(( طلبة جامعة الأنبار ))الثروة المنسية في العراق

د . خالد القرة غولي ..
بين كل تواريخ طلبة العراق يتميز موقف وتضحيات وإصرار طلبة جامعة الأنبار كأعظم مايمكن أن يقدمه الطلبة العراقيون للحصول على شهاداتهم في مختلف العلوم والتخصصات بل ستذكره البشرية بكل فخر وإعتزاز لطلبتنا الذين لم ينحنوا لضيم أو إستسلموا لمعاناة.. وهاهم طلبتنا وبحمد من الله تجاوزوا كل العراقيل والمعوقات وصولا إلى طموح رسموه بإشراف جامعتهم وأساتذتهم.. ففي كل شبر وبقعة وساحة ومكان للعمل تجدهم يقفون أمامك.. في ساحات البناء والإعمار يتسابق المهندسون المتخرجون من جامعة الأنبار في اختصاصات الهندسة المدنية والميكانيك والكهرباء والسدود لتقديم ماتعلموه وماتلقوه من دراسة رصينة لإعادة إعمار مادمرته الحرب موزعين بين دوائر الدولة ومؤسساتها ، في المستشفيات ترى بلا عناء طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة وقد إستلموا ناصية الواجب والسهر والتضحية في ظروف إستثنائية بعد أن أصبحوا أطباء وأطباء أسنان وصيادلة متميزين مطوقين بغار التواضع ورداء الشرف والأمانة لأبناء محافظتهم .. في المدارس الإبتدائية والمتوسطة والثانوية والمعاهد يقف خريجو جامعتنا في إحتصاصات اللغة العربية واللغة الإنكليزية والجغرافية والتاريخ وعلم النفس والرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة وعلوم القرآن لتعليم وتدريس وتخريج أفواج من أبنائنا في منصات الترشيح قبل دخولهم الجامعات.. مختصون على درجة عالية من الكفاءة في تخصصات الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات من طلبتنا إستلموا مكاتب التحديث ونظم المعلومات وإدارة المكاتب التقنية للحاق بالتقدم الهائل للبشرية في هذا المجال.. باحثون اجتماعيون ومترجمون وإعلاميون ومراسلو قنوات فضائية وإداريون وإقتصاديون تخرجوا في جامعتنا لسنوات عدة كان لهم تأثيرهم الواسع في تنمية وتطوير العمل الأكاديمي المؤسساتي في مجال تخصصهم.. أما طلبتنا ممن تخرج في كلية القانون فهاهم محامون ومدعون وقضاة تبوأوا مراكز قانونية مؤثرة في محاكم المحافظة والأقسام القانونية في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وإدارة مكاتب محاماة أهلية كان لها الصدى الواسع في دوائر المحافظة القانونية.. وفي ساحات الرياضة والسباقات المحلية وضع طلبة الجامعة من خريجي كلية التربية البدنية والعلوم الرياضية أساسا علميا في تعزيز القدرات الرياضية وتطوير مهارات ومواهب الفرق الرياضية واللاعبين الموهوبين وتنظيم دورات وبطولات رياضية داخل المحافظة وخارجها.. وفي مجالات أخرى كمختبرات التحليل الكيميائي والجيولوجي والإحيائي لطلبتنا المتخرجين في أقسام الكيمياء وعلوم الحياة والجيولوجيا التطبيقية في كلية العلوم وتقديم طلبتنا لإبداعاتهم بعد تخرجهم في قسم الفيزياء وتعيينهم في دوائر مكافحة التلوث،ولأن الأنبار مساحتها واسعة جدا تعادل أكثر من ثلث العراق فقد كان لطلبتنا المتخرجين في كلية الزراعة الدور الكبير والمؤثر في دراسة أنواع التربة وزيادة مساحة الأراضي المزروعة للحد من التصحر والإستفادة القصوى من تساقط الأمطار والسدود الطبيعية والإشراف على مشاريع معامل الألبان الحكومية والأهلية وقيام طلبتنا قبل تخرجهم وبعد تخرجهم من الكلية بوضع تصاميم حديثة وجميلة للحدائق المنزلية والعامة ومتابعة مايحتاجه المزارعون والفلاحون في المحافظة وخارجها لمكافحة الأمراض والأوبئة التي تصيب الثروة الزراعية والحيوانية في المناطق المزروعة أو المؤهلة للزراعة مستقبلا.. وعلماء أجلاء ورجال دين وخطباء من على منابر الإعتدال ومحدثين ومفسرين لكتاب الله العزيز تخرجوا في جامعتنا.. منهم يستمر في أداء واجبه المكلف به في وزارات ومؤسسات ودوائر الدولة والقطاع الخاص وثلة واصلوا عطاءهم وإستمروا في دراستهم فتحولوا من طلبة متفوقين إلى أساتذة يحملون شهادات عليا في نفس تخصصاتهم وأصبح عدد متميز منهم عمداء ورؤساء أقسام ومسؤولين في جامعتنا وفي جامعات ووزارت أخرى.. ومنهم من سقط شهيدا دفاعا عن العراق الواحد ضد الإحتلال الداعشي وآخرون ممن لم يسعفهم الحظ بالتعيين ينتظرون أن تعي الحكومة المركزية وحكومة المحافظة ضرورة فسح المجال لخريجي جامعتنا بأخذ دورهم الحضاري والتنموي وتغيير الخطط الفاشلة لمجلس المحافظة ومسؤولي محافظة الأنبار والإلتفات إلى ماتلعبه الجامعة من دور يوجب على الجميع أن يقتنع بأن النجاح في إعمار وإعادة إعمار وبناء محافظة الأنبار بعد تحريرها من قوات الإحتلال الداعشي لن يكتب له النجاح ولن تتحقق الأهداف المرسومة إلا بأن تهيمن جامعة الأنبار وطلبتها المتخرجين على ناصية التقدم وبعكسه سنبقى منشغلين بخطوط ودوائر بعيدة كل البعد عما ينتظره أبناء الأنبار منا..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here