وحيدةً على بحرِ الدلافينِ

عدنان الظاهر مايس 2020

وحيدةً على بحرِ الدلافينِ

1 ـ أرقبُها …

تتوحّدُ والبحرُ يُراقبُ ممشاها

في الساحلِ والنورسُ في أعلى الصاري نشوانُ

ثارَ البحرُ ونشّرَ أعلاما

عزفَ الحوتُ الأزرقُ موسيقى

معشوقةُ بحرِ الشوقِ الأقصى جذلى … هيّا

تتملّى شرقَ الصوتِ لتسمعَ شيئا

أمواجٌ تأتيها سِرْباً سِرْبا

يرعاها نجمٌ دُرّيٌّ في القطبِ

يعزفُ ألحانا

يدعوها للقهوةِ في منزلِ أبراجِ الحوتِ قصيّا

[ لا ينفي آثارَ اللقيا ]

يُغريها أنْ تعتنقَ البحرَ ونجماتِ البحرِ

أنْ لا تشربَ كأسَ الوحِدةِ مُرّا

ترقبُ إذْ تسهو

شُهُباً ضلّتْ ضاءتْ أُخرى

في بُرجٍ أَهوجَ مُنتَفخِ التيجانِ

تصرخُ يا طارقَ بابي مَهْلاً

خففْ وطءَ الطرقةِ في دمعِ الأهدابِ …

2 ـ الموجُ قلوعُ سفائنَ مدٍّ في البحرِ

يفجأُها لُجيّا

هلْ مِنْ سَفَرٍ ؟

كلاّ … الأُهبةُ ما زالتْ

تنتظرُ الإعلانَ وخطَّ حسابِ الجدوى رسّما

سأسافرُ أبحثُ عن كلكامشَ والأفعى

أقفو آثارَ القاربِ في المرفا

وأقصُّ حكايةَ فانوسِ السحرِ البحري

البحرُ أمامي مِلحٌ صخريٌّ مُرُّ

ونوارسُ تتبعُ أفلاكاً عجلى تجري

كوني الحارسَ والآمرَ والناهي

كوني الكوكبَ ناراً في نورِ…

الحوتُ الأزرقُ يخشاكِ مولاتي

قولي للبحرِ تقدّمْ

قولي للبحرِ تكلّمْ

الصورةُ في مرآةِ الماءِ سرابٌ محضُ

تسألُ مَنْ أدمى أقدامَ طلوعِ الفجرِ

مَنْ كسّرَ ألواحَ الأُفُقِ الساقطِ شاقوليّا ؟

إصغي للصوتِ الآتي في الفُلْكِ المشحونِ خفيّا

( رادارُ) الصاري بوليسٌ سرّي

يتقصّى الآفاقا

يتقفّى موجاتِ الأسفِ التالفِ نَزْفا

يا بحرُ تكلّمْ

قُلْ للواقفِ شيئا

إشرحْ قَلْباً أو صدرا

إبحثْ عنها بين الصاري ونارِ العُشبةِ في الطورِ.

3 ـ ثوري فالبحرُ أثيرُ أهازيجِ الثوّارِ

يتمطّى إنْ شالوا للريحِ قلوعا

وحدَكِ في النَوءِ العاصفِ جزعى

تتقدّمينَ وينهاكِ الموجُ اللُجّيُّ ويستقطبُ فحواكِ

يسألُ هل مِنْ فَرْقٍ في المغزى

أو في كسرِ النجمةِ في الطْرقِ على سندانِ البرقِ

عودي …

الوِحدةُ لا تملأُ كفّا

كفٌّ لا يكفي

للسهمِ المشدودِ على قِنّبِ أوتارِ الموتِ

غُضي الطرفَ ورُدّي

ماشيتُ خُطاكِ ولم أسمعْ صوتاً للصاري

عودي سَقْفا

وحشٌ يتخفّى ظهريّا

جهّزتُ الفُلْكَ على مرآى أنظارِ النجمة في عينِ الريحِ.

4 ـ إيّاكِ وأحراقَ الصاري

الصاري إعصارُ المَدِّ المتمرِّدِ تيّاراً بحريّا

كوني الساحلَ قنديلا

والكوكبَ دُرّيا

يَهدي الرّبانَ إلى برقِ الرؤيا

ويُعِدُّ خرائطَ مسرى ريحِ الشوقِ

كوني أنتِ الأُفُقَ الأقصى

يُغري إنْ جاشَ الموجُ وأرغى

فحذارِ من السقفِ العاري

إنذارٌ يستشري

حَمْحمةُ النورسِ في خمرةِ حانِ البحرِ

طفّي قبلَ الإقلاعِ شموعَ حماماتِ الصدرِ.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here