حنا مقبل الغائب الحاضر في ثقافة المقاومة

كتب : شاكر فريد حسن

في مثل هذه الأيام، وتحديدًا في الثالث من أيار العام 1984، اغتيل في نيقوسيا بقبرص، الكاتب الصحفي البارز شهيد الكلمة حنا مقبل، أحد أبرز رجال الفكر والاعلام في الثقافة الوطنية الفلسطينية المقاومة.

حنا مقبل من مواليد العام 1939 في قرية الطيبة قضاء رام اللـه، فيها نشأ وترعرع وتعلم، ثم التحق بجامعة القدس وانهى تعليمه بموضوع الصحافة، وبعد تخرجه عمل في صحيفة فلسطين وجريدة الدستور الاردنية وفي عدد من الصحف الكويتية.

انتمى حنا مقبل لحركة التحرير الوطني الفلسطينية ” فتح “، وساهم في تأسيس الاعلام الفلسطيني الموحد، وتولى رئاسة تحرير مجلة ” فلسطين الثورة ” في بيروت، بعد اغتيال كمال ناصر، وعمل من خلالها على نشر وتأصيل الثقافة الوطنية الوحدوية الديمقراطية المقاومة.

وفي العام 1978 انشأ مؤسسة ” القدس برس “، وكان يصبو ويحلم بإصدار مجلة عربية قومية تحمل اسم ” دفاتر عربية “.

انتخب حنا مقبل في العام 1979 أمينًا عامًا لاتحاد الصحفيين الفلسطينيين، وكان من مؤسسي الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وتولى الأمانة العامة للاتحاد حتى عام 1980.

وفي معارك بيروت الصمود العام 1982 ساهم في الكتابة بصحيفة ” المعركة ” مع علي فودة وزملائهم الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، التي أصدروها لدعم وتعزيز صمود المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين في الخنادق وتحت أزيز البنادق.

كرّس حنا مقبل حياته في الدفاع عن قضية شعبه الوطنية المقدسة، وكان صوتًا فلسطينيًا وحدويًا نقيًا، حمل هموم شعبه وجراحه وآلامه، امينًا للشهداء والمقاومة، مؤكدًا بكل ما كتب أن الثقافة الوطنية من الطبيعي أن تنحاز لفلسطين، وتؤسس لواقع لا يقبل إلا بالتحرير والعودة. وقد كتب للوطن الفلسطيني بدمه كشعار اتحاد كتابها.. بالدم نكتب لفلسطين.

حنا مقبل جسد شعار الكلمة موقف بالممارسة اليومية الكفاحية، وسيبقى صوته، رغم الغياب، حاضرًا فينا وفي ثقافة المقاومة التي ترفض الاستسلام، وتأبى التفريط بالثوابت الوطنية. فلروحه السلام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here