طراطير العراق

بقلم رفعت الزبيدي

طَراطِير مُفردها طَرطور معناها التافه الضعيف. هذا قدر العراق أن يحكمه طراطير مابعد 2003. رئيس الحكومة العراقية المُكلّف مؤقتا بعد مرحلة الحكم الانتقالي هو الدكتور أياد علاوي الأمين العام لحركة الوفاق الوطني. هل حققّت حركته وفاقا وطنياً في وقت عصيب مرّ به العراق عام 2004؟ بقي أمينا عاما لحركة الوفاق الوطني وانتقلت عناوينه الوظيفية من رئيس الوزراء الى نائب رئيس الجمهورية عام 2014 . العراقيون وحين يُذكر إسم أياد علاوي يسخرون منه بعبارته المشهورة ( والله ما أدري ) فالعراق يعيش أزمات متعددة وسرقات مستمرة من شركاء علاوي في العملية السياسية ومازال يقول والله ما أدري.

الأسم الثاني كرئيس للسلطة التنفيذية في العراق بعد العام 2003 هو الدكتور إبراهيم الجعفري. أطلق عبارته المشهورة عند تشكيل حكومته بحكومة الوحدة الوطنية عام 2005 . عُرف عنه بكثرة تقمبزاته الفلسفية ولعلّ المارد والقُمقُم أبرز مآثره الفكرية. خرج من رئاسة الحكومة ولم تتحقق على عهده الوحدة الوطنية.

الأسم الثالث نوري المالكي أو مايُعرف عنه بتاج الرأس. قدّم برنامجه الحكومي عند تأسيسها عام 2006 وكان برنامجا خيالياً تكون من 34 بندا واطلق نوري الملكي على حكومته بحكومة الشراكة الوطنية وكذلك حكومة الأمن والخدمات . تذكّروا حكومة الجعفري حكومة الوحدة الوطنية وحكومة المالكي حكومة الشراكة الوطنية. هذه في ولايته الأولى. وفي ولايته الثانية أطلق عنوان حكومة الاعمار والبناء . أما الاسم الرابع لرئاسة الحكومة فكان الدكتور حيدر العبادي كأسلافه متعهدا باعادة بناء مؤسسات الدولة وحصر السلاح بيدها وضمان حقوق الانسان. وللأسف جاء من بعده الملقب بعادل زوية الذي أُجبر على الاستقالة بعد مجازر قتل المتظاهرين المدنيين والتي بلغ عدد الشهداء أكثر من 700 شهيد وآلاف الجرحى. هؤلاء الطراطير حكموا العراق. ومن يلاحظ عناوين برنامجهم الحكومي ووعودهم المشتركة /

· حكومة الوحدة الوطنية

· حكومة الشراكة الوطنية

· حكومة الأمن والخدمات

· حكومة الاعمار والبناء

· حكومة الخبرة والقيادة ( عادل عبد المهدي )

السؤال / هؤلاء هم طراطير العراق وطبعا معهم زملاءهم في المجلس التشريعي منذ تأسيسه في أول انتخابات والى اليوم ، ترى ماذا عن مصطفى الكاظمي هل سيكون طرطورا آخر يُضاف الى القائمة؟ أعتقد أنه سيمتاز عنهم كونه مستقلا وهو الحلقة الأضعف في العملية السياسية ووفق قياسات الكتل السياسية. فمن طرطور الى آخر هو تاريخ العراق الحديث، ولذلك فان تغيير العملية السياسية لابد منه ليشهد العراق تحولا جذريا في مفهوم القيادة والادارة . عملية التغيير لن تتم الا من خلال معارضة وطنية مستقلة وقوية تستمد شرعيتها من ثورة تشرين وحركة الاحتجاجات المدنية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here