التكامل الجيلي .. صعود جيل سياسي جديد بالعراق

التكامل الجيلي .. صعود جيل سياسي جديد بالعراق

محمد وذّاح

منذ بدء الاحتجاجات الشعبية بالعراق في تشرين الاول الماضي وما رافقها من تقديم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته تحت ضغط الشارع، فشلت القوى السياسية العراقية التقليدية الحاكمة والتي يختصر قرارها على مجموعة من قادة الكتل، في الوصول الى صيغة توافق وترشيح بديل لرئاسة الحكومة وانقاذ البلاد من وضعه المضطرب، لم يبقى الجيل الشبابي من السياسيين أو ما يعرف بـ”الخط الثاني” متفرجاً ومكتوف الأيدي على تردي البلاد وسخط العباد، بل أخذ المبادرة لإنقاذ ما يمكن انقاذه.

فكانت أهم المبادرات التي اتخذها الخط الثاني من السياسيين الذين مثلوا جميع ألوان الطيف العراقي، تقديم مرشحين لشغل منصب رئاسة الوزراء بدلاً عن عادل عبد المهدي المستقيل، بدءاً من المكلف الاول محمد توفيق علاوي ومروراً بالزرفي وحتى القبول بمصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء وتمرير حكومتهِ من قبل البرلمان الاسبوع الماضي.

هذا السيناريو الذي فرضه الوضع العراقي الجديد ستكون له اثارٌ مستقبلية، في تبلور وضع سياسي جديد يتصدى فيه للمشهد السياسي العراقي العام الجيل الجديد من سياسيي الخط الثاني والذين غالباً ما كانوا يعملون في ظل قادة كتلهم ويتحركون بفلكهم.

هذا الرأي والاستقراء للمشهد العراقي المقبل يؤكده ويذهب إليه العديد من النواب والسياسيين العراقيين ومن بينهم رئيس كتلة السند الوطني، النائب أحمد الأسدي في تصريحات ادلى بها خلال استضافته مؤخراً من على قناة العهد الفضائية، الأسدي حذر من أن استمرت إدارة قادة الكتل بهذة الطريقة غير المنسجمة مع نوابهم بما يتعلق بإتخاذ القرارات وتحديد مستقبل الوضع العراقي العام، ستشهد الساحة العراقية مشهداً سياسياً مختلفاً خلال الاشهر المقبلة أو على أبعد تقدير في الانتخابات القادمة.

وبحسب رئيس كتلة السند، فأن نتائج الانتخابات المقبلة والتي تمثل من أولويات حكومة مصطفى الكاظمي، قد تتكرر فيها أحزاب وكتل سياسية ولكن حتى هذه الأحزاب أو الكتل التي ستتكرر، فإنها ستكون بوجوه وقيادات مختلفة ولن يبقى حجرا على حجر سياسياً، وفق قراءته لممآلات الوضع السياسي الحالي.

هذا الأستقراء للمشهد السياسي العراقي الذي يطرح الأسدي وغيره من الجيل السياسي الجديد، لا يمثل خرقاً للطبيعة وسننها بل يتماشي مع صيرورة الحياة والتي يتحتم أن تتبدل الأدوار وتتغير الأحول بأن يكون لزاماً ان يفل نجم الكهول ويبزغ نجم جيل سياسي جديد من العراقيين يزيل الطبقة السابقة بالكامل او على الأقل يكون عبر التكامل الجيلي معها بشرط أن تسلم الراية للشباب من أجل التصدي للمشهد العراقي العام ليمكنهم من تعديل مسار والعبور بالعراق الى بر الآمن الذي نفتقده منذ أكثر من 17 عاماً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here