريب على إنشاء التعاونيات وكيفية زراعة البذور والشتلات.

يهدف هذا المشروع الذي تزرع فيه النساء أشجار الفاكهة العضوية إلى:
● توفير دخل للمرأة لتحسين نوعية حياتها وللفتيات لإكمال دراستهن ؛
● تعلم كيفية زراعة عدة أنواع من أشجار الفاكهة العضوية ؛
● دعم الحدّ من تأثير تغيّر المناخ عن طريق زراعة الأشجار ؛
● توفير أشجار الفاكهة لقرية ويركان Ouirgane و توبقال Toubkal وللمجتمعات المغربية الأخرى ؛
● تبادل المعرفة والخبرات مع النساء الأخريات في القرى الأخرى و الاقاليم الأخرى في المغرب ؛ و
● خلق شخصية قوية للنساء والفتيات وخلق علاقة كبيرة بين النساء في القرى.
الوقوف على تحولات المرأة
على الرغم من أن النساء بدأن العمل في المشاتل قبل أربعة أشهر فقط ، وعلى الرغم من أنهن من المناطق الريفية ، فقد تعلمن الكثير بالفعل عن الزراعة لأول مرة في حياتهن. إنهن سعداء للغاية بالعمل معًا ، وقد بدأن يشعرن بتحولات صغيرة داخل أنفسهن- خطوة بخطوة.

في كل مرة أزور فيها هؤلاء النساء كنت أرى تغييراً طفيفاً في شخصياتهن. هن أكثر إيجابية ويردن معرفة المزيد. وبدلاً من استثمار وقتهن وأفكارهن في آراء الآخرين، فإنهنّ يركزن الآن على رؤاهنّ الشخصية والمهنية.

كانت إحدى النساء خجولة جدًا خلال ورشة العمل الأولى للتمكين. وعندما طلبت منها مشاركة قصتها مع المجموعة ، بدأت في البكاء. قالت لنا إنها مطلقة ولها ابنة. شعرت أن المجتمع ينظر إليها على أنها امرأة سيئة بسبب هذا. أقرّت برغبتها في العمل ولكنها عبّرت عن خوفها حول ما قد يقوله الآخرون عن ذلك حيث أنه يتعارض مع متابعة البحث عن عمل.

وبعد عام واحد من ورش العمل والإجتماعات والمتابعة ، أصبحت الآن زعيمة إحدى المجموعات العاملة في المشتل. ليس هذا فحسب ، فهي مسؤولة أيضًا عن إدارة المشتل مع زميلاتها بالإضافة إلى كشوف المرتبات للحراس من الذكور. إنها سعيدة جدًا بالطريقة التي تحسنت بها ثقتها وصورتها الذاتية من خلال هذه التجربة. ومن خلال مشاركتها في مشتل الأشجار وتدريبات التمكين، بدأت تشعر وتمارس القوة التي كانت تؤويها دائمًا داخل نفسها وتشعر براحة أكبر مع شخصيتها الحالية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here