رسالة مفتوحة الى السيد رئيس مجلس الوزراء.. هل يكفي ان يكون الوزيرغيرحزبيا,ان كان الحزبيون يديرون الوزارة فعلا؟

رسالة مفتوحة الى السيد رئيس مجلس الوزراء
هل يكفي ان يكون الوزيرغيرحزبيا,ان كان الحزبيون يديرون الوزارة فعلا؟

سيادة رئيس مجلس الوزراء المحترم

تحية عراقية خالصة

ونحن نتابع جهودكم المخلصة في العمل على اصلاح ماخربته الحكومات السابقة,يملأقلوبنا,ألمتعبة المكلومة,الامل بتحقيقكم النجاح في تشكيل حكومة نظيفة مخلصة تمثل ارادة الشعب وتحفظ له كرامته وتعيد اليه حقوقه المسلوبة,خصوصا بعدأن انجزت أول مطاليبنا باختيارمعظم الوزارء من التكنوقراط,غيرالحزبيين,ولكن,وبعدأن وعدت باكمال الكابينة الوزارية قبل حلول العيد,للاسف لم تتمكن من تحقيق وعدك,وذلك يشكل مبعثا للقلق,حيث انه يبدوواضحا ن سيادتك تتعرض الى ضغوطات الاحزاب,وانك غيرقادرواقعياعلى اتخاذ قرارات مستقلة,رغم انك قدأكتسبت الشرعية اللازمة,بعدأن اديت اليمين,واصبحت لك صلاحية اختياربقية الوزراء.
هذاألامرليس مستغربا,حيث ان أكبرألمتفائلين لم يكن يتوقع ان يتم هذاألامربمثل هذه السرعة,والسهولة المفترضة,لأن موافقة البرلمان على منحكم الشرعية مع اغلبية مجلس الوزراء,كان امرا يشبه تجرع السم بالنسبة لاغلبية الاعضاء,والذين يمثلون الاحزاب الفاسدة التي جثمت على كاهل الشعب وتسببت في اسوأوضع سياسي ومعاشي,ليس في تاريخ العراق فقط,بل العالم اجمع.
سيدي الفاضل
لااحد توهم بأن الامورقد استقرت لصالح حكومتكم,واجندتكم الاصلاحية,حيث ان الامرجلل,والوضع العام شديدألخطورة,فهذه الطبقة السياسية الغارقة بالفساد,والجريمة المنظمة,قد غرزت أنيابها عميقافي جسدألدولة,وهي تملك المال والرجال المسلحين,الذين لايتوانون عن ارتكاب ابشع الجرائم,ولايهمهم ان احترق الوطن على من فيه,ولايمكن للعاقل ان يصدق بأنهم سوف يرفعون الراية البيضاء نزولا عند ارادة الشعب الثاثر.بمثل هذه السهولة
كما ان هذا الامريثير تساؤلا مشروعا طالما راودنا,واقلقنا,وهو:-حتى لوأفترضنا ان كل الكابينة الوزارية ستكون من التكنوقراط المستقلين غيرالمرتبطين بأية احزاب أوتيارات,فهل سيتمكنون من ادارة وزاراتهم بحرية,وبدون تدخل حيتان الفساد,من وكلاء الوزارات,والمدراء العامون ورؤساء الاقسام,الذين يتحكمون منذ سنوات بكل صغيرة وكبيرة في تفاصيل العمل الوزاري؟
كل الدلائل والاحتمالات تؤكد أن بقاء الهياكل الادارية على هذا الحال,والاكتفاء بتغييرالوزير,سوف يكون فعل حق وراءه باطل,وان العصابات الحاكمة المتسلطة على كل مفاصل الدولة,ستستمر بممارسة كل انواع التدليس,والفساد الاداري والمالي,وستضع اللوم على الوزير,لتفشل فكرة ان التكنوقراط هم الحل
لذلك ارى أن تباشروا فورابتغيير أطقم الوزارات,واجراء المناقلة بين الوزارات,وترشيق الدرجات العليا في كل وزارة,لان معظمهم لادور لهم الا ادارة ملفات الرشوة والفساد,واختيار الهياكل الادارية من التكنوقراط الاكفاء,الذين لم تسجل ضدهم ملاحظات فساد,ودعم وزارتاالداخلية ووزارة العدل,بشكل خاص,وابتداء عملية الاصلاح بتنضيف هاتان الوزارتين,لما لهما من اهمية قصوى في تنفيذ عملية ملاحقة ومحاسبة الفاسدين في كل وزارات الدولة,كما انتهز الفرصة للاعلان عن تقديري واحترامي واكباري للخطاب المسؤول الذي القاه السيد وزير الداخلية وفي اول جلسة لكوادر وزارته,مع تمنياتنا له بالنجاح,وان يكون قدوة لغيره

هذه وجهة نظري كمواطن عراقي ,منكوب وملكوم مما حل بوطني الحبيب,متمنيا على سيادتكم دراستها ,ولو اني متأكد من انكم قد اخذتم تلك الاموربنظرالاعتبار
وبالختام احب ان اقول:-
ندرك تماما ان مهمتكم صعبة جدا,لكن الشعب العراقي يستحق التضحية والنضال من اجل اخراجه من هذا المستنقع النتن,وثق بأنك تعيش اليوم مفصلا تاريخيا,وفيه مفترق طرق ما بين الخلود والسؤدد,أو
اسأل الله لكم التوفيق والنجاح
وكل عام وانتم والعراق الحبيب بالف خير

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here