حكومة الكاظمي …من واقع مضطرب الى واقع معقد ..

حكومة الكاظمي …من واقع مضطرب الى واقع معقد ..

حكمت مهدي جبار

لانريد ان نضع افتراضات تشاؤمية امام السيد مصطفى الكاظمي وهو يتسلم مسؤوليته في رئاسة الحكومة العراقية فيما تبقى من عمرها في هذه الدورة.فأمامه كما واضح واقع محكوم بتركات ثقيلة وآثار تشكل معضلات كبيرة يصعب ايجاد حل لها الا اذا كان الكاظمي يحتفظ بحقيبة لايعلم ماتخفي من برامج ومناهج وخطط وسياسات؟!

ان الانطباع العام عن السيد مصطفى الكاظمي ومن خلال نشاطه الواضح من على شاشات التلفزة يبدو متفائلا.وحقق هذا التفاؤل ليس نتائج انما ملامح نتائج مقبولة على المستويين المحلي والدولي.ولازالت تلك النتائج نظرية ومعنوية اكثر منها عملية وربما ترتبط تلك بمآرب سياسية وفق قاعدة المصالح والمنافع المعروفة في عالم السياسة.

مامن شك ان الكاظمي رجل سياسة ويدرك مخاطر تعاظم الازمة الاقتصادية في البلد ومشكلة الواقع الصحي بسبب وباء كورونا وانباء عن عودة بعض عصابات داعش بما يثير القلق على المستوى الامني فضلا عن شبه توقف لحركة المؤسسات الحكومية مااثر سلبا على دخل الفرد العراقي ومعيشته نظرا لما يشكل هذا الفرد كنموذج بسيط وفقير من نسبة كبيرة من المجتمع العراقي..

ان العراق كبلد ليس كمثل البلدان الاخرى يمتلك رصيدا من الاقتصاد او عقلا اداريا سياسيا او وضعا امنيا مستقرا..وذلك بسبب الاضطراب الذي طالب امده منذ سقوط النظام وحتى يومنا هذا.حيث نهبت الاموال وتلوثت العقول وانتهكت القوانين بسبب تشظي الدولة وانهيار االحكومة بفعل قوة الصدمة للغزو الاميركي للعراق.مما هيأ الارضية المناسبة لسطوة التحزب والفكر الساذج والمتطرف والعنصري الذي حاصر الثقافة العراقية الحقيقية والفكر المدني والعلمي للشخصية العراقية بعد انفلات الضوابط واهانة القوانين واستهتار الذات الشهوانية والانانية والعشائرية والمتدينة وغيرها..

من هذه البيئة الملوثة جاء رؤساء وزعماء الحكم في العراق بعد انهيار منظومة الدولة والبناء الحكومي بعد عام 2003.وتصل اليوم الى رجل جديد هو مصطفى الكاظمي..والذي يمكن تعريفه (ان صح التعبير) بانه استخلاص لتلك المراحل.لكن هذا الاستخلاص ايضا لم ينتج في بيئة صحية انما ولد في بيئة استفحلت فيها الامراض والاوبئة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

لم يزل الوقت مبكرا كي نرى ماذا سيفعل الكاظمي ولاندري ان كان حماسه وحماس كابينته الوزارية قادرة على معالجة العلل والامراض المزمنة ومعرفة تشخيص العقاقير المناسبة لها؟!! هل سيعلن الكاظمي عن نزع الكمامات كي نشم الهواء النقي بلا كورونا وهل سيعود الشارع العراقي بلا سلاح الا سلاح الدولة وهل يتوب الفاسدون عن فسادهم وهل ستشتغل عجلة العمل ويتباهى العراقي بهويته وانتمائه؟؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here