کذبتان لم تمرا بسلام

کذبتان لم تمرا بسلام
منى سالم الجبوري
لأعوام طويلة، دأب المجلس الوطني للمقاومة الايراني على رفع عقيرته والتأکيد والتشديد على إن القادة والمسٶولون في النظام الايراني يمارسون الکذب بصورة مستمرة وإنهم متمرسون الى درجة الاحتراف في ذلك، لکن وفي نفس الوقت کانت الکثير من الاوساط السياسية والاعلامية تعتقد بأن هذا المجلس يسعى من أجل النيل من النظام لغايات وأهداف سياسية بحتة لاعلاقة لها بالحقيقة والواقع الملفت للنظر إنه وعندما نراجع الکثير من المواقف التي أعلن فيها قادة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بصورة عامة والسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بصورة خاصة، بممارسة النظام للکذب والخداع والتمويه، فإننا نجد إن ماقد أکدوا عليه قد کان مطابقا للحقيقة والواقع وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المجلس کان قد أکد في عام 2002 بأن النظام يمارس الکذب فيما يتعلق ببرنامجه النووي وإنه يسعى من أجل الحصول على القنبلة الذرية وقدم أدلة على ذلك، لکن الموقف الدولي کان باهتا لکنه ومع ذلك أکد فيما بعد على مصداقية المقاومة الايرانية فيما أعلنته.
اليوم، وبعد الاحداث والتطورات المختلفة التي شهدتها إيران والمنطقة والعالم، ولاسيما بعد الانتفاضات الشعبية العارمة ضد النظام الايراني ليس في إيران فقط وإنما حتى في العراق ولبنان، فإن الحديث عن ممارسة قادة النظام الايراني للکذب لم يعد مجرد سر يتم إعلانه أو الکشف عنه فجأة وإنما صار بمثابة ظاهرة لکثرة تکرارها، والاهم من ذلك إنه لم تعد المقاومة الايرانية ولا منظمة مجاهدي خلق من يتحدثون عن ممارسة القادة الايرانيون للکذب بل إنهم قادة دول کبرى ومسٶولون بارزون في مختلف دول العالم!
کثيرة هي عدد الکذبات التي تم إطلاقها في تأريخ هذا النظام ولکن النسبة الکبرى منها تعود للفترات التي کان يرأس النظام فيها من يزعم إنه معتدل وإصلاحي کمحمد خاتمي أو حسن روحاني، مع ملاحظة إن ممارسة الکذب منذ آب/أغسطس2013، عندما تتم تنصيب روحاني کرئيس لإيران ولحد يومنا هذا قد أصبح من مميزات وسمات النظام الايراني، ومن المفيد هنا أن نشير الى کذبتين حديثتين تم إطلاقهما من جانب مسٶولين رفيعي المستوى في النظام الايراني لم تمرا بسلام وتم تفنيدهما ودحضهما على رٶوس الاشهاد.
الرئيس الايراني حسن روحاني صرح قبل بضعة أيام بأن العديد من المدن باتت بيضاء بمعنى السيطرة على وباء کورونا، ولکن وعلى حين غرة أکد مسٶولون في النظام بأن روحاني يکذب وإن أعداد الوفيات والاصابات تتصاعد بل وإن بعضهم طفق يسخر ويستهزأ منه علنا وبصورة صريحة، أما وزير الخارجية محمد جواد ظريف، فقد کتب على موقع تويتر في في 8 مايو، “إن الفرس في الهند – الزرادشتيون الذين هاجر أجدادهم إلى الهند من إيران في الماضي البعيد – كانوا دائمًا مخلصين في حبهم لإيران. نشكرهم على مساعدة الإيرانيين في محاربة كوفيد 19. نحن أيضا أرسلنا 40،000 جهاز فحص متطور إيراني الصنع إلى ألمانيا وتركيا وبلدان أخرى”، ولکن هذه المرة لم يتم تکذيب المسٶول الايراني من جانب الايرانيين أنفسهم وإنما من جانب دول أخرى، إذ سرعان ما نفت مصادر دبلوماسية تركية مزاعم ظريف بإرسال 40 مجموعة اختبار للكشف عن فيروس كورونا إلى تركيا وقالت لا أساس لها من الصحة. حيث کتبت وكالة أنباء الأناضول التركية يوم 11 مايو: نفت مصادر دبلوماسية تركية في حوار مع مراسل الأناضول مزاعم محمد جواد ظريف وزير خارجية النظام الإيراني لإرسال «40 ألف مجموعة اختبار للكشف عن فيروس كورونا» إلى تركيا. لکن، سيخجل روحاني وظريف من ذلك ويقلعان عن ممارسة الکذب، من المٶکد کلا!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here