لماذا السياسي في العراق يختلف عن غيره في العالم

لماذا السياسي في العراق يختلف عن غيره في العالم
المعروف ان السياسي في العالم مهمته بناء الطن وسعادة الشعب كما انه يملك خطة برنامج فيها السلبيات والعراقيل التي تحول دون تحقيق تلك المهمة والعمل بجد وصدق على إزالتها وفيها الإيجابيات والوسائل التي تسهل الإسراع في تحقيق ذلك غير مهتم ولا عابئ بكل ما يواجه من تحديات وتضحيات لهذا لم ولن يتراجع عن تحقيق ذلك مهما كانت وسائل التهديد والترغيب طالما انه يسعى لبناء الوطن وسعادة الشعب
نعم الساسة جميعا لهم هدف واحد هو خدمة الشعب وتحقيق أحلامه وآماله والقضاء على معاناته وآلامه لكنهم يختلفون في الوسائل والسبل ووجهات النظر في تحقيق ذلك وهذا أمر طبيعي ودليل صدقهم و إخلاصهم
لهذا كل سياسي كل مجموعة حزب تيار سياسي يطرح وجهة نظره مشروعه خطته بشكل واضح وعلني والشعب هو الذي يختار والشعب هو الحاكم في هذه الحالة الجميع تقر وتخضع لحكم الشعب لاختيار الشعب والجميع تشعر بالفرح بالنصر لأن هدف الجميع هو ان يكون الشعب هو الحاكم لا يهم من فاز لهذا لم تحدث خلافات ولا صراعات ولا فساد ولا إرهاب ولا تدخلات خارجية ولا انقسامات داخلية
وهكذا تشكل حكومة من الجميع الأغلبية تحكم والأقلية تعارض فالأغلبية تنفذ ( اي تنفذ مشروعها خطتها برنامجها التي طرحتها للشعب والتي اختارتها الأغلبية)
والأقلية تعارض ( اي تراقب وتحاسب اي انحراف اي سلبية أي مفسدة وتحاسب اي منحرف اي سلبي اي فاسد) وهكذا ينتهي الفساد حتى لو وجد من السهولة كشفه وإحالة من ورائه الى العدالة وهكذا تبنى الأوطان وتسعد الشعوب
اما الساسة في العراق فلا يملكون لا خطة ولا برنامج ولا مشروع حتى ولا يفهمون شي بالسياسة فكل الذي يشغلهم هو مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية هو الحصول على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا ويمنحهم قوة ونفوذ اكبر وأكثر
فالساسة في العراق مجرد لصوص والمجموعات والأحزاب مجرد شبكات وعصابات للفساد والسرقة لهذا من يريد ويبتغي الفساد والسرقة والنفوذ عليه ان ينتمي الى هذه المجموعات والأحزاب والتيارات والكتل السياسية فيمكنه الحصول على مبتغاه ويحقق حلمه
لو دققنا في ثروة كل عناصر الطبقة السياسية التي استولت على الحكم بعد تحرير العراق من عبودية النازية الصحراوية من حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة من حكم القرية وقارنا بين ما كانوا يملكون من ثروة قبل تسلمهم الحكم وبين ما يملكون بعد تسلمهم الحكم فكان الكثير منهم لا يملك شي حفاة عراة لا يجدون ما يشبع بطونهم وفجأة أصبحوا يملكون كل شي حتى أصبحت ثروتهم لا تعد ولا تحصى عقارات و أرصدة في داخل العراق وخارجه وجامعات ومدارس خاصة وشهادات عليا وجعلوا من الشعب خادما لهم حتى وضعوه تحت أقدامهم يعاني الفقر والجهل والظلم فساد الفساد والفاسدين والإرهاب والإرهابيين حتى أصبح الشعب العراقي محاصرا بين الفاسدين والإرهابيين أحدهم أشد قسوة من الآخر لا يعرف كيف ينقذ نفسه وكيف ينقذ نفسه من الفساد والإرهاب وهم أخوة من بطن واحد وأحدهم يحمي الآخر ويدافع عنه
وهكذا أصبحت الأحزاب والتيارات والمجموعات السياسية مقرات لعصابات السرقة والرذيلة والرشوة والنصب والاحتيال وأهل الرذيلة والمتاجرة بكل أنواع الموبقات المختلفة حتى أنهم فاقوا فساد ورذيلة صدام وزمرته الخاصة في حين المواطن العراقي وخاصة الصادق الشريف الأمين يعاني الفقر والجوع والذل والقهر
المعروف ان السياسيين في بلدان العالم يتفقون دائما على حل مشاكل شعوبهم والقضاء على معاناتهم وتحقيق طموحاتهم اما ساسة العراق فأنهم يتفقون على تعقيد مشاكله وزيادة معاناته لأنهم يرون في حل مشاكله وإنهاء معاناته خطرا على مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية
لهذا يشجعون على الصراعات الطائفية والحروب العنصرية وحكومة المحاصصة ويدافعون عنها ويسعون دائما الى إلغاء القانون والمؤسسات القانونية والدستور والمؤسسات الدستورية ويلجئون الى شيوخ العشائر وأعرافها البالية من أجل الاستمرار في الحكم والتسلط لحماية أنفسهم ومكاسبهم التي حصلوا عليها
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here