موج متلاطم للاخبار المفبركة وزيف التصوير والاشاعات وتبقى الحقيقة مميزة

موج متلاطم للاخبار المفبركة وزيف التصوير والاشاعات وتبقى الحقيقة مميزة
أ.سلمان لطيف الياسري

إذا أردت أن تثير خلافاً أو تنشر شائعة ما عليك سوى أن تكتبها على صفحات التواصل الاجتماعي لتنتشر كالنار في الهشيم.هذا هو واقع الحال ليس في وطننا فقط بل في كل بقعة جغرافية على سطح الكرة الأرضية، ولكن ما يهمنا هو واقع الأمر في بلدنا.لابد لنا من القول بأن هناك الكثير من حالات الفساد ومن التجاوزات والبعض يجد نفسه فوق القانون وآخرون يجدون أنفسهم بعيدين عن مفهوم المواطنة ومنهم من لا يعلم ما هي واجبات وحقوق المواطن.رغم أن بلدنا تمر بظرف استثنائي إلا أن الدولة ما تزال وستبقى قائمة عبر العمل المؤسساتي وعبر السلطات الأربع ونحنا لا نبالغ إن قلنا بأن العالم بأسره يقف مذهولاً أمام صمود سورية شعباً وجيشاً ومؤسسات وقيادة.وهنا لابد من التنويه حول دور السلطة الرابعة في مراقبة أداء المؤسسات وتسليط الضوء على حالات الخلل والسعي إلى إصلاح تلك الحالات عبر حلول منطقية ومسائلة قانونية وبعيداً عن لغة التشهير والتخوين وتعميم الحالات الفردية الخاطئة.لكل منا دوره في بناء الوطن والحفاظ عليه وبالتالي علينا أن نقف بإجلال أمام تضحيات الجيش ا وكل رديف للمؤسسة العسكرية مهما اختلفت مسمياتها.ومن اجل ذلك علينا أن نمتلك الوعي الوطني إضافة للسعي لتطبيق مفهوم المواطنة الحقيقي خاصة في ظل العدوان المستمر على وطننا.يخطئ من يظن بان هدف دول التآمر هو إسقاط القيادة السورية لأن الهدف الحقيقي هو القضاء على إيمان المواطن بوطنه وبالتالي سقوط كل المعاني السامية.يقولون حب الوطن من الإيمان فكيف إن كان الوطن هو الجمهورية العربية السورية عندها نعلم بأن حب الوطن عبادة وكلنا يعلم ذلك.هذه الكلمات موجهة إلى البعض ممن باعوا ضميرهم وارتدوا عباءة النفاق السياسي والإعلامي لأصحاب الوجوه المتعددة وفي الختام اعلموا بأن سورية باقية خالدة منتصرة وبان المواطن السوري يمتلك الوعي والقدرة للحفاظ على وطنه.

يقف المواطن بين مطرقة الشائعة وسندان الحقيقة حائر ما بين هذا وذاك حيث لا يقوى على التفريق بينهما وكأن على عينيه وأذنيه غشاوة تحجب عنه الرؤيا وتمنع عنه سماع صوت الحقيقة ولو توقف لوهلة وبحث وتمحصى لكان فرق ما بين الزيف والحقيقة , أصبح العالم العربي ملاذ آمن ومنطقة خصبة لانتشار الشائعات وتفشيها بين جنبات المجتمع وأصبحنا نتغذا عليها ونتعايش معها ؛ وهنا ندق ناقوس الخطر ويجب البحث بهذا الموضوع قبل الانفجار المجتمعي حيث أصبح عقل المواطن غير قادر على تفسير الموقف , ويتعامل المواطن العربي بشكل عام بسخرية يملأ بها وقت فراغة وعندما تحول الشائعة الى سخرية يصبح من السهل انتشارها بين مواقع التواصل الاجتماعي وتنتشر الصور والفيديوهات الساخرة والطرائف والعبارات الناقدة وتتحول بساعات قليلة الى الاكثر متابعة ومشاهدة وتصبح قضية رأي عام وهنا يصعب السيطرة عليها. الشائعات تمتاز بالايجاز والسهولة في التذكر وسهولة النقل وهذه اسباب انتشارها في العالم العربي وهي تعتمد على المعلومة الجاهزة والمسؤولية الكبرى تكون على المؤسسات الاعلامية قبل المواطن ويكمن الخلل بهذه المؤسسات وهو الاعتماد على المعلومة الجاهزة لكسب اكبر قدر من المتابعين دون التحري من دقة المعلومة والسبب هو سرعة انتشار المعلومة وتسجيل سبق صحفي لهذه المؤسسات وهنا تقع هذه المؤسسات بالخطأ , ويتحمل المواطن اللوم بحيث لا يكلف نفسه عناء البحث عن المعلومة الحقيقية من المعلومة المزيفة ؛ وكذلك التدخل فيما ينشر وما لا ينشر مما يتسبب بفقدان المصداقية وانعدام المعلومة او ندرة الاخبار بالنسبة للمواطن والصحافة وهنا يكمن الخلل بالحكومات التي تراقب وتتدخل وتقمع العمل الصحفي وتمنع المواطن من ابسط حقوقة واهمها وهي حرية الرآي والتعبير وحق الحصول على المعلومة .
غالبا ما نجد الشائعة تحتوي على جزء صغير من الأخبار أو الحقائق، ولكن عند ترويجها تحاط بأجزاء خيالية بحيث يصعب فصل الحقيقة عن الخيال، أو يصعب التعرف على الحقيقة من الخيال وان للشائعة اخطار على المجتمع فبإمكانها القضاء على مجتمعات بأكملها بمجرد انتشارها وتعزز الخطوط الوهمية التي تركها الاستعمار خلفه والتي تعزز الانقسام على اساس ديني او عرقي وطائفي وعنصري واقليمي وقبلي وهذا النوع من الانقسام يؤدي الى خطر تفكك المجتمع وتخلخل الاساسات الوطنيه وتصبح الشائعة عند انتشارها كالقنبلة الموقوتة لا نعرف متى تنفجر واتمنى ان لا تنفجر وان يحفظ الله الوطن العربي من كل شر. علاج الشائعات ليس صعب وليس سهل بنفس الوقت ولكنه يتطلب العمل بأخلاص وحب للوطن وأيجاد حل لان الشائعات تضر الانسان كأنسان ويجب ان نتعامل مع بعضنا البعض بأنسانية ؛ المنطقية في التعامل مع الأخبار والتأكد من المصدر وخصوصاً مع الأخبار الحساسة والمهمة التي قد تشعر انها تؤثر على المجتمع , والابتعاد عن المؤسسات الصحفية التي تعتمد على “النسخ والصق” ومحاربتها وهنا أدعو النقابات الصحفية في العالم العربي على فتح مراكز تدريب العمل الصحفي والعمل على حملات توعية للمواطن قبل الصحفي لان لوطننا حقٌ علينا ان نحفظه من الشائعات والتفكك والانقسام , ومن الاسباب التي تمنع المواطن عن البحث بالحقيقة كثيرة ومنها انتشار المعلومة الجاهزة ونحن قد أصبحنا بالعالم السرعة حيث ان المواطن يأخذ المعلومة من اول مصدر يراه او من المصدر الذي قد تعود عليه وتكمن الخطورة بهذا النوع الاعتماد على صفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي تنشر السموم بالمجتمع سواءً بعلمها او بغير علمها ؛ وان لا تسلب الحكومات حرية الرآي والتعبير وحق الحصول على المعلومة لكل من المواطنين والصحفيين وان يتم عرض الحقائق كاملة من غير العبث وحذف التفاصيل, اخيراً وليس اخراً يجب أن يكون النقد بناءً ومبنياً على الحقائق وليس هداماً وان يكون هناك قوانين تردع مروجي الشائعات

«يبدو الخبر الكاذب كاذبا من أول نظرة. ويهرع الناس لقراءته. ولا تخلو الثقافة المحلية من أمثاله». فيما أنّه «لا أساس للخبر الكاذب، ويبدو وكأنه نزل من السماء، أو خرج من باطن الأرض. مع تعمد وسبق إصرار، لذا هو خبر كاذب».
كثرت الأخبار الكاذبة في السنوات القليلة الماضية، وقد سهّل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من انتشارها، وللتمييز بين الأخبار الكاذبة والأخرى الصادقة، 7 أنواع للخبر الكاذب، وهي الخبر الساخر وهدفه الترفيه فقط. وعنوان كاذب لا يعكس محتوى الخبر. وخبر مضلل والغاية منه تحقيق هدف معين. وهناك أيضاً الخبر الملفق الذي يجمع ما بين الكذب والصدق. كما أنّ هناك مصادر ملفقة تجمع أيضا الأخبار الصادقة والكاذبة. ونوع آخر هو خبر تغيرت حقائقه حيث يطرأ عليه تغيير في معالم صورة. وخبر لا أساس له من الصحة.
وإنّ ثلاثة أخطار تهدد هذه الشبكة: الأول: انتشار الأخبار الكاذبة. والثاني: الحروب الإلكترونية. والثالث: مراقبة الحكومات لمواطنيها ونشر دعايات حكومية ,طبعا، كانت هناك أخبار كاذبة عبر تاريخ الولايات المتحدة. لكنّها زادت خلال السنوات القليلة الماضية، لسببين: الإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، والثاني، الانتخابات الرئاسية الأخيرة، خصوصاً مع اشتراك رجل الأعمال دونالد ترمب حينها رئيس الولايات المتحدة حالياً.
الإنسان في حالة بحث دائم عن الحقيقة والمصدر الصحيح والحقيقة ذاتها واقع جليّ وواضح لا يختلف حوله الناس، ولا يفسرونه بطرق مختلفة.. فرغم كل خلافاتنا البشرية لا يختلف اثنان على حقيقة مثبتة كدوران الأرض وسرعة الصوت وتكون الماء من الأوكسجين والهيدروجين وفي المقابل تزدهر الأساطير والخزعبلات حين تغيب الحقائق الجلية والمسلّمات العلمية ويستعيض عنها الناس بالاعتقادات الموروثة والفرضيات غير المجربة وحين نراجع التاريخ نكتشف أن الانسان كان يخطيئ بنسبة 90% في بحثه عن الحقيقة ومصادرها الصحيحة .. فقد كان يبحث عنها مثلا لدى كبار السن، ورجال الدين، والكتب المقدسة، والأفكار المتوارثة، والجهات المرجعية، وما أجمع عليه الناس، وما ألفوا وجوده، وما أثبته العلم والمنهج التجريب..

فالمجتمعات البشرية بحثت عن الحقيقة لدى كبار السن كونهم الأكثر خبرة وحكمة وتجربة وتمرساً في الحياة.. ووصل الأمر في المجتمعات البدائية درجة عبادة الأسلاف واللجوء إليهم بعد وفاتهم. وكان البحث عن الحقيقة لدى كبار السن يبدو ناجحاً كونهم الأكثر علماً بالماضي وتمرساً بالحاضر والأقدر على توقع المستقبل (الذي لن يختلف على أي حال عما حدث في الماضي ,

أيضاً يبحث الناس عن الحقيقة لدى رجال الدين باعتبارهم الأكثر علماً وقداسة ، ولا يفترضون منهم غير قول الحقيقة والصواب.. ومن جهتهم ؛ لا يتردد رجال الدين في تأكيد هذه المنزلة في كل مناسبة – حيث أعلن الفاتيكان منذ عام 1870 عصمة البابا من الخطأ ، وقال الخميني لأتباعه “لاتكلفوا أنفسكم عناء البحث وافعلوا ما يأمركم به آيات الله والمراجع المعصومة”!!

أيضا أن يبحث الناس عن الحقيقة في كتبهم المقدسة.. ورغم أن الحقيقة المستخلصة منها لا تقبل الجدل بالنسبة لأصحابها؛ إلا أنها تُرفض غالبا من أتباع الديانات الأخرى….. أضف لهذا أن الكتب السماوية الصحيحة ذاتها لا تدعي تضمنها ل(كافة الحقائق) بل على العكس تشجع أتباعها على البحث عنها بأنفسهم بدليل قوله تعالى {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فانْظُرُوا كيْفَ بَدَأ الخلقَ…

أما (الجهات المرجعية) فالمقصود بها الشخص المسؤول أو الأكثر خبرة وشهرة في مجاله.. فالناس تصدق – على الأقل في الظاهر – الحكام والزعماء ومن يملك زمام السلطة.. كما يلجأون للأشخاص الأكثر خبرة (كهوامير الأسهم) أو الأكثر شهرة (كالفنانين والنجوم) أو الأكثر قرباً (كالوالدين والأجداد) ويتناقلون نصائحهم كمسلّمات وحقائق

والنقطة الأخيرة بالذات تذكّرنا بدور “الموروث” كمصدر للحقيقة.. فالآراء القديمة والأفكار الموروثة تلبس ثوب القداسة بمرور الزمن وتزداد رسوخاً جيلا بعد جيل لدرجة يصعب نقضها أو تقديم بديل لها.. وليس أدل على هذا من تمسك البعض بآراء فقهية كانت في الماضي محل خلاف (ورحابة صدر) وأصبحت في الحاضر تملك رسوخاً وقدسية تصل لحد تكفير من يخالفها…

أيضا يجنح الإنسان لتبني “الحقائق” التي اتفق عليها المجتمع منذ ولادته.. فرغم أن شهادة المجموعة أقوى من شهادة الفرد ؛ إلا أن إجماع الناس ذاته قد يكون مستقىً من مصدر فردي وحيد يحتمل الصواب أو الخطأ.. وحين يولد الانسان في ظل ما اتفق عليه الناس لا يشك أبدا في صحة مايتداولونه ويأخذ إجماعهم كمسلّمات وحقائق…

أيضا هناك علاقة قوية بين ما نألفه وما نصدق به كحقيقة.. فكلما زادت لدينا أواصر الألفة وطول العشرة – حيال أمر ما – تمسكنا به ورفعناه لمرتبة الحقائق.. وسواء حدث هذا مع أمر بسيط

ماهو الفرق بين الخبر والشائعة ؟ فالخبر يعتمد على البرهان والدليل القاطع.
اما الشائعة فان برهانها يكون باهتا غير واضح ، فمثلا اذا نشرت صحيفة ما قانون تأجير المساكن فان ذلك يعتبر خبرا صحيحا ، ولكن حينما يبدا( نقل هذا الخبر بين الافراد مبتعدين عن حقيقة ما جاء به فهنا تبدء الشائعة) ، ويستمر ترديدها دون برهان ولا دليل ، حتى يكاد يصدقها الكثير من الناس وتاخذ في النهاية اسلوبا معينا في الترويج ، مثل ذلك
1 – انهم يقولون … ” او
2 – سمعت من المصدر مسئول ان … ” او
3 – لدي اخبار مؤكدة بان … ” الخ .
وهناك شرط اساسي لاكتمالها ، وهو اهمية الحدث او الشخص مع ضرورة توافر الغموض الذي يكشف الشائعة علاوة على الدوافع النفسية التي تبعث على خلقها وترويجها كما سيجئ ذلك فيما بعد .
ان الشائعات تروج عندما تكون للاحداث اهمية في حياة الافراد ، او عندما لا ترد عنها اخبار قاطعة ، او عندما تكون الاخبار غامضة .وقد ينشأ هذا الغموض عندما :-
يصل الخبر محرفا .
او عندما يصل الى الفرد اخبار متضاربة .
او اذا عجز عن فهم هذه الاخبار .
على ان الشائعة ليست دائما كاذبة وليست دائما قصة خبيثة . وقد تقوم بدور في تسرب المعلومات ولا سيما في اثناء الحرب حينما تكون الرقابة على المعلومات العسكرية ضرورية بالنسبة للامن القومي للبلاد, الشائعة هي عملية نقل خبر مرتبط بواقعة أو رأي أو صفة مختلفة من خلال الكلمة المسموعة الشفهية تعبيراً عن حالة معينة من حالات القلق أو الكبت الجماعي. هذا التعريف يسمج لنا بأن نميز بين الشائعة وغيرها من الظواهر الأخرى التي قد تختلط فيها، وهذه الفروق هي:
1 – إن الشائعة ليست خبراً مجرداً، بل هي تعليق على الخبر بقصد تحقيق حالة نفسية معينة من الإشباع أو التخلص من التوتر أو العبير عن حالة من الكبت و التمزق.
2 – إن االشائعة ليست الأسطورة، فالأسطورة شائعة تجمدت على مر الزمن. أما الشائعة فهي تفترض تداول تعليق كاذب يتضمن شيء من المبالغة أو الاختلاف بشأن واقعة معاصرة تعكس الاهتمام الجماعي أو الكلي.
3 – الشائعة ليست الفكاهة، بمعنى أن الفكاهة الجماعية هي نوع من أنواع التعبيرات الشعبية التي تسعى إلى حالة الاسترخاء عن طريق النقد المستتر، أما الشائعة فهي صورة من صور المواجهة الجماعية غير المباشرة وغير الصريحة، ومن ثم فمن الممكن تصور الشائعة وهي تأخذ شكل الفكاهة.

عوامل انتشار الاشاعه
أولا: الشك العام يقول مونتغمري بلجيون ( يتوقف سريان الإشاعة على الشك والغموض في الخبر أو الحدث، فحينما تعرف الحقيقة لا يبقى مجال الإشاعة)، فالإشاعه التي هي محاولة لتبادل العلم بالواقع ومشكلاته في ظل نظام اعلامى يحاول الحيلولة دون هذه المعرفة، لذا يعتبر بعض الباحثين أن الإشاعة هي مجرد “بديل ” يعوض غياب الحقيقة الرسمية. فالإشاعة تنتشر، عندما تتوقف المؤسسات – التي من المفروض أن تقدم الخبر المضبوط – عن مهامها الحقيقية.
ثانيا:إشراك المتلقي في التفكير في النتائج مما يفتح أمامه فضاء من التخيلات لا تخضع إلا للرغبات والأهواء.
ثالثا:القلق الشخصي.
رابعا:سرعة تلقي الإشاعة أو سذاجة المتلقي أو عقلية القطيع.
خامسا:الترقب والتوقع، وعدم الاستقرار وعدم الثقة.
سادسا:وجود أجواء التوتر النفسي التي تخيم على المجتمع.
سابعا:سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
ثامنا: الفراغ الناتج من تفشي ظاهرة البطالة الظاهرة والمقنعة ،ومن أشكال الاخيره البطالة المقنعة بأوراق البيروقراطية،ممثله في وجود موظفين لا يعملون شيئا إلا البقاء في مكاتبهم لتبرير قبضهم لمرتباتهم،وتعطيل الموظفين العاملين المنتجين فعلا.
تاسعا:شيوع أنماط التفكير الخرافي القائم على قبول الأفكارالجزئيه دون التحقق من صدقها أو كذبها بأدلة تجريبية والاسطورى القائم على قبولالأفكارالكليه دون التحقق من صدقها أو كذبها بأدلة منطقيه.
عاشرا: شيوع ظاهره الحرمان الادراكى،ومضمونها تداول الناس فى المجتمعات المغلقه لمجموعه محدوده من المعارف، وممارسه عادات نمطيه متكرره ،غارقين فى بركه راكده من الحياه الممله غير المتصله بمجريات الحياه خارجها( د.عصمت سيف الدوله،مذكرات قريه،دار الهلال ، 1995 ، ص174 -175)،وهنا يصبح اطلاق الاشاعات وتلقيها محاوله لايجاد جديد.

مراحل انتشار الإشاعــة
أولا: مرحلة الإدراك الانتقائي:إي إدراك الحدث أو الخبر من جانب شخص أو عدة أشخاص،ويرجع اهتمام هؤلاء بالحدث أو الخبر لمغزاه الاجتماعي في نفوسهم.
ثانيا:مرحلة التنقيح بالهدف والإضافة:وذلك حتى تتلاءم العناصر المكونة للإشاعة مع بعضها البعض من جهة، ومن ثقافة المجتمع من جهة أخرى.
ثالثا:مرحلة الاستيعاب النهائي والانتشار:وذلك بعد أن تكون مستصاغة، سهلة الاستيعاب، متوافقة مع المعتقدات والأفكار والقيم السائدة في المجتمع.
ويخضع انتشار الإشاعة لشرطين أساسيين هما: أهمية موضوع الاشاعه وغموضه . كما ان هناك تناسب طردي بين ازدياد فرصه انتشار الإشاعة وكل من العوامل التالية ا/ الانسجام بين شكل الإشاعة وصياغتها.ب/ استعداد الوسط الاجتماعي لتقبلها،ج/ كون محتوى الجد الذي تحتويه الإشاعة مختصراً ،د/ كونها تعبر عن رمز اجتماعي أو نفسي برغبة أو برهبة أعضاء الجماعة.

التفسيرات النفسية للشائعة
يذهب أصحاب “مدرسة التحليل النفسي” إلى أن الشائعة تكشف عن محتويات اللاوعي الجماعي بصورة ملتوية عن طريق بعض الحيل النفسية مثل الإسقاط والرمزية والتكثيف والإسقاط والإزاحة والعزل وغيرها, وفيتصورهم أن الشائعة تنجح حين تكون قادرة على تحريك كوامن اللاوعي والانفعالات المكبوتة.
أما أصحاب “المدرسة المعرفية” فيعزون الشائعة إلى عدم الوضوح المعرفي فكلما كانت الأمور ضبابية وملتبسة كلما كان الجو مهيئاً لانتشار الشائعات، ويرى أصحاب “فكرة الاحتياجات” أن الشائعة تحقق لأصحابها إشباع احتياجات غير مشبعة.
ويرى فريق كبير من علماء النفس أن انتشار الشائعة يعتمد جزئيا على نظرية الجشتالت، والتي تؤكد على أن الإدراك الحسي للأشياء ينحو دائما نحو البساطة والانتظام والإحساس بالاكتمال، والشائعات تنبثق لتشرح المواقف المميزة التي تهمنا ولتريحنا من توتر الحيرة.

دوافع إطلاق الشائعات وانتشارها:
العدوانيّة: تجاه الشخص (أو الجماعة) المستهدف بالإشاعة، وذلك لتشويه السمعة، أو تغيير موقف الناس منه (منها), أو أثارة الخوف، وهذا يحدث كثيرا تجاه الأشخاص أو الجماعات ذات الأهميّة والشهرة، حين تطلق عليهم الشائعات..
الإسقاط: يسقط مروج الشائعة ما يضمره في نفسه على شخص آخر أو أشخاص آخرين, كالخوف والإهمال وميول للكذب أو الخيانة أو الرشوة أو التضليل، فيسقطه على الآخرين.
التنبؤ: تشير الشائعة إلى احتمالات مستقبلية يعتقد مروج الشائعة فيقرب حدوثها, وهو يهيئ الناس والظروف لاستقبالها.
الاختبار: تكون الشائعة هنا كبالونه اختبار لمعرفة نوعية وقدر استجابة الناس لحدث معين حين يقدر له الحدوث فعلا, فمثلا تسرب شائعة بغلاء أسعار بعض السلع, ثم تدرس ردود أفعال الناس فإذا وجدت معقولة ومحتملة ربما يتم فعلاً رفع الأسعار وأما إذا وجدت غاضبة ومستفزة فيمكن تكذيب الشائعة واعتبار الأمر كأن لم يكن.
جذب الانتباه: حيث يبدو مروج الشائعة أو ناقلها على أنه عليم ببواطن الأمور وأن لديه مصادر مهمة للأخبار لا يعرفها بقية الناس, وربما يكون هذا تعويضاً عن نقص أو عدم ثقة بالنفس. وربما تكون الدوافع بسبب الفراغ والملل والحاجة إلى التسلية والتمتّع بإثارة الاهتمام وإرباك الناس وإقلاقهم وتوتيرهم.

شروط نجاح الشائعة
يتوقف نجاح الشائعة على قوة عناصر المعادلة التي تحدثنا عنها من قبل (معادلة ألبورت وبوستمان)، بالإضافة لأن يكون الموضوع مهماً جداً للناس في وقت إطلاق الشائعة, وأن تكون المعلومات المتاحة حوله غامضة أو ملتبسة أو متناقضة, وأن تكون التركيبة النفسية للناس المستهدفين بالشائعة جاهزة لاستقبالها، خاصة حين تكون الشائعة متوائمة مع معتقدات الناس ومشاعرهم وثقافتهم ورموزهم.

أشكال أخرى للشائعة
1 – الأسطورة: تعتبر الأساطير القديمة نوع من الشائعات, وقد كانت تقوم بوظيفة سد الفراغات المعرفية المتعددة في الزمن القديم حيث كانت المعرفة بدائية ووسائل الحصول على المعلومات قليلة.
2 – النكتة: ثمة علاقة تربط بين النكتة والشائعة بحيث يمكننا اعتبار النكتة شائعة كاريكاتورية.. والنكتة، مثل الشائعة، تحتوى على العناصر الأسطورية والتاريخية والعرقية والدينية والاجتماعية للجماعة. والنكتة هي الشكل المفضل للشائعات التي لا تملك مقومات الشائعة, وهى بطبيعتها الساخرة تجتاز حواجز عقلانية ونفسية كثيرة, فالنكتة بذلك تسهل نشر الشائعة وتساعد على تخطى عقباتها وتعويض نقائصها.
3 – الدعاية والإعلان: حين تتجه فنون الدعاية والإعلان إلى المبالغة أو التدليس في عرض سلع معينة أو الترويج لمشروعات أو شركات معينة فهي هنا تندرج تحت أسلوب الشائعات في ترويج أشياء غير حقيقية باستخدام وسائل الإبهار الفنية.
4 – الإعلام: حين ينحرف الإعلام عن رسالته ويصبح بوقاً لبعض القوى فإنه يتورط في نشر إشاعات كاذبة تأخذ صورة الأخبار أو التحقيقات أو المقالات مما يشوه الحقيقة ويسوق لأشخاص سيئين ويزور الحقائق والأحداث.

أهمية الشائعة
تلعب الشائعة دورا مؤثرا في الأحداث على المستوى الجماعي والفردي, ولنأخذ بعض الأمثلة لتأثير الشائعة:
أشيع أن سقراط يفسد عقول الشباب بما يطرح عليهم من تساؤلات, وقد أدى ذلك إلى حشد الرأي العام ضده ومطالبته بقتله وقد تم فعلا ذلك.
أشاع بعض أعوان نيرون أنه لم يحرق روما وإنما حرقها بعض المسيحيين مما أدى إلى حملة اضطهاد موجهة نحو المسيحيين في روما.
هذه الأمثلة، وغيرها كثيرة، توضح كيف تؤثر الشائعة في الأحداث الحياتيّة والاجتماعية والاقتصادية, وذلك من خلال التأثير في توجهات الناس وروحهم المعنوية, أو بلبلة الرأي العام وتفكيك الجماعة, أو التأثير في مسارات الأحداث, أو التأثير في الإنتاج والتسويق.

ماهي أنواع الإشاعات؟
تصنيف الشائعات:
قامت محاولات عدة من جانب كثير من الباحثين لتصنيف الشائعات واختلفوا حول الاسس التي يبنى عليها التقسيم ، فالعلاقات الاجتماعية بين الناس متشابكة ، والدوافع الذاتية متباينة من مجتمع لاخر ، ومن هنا نرى ان من الصعب اقتراح تصنيف عام للشائعات بحيث يمكن تطبيقه على اي مجتمع ، او ليكون قاعدة عملية يعول عليها حتى وان اعطى للباحث او الدارس الخيوط التي تساعده في تفهم الموضوع ، ذلك لاختلاف الزاوية التي يقف عندها الباحثون دائما . فقد يكون مثار الاهتمام الموضوع الذي تعالجه قصة الشائعة ، او الدوافع الذي وراءها ، او معيار الزمن ، او الاثار الاجتماعية في الشعب سواء كانت : ضارة ، او مفيدة ، او سلبية .
هنالك اكثر من نوع من الشائعات وهي :-
الاول وتشمل :-
أولا- الشائعات التعبيرية : التي يعبرفيها الأفراد عن أنفسهم ومدى شعورهم تجاه الأخر او ألازمه ( فيمزج أمنياته وأحلامه بإطلاق قول ويتخيل انه حدث بالفعل ) ويطلقه وكأنه حقيقة حدثت فيرتاح وقد يحدث ذالك بسبب انه يجهل تماما إيه معلومات حول المشكلة فيريد أن يصور لنفسه أن كل شي رائع ويدعم الصورة الذهنية لنفسه ولجماعته ولكافه ما ينتمي إليه حتى يحمى نفسه لا إراديا من الشعور بالخطر الذي قد يتهدده .
ثانيا – الشائعات التفسيرية : ( تصدر عن الناس انفسهم الذين صدموا من الحدث المفاجى ويبحثون له مع انفسهم ولاانفسهم عن تفسرا و سبب وأجابه عما حدت فجاه من أحداث ) من ذهنها دون معرفه للسبب الحقيقي العلمي المنطقي الغير معروف تماما حتى لا تستمر الحيرة لهم ، فالذهن يقفز إلى أسباب مايحدت ويفسرها حسب مافيه من خلفيه معلوماتية والتي غالبا ما تكون ضحله غير منطقيه على الإطلاق يسيطر عليها الخرافات.
ثالثا- الشائعات التبريريه : تصدر عن طريق مصدر معلوم ومحدد يصدر قرار للجمهور وبعده مباشرا يصد إشاعات للسيطرة على الرأي العام يبرر فيها هذا القرار وحكمته ورشده التام .
رابعا- الشائعات التدميريه : لتدمير الصورة الذهنية لشخص( حقيقي أو معنوي )او كيان بقسوة بالغة من اجل مصلحه أخرين .
خامسا- الشائعات العلاجيه : ( لعلاج الإحباط واليأس ) بتمرير أخبار وهميه ولكنها محببة إلى نفوس الجماهير ويحلمون بها ولهم اولويه مطلقه في حياتهم ( خاصه بمعجزات دينيه )أو الصحة أو المال( وهى شائعات قصيرة المدى الزمنى ).

الثاني :- لقد حاول (بيساو) ان يستخدم معيار الوقت في تصنيفه للشائعات وقسمها الى ثلاثة انواع
1 -الشائعة الزاحفة:- وهي التي تروج ببطء وهمسا وبطريقة سرية ويتناقلها الناس همسا وبطريقة سرية تنتهي في اخر الامر الى ان يعرفها الجميع .ان هذا النوع من الشائعات يتضمن تلك القصص العدائية التي توجه في مجتمعنا ضد رجال الحكومة والمسئولين لمحاولة تلطيخ سمعتهم ، وكذلك تلك القصص الزائفة التي تروج لعرقلة اي تقدم : اقتصادي ، او سياسي ، او اجتماعي ، ويدخل في ذلك ما يقوم به المروجون من نشر تنبؤات بوقوع احداث سيئة تمس هذه الموضوعات . ويقوم مروجو هذا النوع من الشائعات بنسخ سلسلة لا تنتهي من القصص ويستمرون في العمل على تغذيتها واستمرار نشرها.
2 -الشائعة الغائصة:- وهي التي تروج ثم تغوص تحت السطح لتظهر مرة أخرى عندما تتهيأ لها الظروف بالظهور ، ويكثر هذا النوع من الشائعات في القصص المماثلة التي تعاود الظهور في كل حرب كتلك التي تدور حول تصميم قوات العدو لمياه الابار ، او التي تصف وحشية العدو وقسوته مع الاطفال والنساء . جرائم الجيش ضد الشعوب .
3 – الشائعة الهجومية( العنف):- وهذه توجه ضد العدو وهي تتصف بالعنف ، وتنتشر انتشار النار في الهشيم ، وهذا النوع من الشائعات يغطي جماعة كبيرة جدا في وقت بالغ القصر . ومن نمط هذا النوع تلك التي تروج عن الحوادث والكوارث او عن الانتصارات الباهرة او الهزيمة في زمن الحرب . ولأن هذه الشائعة تبدأ بشحنة كبيرة فانها تثير العمل الفورى لانها تستند الى العواطف الجياشة من : الذعر ، والغضب ، والسرور المفاجئ .
منها يتضح أن الشائعات تنقسم إلى :
الاول وتشمل :-
اولاً :- الشائعات الوردية للتشجيع :- تبث الأمل والامانى والأحلام ( تخرج من الناس انفسهم لأنفسهم يعبرون فيها عن أحلامهم المكبوتة وتطلعاتهم المجتثه وهى تنتشر بين الناس لتشبع احتياج جوهري وضروري ملح للنفس لهم من كثره الإحباط فيتماسكون نفسيا ولا ينهارون
ثانياً :- شائعات التخويف:- ( تعزف على وتر الخوف لدى الإنسان ) فتنشر الخوف والقلق والتوتر بل واليأس أحيانا وتنتشر وقت ألازمات فالإنسان وقت الخوف يكون مؤهل بشكل ممتاز لتوهم أمورا كثيرة للغاية لا أساس لها من الصحة ويفسر الحوادث العادية تفسيرات خاطئه مملوءة بالوهم ويصدق كل ما يقال له ويكون ذو علاقة وثيقة بموضوع خوفه وقلقه ولا يصدقه عقله هو نفسه في وقت اتزانه النفسي
ثالثاً:- الشائعات العدائيه :- لبث الكراهية والتفرقة وتحويل الولاء وإفساد العلاقات بالأشخاص أو الجماعات أو الدول الاجنبيه ( دق الإسفين ) تستثمر دوافع العدوان لدى الناس الموجودة بدرجات متفاوته عموما وقت الأزمات والخلافات على وجه الخصوص

الثاني وتشمل :-
إشاعة أتهامية,إشاعة توقعية,إشاعة مروعة( غولية,إشاعة الفضول( الاستطلاع,إشاعة هدامة,إشاعة مفرقة,إشاعة مثيرة للأعصاب,إشاعة الخوف,إشاعة الكراهية والعداء,إشاعة ملتهبة,إشاعة سوء السلوك,إشاعة جنسية,إشاعة سامة,,إشاعة شريرة,إشاعة الأماني,اشاعة انهزامية ( مرتبط بالطابور الخامس )

اي بشكل عام الشائعات هي :-
الزاحفة: وهي التي تنتشر ببطيء شديد وسرية تامة .
الاندفاعية: وهي تنتشر بسرعة فائقة، وغالبا ما تكون متعلقة بكوارث طبيعية أو حروب .
الغاطسة: وهي التي تنتشر في ظروف معينة ثم تنتشر ثم تعود نفس الظروف المماثلة لولادتها .
الآملة: وهي التي تحاول إشاعة بعض الآمال في أجواء القهر واليأس.
الخيانة: وهي أكثر ما تحدث في زمن الحروب، وتكون فائقة الغموض .
التمييزية: وهي التي تحمل موقفا من طائفة أو أثنية أو ديانة أو مذهب أو أيدلوجية .
المتحولة: وهي التي تعتمد على معلومة صحيحة جزئيا ولكن يجري تحويرها لتصبح شيئا آخر تماما .
التخويفية: وتنتشر في المناخات الباعثة على الفزع والرعب .

أما الشائعات من حيث مكان ترويجها، فهي أما :-
1 – محلية، وتنحصر في الأوساط المحلية الداخلية.
2 – واما ان تكون قومية أو اقليمية، تتجه الى الأمة كلها.
3 – أو ان تكون عالمية، تظهر وتؤثر في محيط المجتمعات العالمية.
واما الشائعات من حيث الأسلوب او الوسيلة، فهي تقوم او تعتمد اما :-
1 – الأسلوب المباشر لترويج الشائعة، أي بشكل الرواية الكلامية. 2 – الأسلوب غير المباشر كالنكتة أو الصورة أو الرسم الكاريكاتيري.
والشائعات من حيث موضوعها:-
1 – شخصية تتعلق بشخص ما او اشخاص معينين، بقصد النيل من سمعتهم وفقد او اضعاف ثقة الناس بهم. 2 – تتعلق بجماعة معينة او شعب معين أو امة معينة.

وهنالك من يقسمها على صور فتقسم الشائعات:
الصورة الأولى هي الشائعة التي تدور حول موضوع معين. ففي الأحوال العادية يبحث مثلا عن نسبة الشائعات التي تدور حول السياسية والجنس والاقليات الخ
الصورة الثانية هي الشائعة الزاحفة: وهي التي تروج ببطء، وتتناقل من قبل الناس همسا وبطريقة سرية، وتنتهي آخر المطاف ألي أن يعرفها الناس جميعا. وتنمو مثل هذه الشائعات عادة في الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية.
الصورة الثالثة (الشائعة العنيفة) وهي التي يكثر حدوثها ووجودها أثناء الحرب والكوارث والأزمات والهزيمة. ان مثل هذه الشائعات تستند عموما الى العواطف الجياشة كالذعر والغضب والخوف.
الصورة الرابعة هي الشائعة الغائصة التي تظهر ثم تغوص لتظهر مرة أخرى عندما تتهيأ لها الظروف الملائمة والمساعدة للظهور. ويكثر هذا النوع من الشائعات في القصص المتشابهة التي يعاد تداولها في الظروف المتشابهة. فالعدو الصهيوني حاول ان يعاود نشر العديد من الشائعات في حرب تشرين 1973 ضد المصريين معتمدا على شائعات مماثلة ظهرت في حرب 1967. ولعل قصة اللسان وطابع البريد المشهورة تلقي المزيد من الضوء على هذا النوع من الشائعات وتتلخص القصة:
الصورة الخامسة: (الشائعة الوهمية) التي تنتج عن الخوف لا عن الرغبة.
الصورة السادسة (الشائعة الحالمة) التي تقف وراء حلم يراود بعض الأفراد. فالأفراد الذين يرددون أن الدولة ستقوم بإنشاء وحدات سكنية توزعها مجانا او بأسعار رمزية على الشباب الذي يود الزواج. يحاولون أن يجعلوا من أحلامهم شائعة وردية اللون تصل الى مسامع الأطراف المسؤولة.
أخيرا هناك شائعة “الكراهية” التي تنتشر من جراء الشعور بالكراهية لنظام او لحزب سياسي معين الخ. وأسباب هذا النوع من الشائعات هو الصراع السياسي بين الكتل والأحزاب.
وهناك تقسيم اخر للشائعات -شائعة الزاحفة( البطيئة-شائعة السريعة (الطائرة- شائعة الراجعة – شائعة الاتهامية(الهجومية -شائعة الاستطلاعية – شائعة التبرير- شائعة التوقع: .
شائعه الخوف – شائعه الأمل – شائعه الكراهية – شائعة الاسقاط:

ماهي طرق مكافحه الإشاعات ؟
اولًا :- قتل الاشاعه باشاعه اكبر منها حجما واشد أثرا وذات اولويه اكبر لدى الجمهور المستهدف وبعد فتره وجيزة يتم تكذيب الاخيره لإحداث بلبله اكبر واكبر تسيطر على كافه احاديت الجمهور المستهدف ليل نهار أو في معظم وقته.
ثانياً :- تكذيب الشائعة إعلامياً ( بنشر عكسها تماما ) :- دون الاشاره إليها من قريب آو من بعيد
ثالثاً :- تكذيب الشائعات معلوماتياً (نشر الحقائق وتقديمها بشكل دقيق) : تكذيب الشائعة بالحقائق والبيانات والمنطق والعلم ( وهي أفضل الطرق)
4 – أسلوب تحليل الشائعة:
ماهي طرق مواجهه و السيطرة على الإشاعات ؟
( التعاون – التكاتف – التوعية والثقة – الاقتفاء –– الملل والخمول) وبوجه عام فان النقاط والقواعد التالية التي تقوم في الواقع على ملاحظات فنية يمكن الاسترشاد بها في السيطرة على الشائعات :-
1 – تعاون :- الجمهور في الإبلاغ عن الشائعات, وتكذيبها وعدم ترديدها .
2 – تكاتف:- وسائل الإعلام المختلفة من اجل عرض الحقائق في وقتها وإشاعة الثقة بين المواطنين, وتنمية الوعي العام وتحصينه ضد الحساسية النفسية بصفة عامة وضد الشائعات بصفة خاصة وعرض الحقائق على اوسع مدى ، ويجب ان تستغل الصحافة ، والاذاعة والتلفزيون في تقديم اكثر ما يمكن من الانباء ، مع حذف التفاصيل التي قد ينتفع بها العدو . (ان الناس تريد الحقائق فاذا لم يستطيعوا الحصول عليها فانهم يتقبلون الشائعات) .
3 – التوعية والثقة :- المستمرة لتثبيت الأيمان والثقة بالبلاغات الرسمية و بالقادة والرؤساء عن طريق الندوات والمحاضرات والمناقشات, والثقة بأن الأمور الامنية تحاط دائما بالسرية والكتمان, والثقة بأن العدو يحاول خلق لشائعات عندما لا تتيسر لديه الحقائق والايمان ، اذ انه لو فقدت الجماهير الثقة في هذه البلاغات فان الشائعات تاخذ في الانتشار كذلك الثقة في القادة والزعماء امر جوهري في مقاومة الشائعات ، فقد يتحمل الناس الرقابة على النشر او نقص المعلومات ، بل قد يحسون ان ما يسمعونه ليس الا اكاذيب غير صحيحة اذا ما كانت لديهم ثقة بقادتهم . وفي مثل هذه الاحوال يكون لدى الناس الوعي الكافي لادراك اسباب نقص المعلومات التي نشرت قد تفيدالطرف الاخر والثقة بالقادة والزعماء تعني الثقة بالجهاز الحاكم ابتداء من رئيس الجمهورية حتى اصغر موظف في الدولة.
4 – اقتفاء:- خط سير الشائعة والوصول إلى جذورها, وإصدار البيانات الصحيحة الصريحة, والتخطيط الشامل وتكاتف الجهود لانه غالبا ما تكون الشائعات الهجومية المسمومة نتيجة دعاية العدو ، اما من يقوم بترويجها فهم اولئك الذين يعتبرون اعداء الوطن . ولذا فان النجاح في كشف دعاية العدو بطريقة سهلة واضحة ومحاربة مروج الشائعات بكل وسيلة لهما دعامتان اساسيتان يرتكز عليها تخطيط مقاومة الشائعات . .
5 – ان الملل والخمول:- ميدان خصب لخلق الشائعات وترويجها ، فالعقول الفارغة يمكن ان تمتلئ بالاكاذيب ، والايدي المتعطلة تخلق السنة لاذعة . ولذا فان العمل والانتاج وشغل الناس بما يعود عليهم بالنفع يساعد الى حد كبير في مقاومة الشائعات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here