إلى مصطفى الكاظمي : أن كنتَ تعلم مصيبة أم لا تعلمُ فالمصيبة أعظم !!

بقلم مهدي قاسم

بالرغم من تهديدات و وعود رئيس الحكومة السيد مصطفى الكاظمي مرارا وتكرارا ــ قبل وبعد تسلمه رئاسة الحكومة ــ بمحاسبة قتلة المتظاهرين تحريا و اعتقالا و من ثم معاقبتهم قضائيا ، إلا أنه يبدو أن هؤلاء القتلة ” الملثمين و المعروفين جيدا من قبل أجهزة الأمن المختلفة ، لم يأخذوا تهديداته بجدية أو بنظر الاعتبار ، بقدر ما ينظرون إليها كمن يسمع عفطة عنزة ، بل إنهم يستخفون بهذه التهديدات استهانة و استهتارا ، بدليل أن عمليات اغتيال و قتل النشيطين أو المحسوبين على المتظاهرين وخطف بعض آخر منهم لا زالت قائمة وجارية بنفس النشاط و الشراسة العدوانية والحاقدة ة، وإن كانت بوتيرة وأعداد أقل بعض الشيء مما في السابق ، بالرغم من انحسار موجة التظاهرات إلى حد أدنى ..

فما الذي يجب أن يُستنتج أو يُستشف من كل هذا ؟..

أولا : اطمئنان القتلة الملثمين بعدم ملاحقاتهم جنائيا أو معاقبتهم قضائيا ، كضمانة أكيدة ومقدمة من جهات نافذة مهيمنة مثل ميليشيات بلطجية و أطراف إيرانية متسلطة ومتنفذة في المنطقة الغبراء ..

ثانيا : احتمال عقد صفقات سياسية خلف الكواليس مع مصطفى الكاظمي من قبل ممثلي الدواعش الشيعة السياسيين ــ أي بعض الميليشيات ــ ليس فقط بعدم ملاحقتهم ، وأنما السماح لهم بقتل المتظاهرين ولو على ” الخفيف ” يعني بين قتل واغتيال وخطف و تغييب بأعداد أقل مما في السابق ، مقابل القبول به والتصويت له في مجلس النواب لحصول حكومته على أغلبية الأصوات ..

ثالثا : احتمال أن لا يختلف مصطفى الكاظمي بشيء كثير عن أقرانه من رؤساء الحكومة السابقين ، و هذا يعني القيام ببعض إصلاحات سطحية و شكلية لذر الرماد في العيون ، مثلما فعل المالكي والعبادي قبلا ، ثم التراجع والانتكاسة و التقهقر مجددا إلى سياسة خير سلف غابر لخلف حاضر !! ، والمراوحة الدائمة هناك لحين انتهاء مدة التكليف أو الإجبار على تقديم الاستقالة ، مثلما في حالة الثور الهولندي الهرم عادل عبد المهدي ، والذي كان يجب عدم السماح له بالسفر بهدف مقاضاته كمجرم ضليع في قتل جماعي ضد المتظاهرين ..

ولكن مع ذلك ، و رغما على ذلك ، لا زلتُ مقتنعا بل ومتمسكا بقولي السابق الذي أكدتُ مؤخرا عليه في مقالاتي السابقة ا إلا وهو :

ـــ كل إنسان يستحق فرصة مناسبة لفترة معينة ، لتحقيق ما يزعم و ينوي تنفيذه من طموحات ومشاريع و إصلاحات ، و يجب أن لا يكون مصطفى الكاظمي استثناء من إعطاء مثل هذه الفرصة ..

فالمسالة في النهاية هي مسألة وقت سواء طال أو قصر

لتتضح الحقيقة والصدق والاستقامة مكشوفة من بين كذب و خديعة و تضليل ..

هامش ذات صلة :

( نجا الشاعر المتظاهر محمد الكعبي من محاولة اغتيال في ساحة التظاهر في كربلاء . يتبع .ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here