عندما يكون النقد أحديا من منظور طائفي ضيق

بقلم مهدي قاسم

إّذا كانت حملات الفضح والنقد الجارية ضد أحزاب الإسلام السياسي الشيعية الفاسدة يُعد أمرا ضروريا ، و حسنا ومحمودا ، بل ومطلوبا في كل الأحوال لتوعية الناس بفساد هذه الأحزاب وفشلها الذريع ، فأن التركيز على هذه الأحزاب ” الشيعية ” فقط وحصريا و تناسي أحزاب طائفية و قومية محاصصتية آخرى و التي لا تقل فسادا وعهرا سياسيا و متاجرة بمعاناة المواطنين في مناطقهم ، و ذلك لكونها تتقاسم المناصب والمغانم و الحصص والامتيازات مع هذه الأحزاب ومع بعضها بعضا أيضا ، فأن التكيز في هذه الحملات على طرف واحد فقط ، يعتير انحيازا طائفيا و كيلا بمكيالين وهو أمرمرفوض قطعا ، إذ يجب عندم التمييز بين عصابات اللصوص هؤلاء جميعا و من أي مكوّن كانوا ، إذ كلهم سواسية في اللصوصية و مظاهر الفساد المستشرية و نفس الشيء يُقال عن الحملات الجارية ضد ضباط الجيش العراقي على أساس أن معظم ضباطه من النوع الدمج ، طبعا وهو كلام حق يُراد منه الباطل ، لأن هؤلاء لو التفتوا إلى الوراء قليلا لعرفوا أن اول من دشّن مسألة الدمج هو صدام حسين عندما منح نفسه أعلى رتبة عسكرية في الوقت الذي لم يخدم في الجيش حتى ولا يوما واحدا ، و كذلك منح كل من طه الجزراوي و عزت الدوري و علي حسن المجيد ـــ الملقب بالكمياوي ــ و حسين كامل رتبا عسكرية عالية أيضا كرتبة لواء أو فريق ركن ، بينما هم ما كانوا سوى نواب عرفاء أو عرفاء و رئيس عرفاء فقط ، ما عدا طه الجزراوي الذي قيل إنه كان نائب ضابط في الجيش عندما استولى البعثيون على السلطة في 1968..
فيا ترى بماذا أفضل صالح المطلكَ مثلا ــ من ساسة شيعة فاسدين ـــ لنقل من عبد الفلاح السوداني ـــ فالسياسي الفاسد صالح المطكَ سرق حتى المبالغ التي كانت المخصصىة للنازحين والمهجّرين الذين كانوا يعانون معاناة فظيعة في مخيماتهم المهلهلة كخرق بالية تعصفها رياح باردة حينا و قائظة حينا آخر؟ أوعن عائلة الكاربولي وغيرهم من شيوخ 56 مثلا ؟ .
ففي النهاية يجب أن يشمل نقدنا جميع أحزاب المحاصصة الطائفية والقومية الفاسدة على حد سواء بغض النظر عن انتمائاتهم ، لو كانا جميعنا جديين حقا في تغيير النظام السياسي الهجين و المشوّه في العراق نحو نظام وطني خال من الطائفية والمحاصصة و مظاهر الفساد .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here