الحسين بن علي 8

الحسين بن علي 8

علي الابراهيمي

بقية جيش بني امية

12 – أسماء بن خارجة

ابن حصن بن حذيفة بن بدر الأمير أبو حسان . وقيل : أبو هند ، الفزاري الكوفي من كبار الأشراف . وهو ابن أخي عيينة بن حصن أحد المؤلفة قلوبهم . روى أسماء عن علي ، وابن مسعود . وعنه : ولده مالك ، وعلي بن ربيعة . وفيه يقول القطامي : إذا مات ابن خارجة بن حصن فلا مطرت على الأرض السماء ولا رجع البريد بغنم جيش ولا حملت على الطهر النساء قال ” المحدث مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة الفزاري ” : أتيت الأعمش ، فانتسبت له ، فقال : لقد قسم جدك أسماء قسما ، فنسي جارا له ، فاستحيى أن يعطيه ، وقد بدى غيره ، فدخل عليه ، وصب عليه المال صبا . أفتفعل ذا أنت ؟ وروى أبو إسحاق ، عن أبي الأحوص ، قال : فاخر أسماء بن خارجة رجلا ، فقال : أنا ابن الأشياخ الكرام . فقال ابن مسعود : ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق الذبيح بن إبراهيم الخليل . إسناده صحيح . قال خليفة بن خياط : مات أسماء سنة ست وستين . قلت : ومن أولاده شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة . وبنو فزارة من مضر . ولخارجة أيضا صحبة يسيرة ، ولا رواية له ولا لعيينة [1].

وعن البختري بن هلال قال: دخل أسماء بن خارجة على عبد الملك بن مروان، فقال له عبد الملك: قد بلغني عنك خصال كريمة شريفة، فأخبرني عنها؛ قال: يا أمير المؤمنين، هي من غيري أحسن؛ قال: فإني أحب أن أسمعها منك فأخبرني بها، قال: يا أمير المؤمنين، ما أتاني رجل قط في حاجة صغرت أو كبرت فقضيتها، إلا رأيت أن قضاءها ليس يعوض من بذل وجهه إلي؛ ولا جلس إلي رجل قط إلا رأيت له الفضل علي حتى يقوم من عندي؛ ولا جلست مع قومٍ قط فبسطت رجلي إعظاماً لهم وإجلالاً حتى أقوم عنهم. قال له عبد الملك: حق لك أن تكون شريفاً سيداً. قال أسماء بن خارجة: ما شتمت أحداً قط، ولا رددت سائلاً قط، لأنه إنما يسألني أحد رجلين: إما كريم أصابته خصاصة وحاجة، فأنا أحق من سد خلته، وأعانه على حاجته، وإما لئيم أفدي عرضي منه. وإنما يشتمني أحد رجلين: كريم كانت منه زلة وهفوة، فأنا أحق من غفرها، وأخذ بالفضل عليه فيها؛ وإما لئيم فلم أكن لأجعل عرضي له غرضاً؛ وما مددت رجلي بين يدي جليس لي قط فيرى أن ذلك استطالة مني عليه؛ ولا قضيت لأحد حاجة إلا رأيت له الفضل علي حيث جعلني في موضع حاجته. وأتى الأخطل عبد الملك فسأله حمالات تحملها عن قومه، فأبى وعرض عليه نصفها؛ فقدم الكوفة فأتى بشر بن مروان فسأله، فعرض عليه مثل ما عرض عليه عبد الملك، ثم أتى أسماء بن خارجة فحملها عنه كلها … وعن العتبي، عن أبيه، أن أسماء بن خارجة شرب شراباً يقال له: الباذق، فسكر، فلطم أمه! فلما صحا قالوا له، فاغتم وقال لأمه: من الخفيف لعن الله شربة جعلتني … أن أقول الخنا لكم يا صفية لم تكوني أهلاً لذاك ولكن … أسرع الباذق المقدي فيه قال الرياشي: المقد: قرية من قرى حمص، وأصل الباذق: الباذاه بالفارسية، وإنما يعرف بالمقدية، وهو حصن من أرض البلقاء. قال عبد الملك ذات يوم لجلسائه؛ هل تعلمون بيتاً قيل لحي من العرب لا يحبون أن لهم به مثل ما ملكوا، أو قيل فيهم ودوا لو فدوه بجميع ما ملكوه؟ فقال له أسماء بن خارجة: نعم يا أمير المؤمنين، نحن، قال: وما ذاك؟ قال: قول قيس بن الخطيم الأنصاري: من الوافر هنينا بالإقامة ثم سرنا … كسير حذيفة الخير بن بدر فوالله ما يسرنا أن لنا به مثل ما نملك؛ وقول الحارث بن ظالم: من الوافر فما قومي بثعلبة بن سعد … ولا بفزارة الشعر الرقابا والله إني لألبس العمامة الصفيقة فيخيل إلي شعر قفاي قد خرج منها [2].

وفي ترجمة بنته ( هند ) : هند بنت اسماء بن خارجة بن حصن كَانَتْ زَوْجَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا كَانَتْ لا تُفَارِقُهُ وَحِينَ تَوَجُّهِهِ مِنْ دِمَشْقَ كَانَتْ مَعَهُ. حكى جعفر بْن شاذان ، عن الحرمازي ، أخبرني الوليد بْن هشام بْن قحذم ، كاتب خالد بْن عبد اللَّه ، وكاتب يوسف بْن عمر ، قَالَ : كانت هند بنت أسماء بْن خارجة عند عبيد اللَّه بْن زياد ابْن أبيه ، وهو ابتكرها ، وكانا لا يفترقان في سفر ، ولا حضر ، فقتل يوم الخازر ، وهو من الزاب ، وهي معه ، فقالت : لا يستمكن هؤلاء مني ، ثم شدت عليها قباءه ، وعمامته ، ومنطقته ، وركبت فرسه الكامل ، ثم خرجت حتى دخلت الكوفة في بقية يومها ، وليلتها ليس معها أنيس ، ثم كانت بعد من أشد خلق اللَّه حزنا عليه ، وتذكرا له وذكر ، قَالَ : فقالت هند : إني لأشتاق إلى القيامة لأرى فيها عبيد اللَّه بْن زياد [3].

وعن الشيباني عن عوانة قال : ذكر النساء عند الحجاج، فقال عندي أربع نسوة: هند بنت المهلب، وهند بنت اسماء بن خارجة، وأم الجلاس بنت عبد الرحمن بن أسيد، وأمة الرحمن بنت جرير بن عبد الله البجلي. فأما ليلتي عند هند بنت المهلب فليلة فتى بين فتيان، يلعب ويلعبون؛ وأما ليلتي عند هند بنت اسماء فليلة ملك بين الملوك؛ وأما ليلتي عند ام الجلاس فليلة اعرابي مع اعراب في حديثهم وأشعارهم. وأما ليلتي عند امة الرحمن بنت جرير فليلة عالم بين العلماء والفقهاء [4].

وفِي ترجمة تهذيب التهذيب للحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب : وقال الجعابي: وحضر مع عمه كربلاء فحماه أسماء بن خارجة الفزاري لأنه بن عم أمه [5].

13 – كثير بن شهاب

الحارثي‏.‏ في صحبته نظر‏.‏ عداده في الكوفيين، وهو الذي قتل جالينوس الفارسي يوم القادسية، وأخذ سلبة‏.‏ وقيل‏:‏ قتله زهرة بن حوية‏.‏ روى عنه عدي بن حاتم إن كان محفوظا‏.‏ روى أحمد بن عمار بن خالد، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه قال‏:‏ أراه عن الأعمش، عن عثمان بن قيس، عن أبيه، عن عدي بن حاتم قال‏:‏ حدثني كثير بن شهاب في الرجل الذي لطم الرجل، فقالوا‏:‏ يا رسول الله، ولاة يكونون علينا، لا نسألك عن طاعة من انقى وأصلح، ولكن من فعل وفعل‏.‏ فقال‏: ‏”‏اتقوا الله واسمعوا، وأطيعوا‏”‏‏.‏ أخرجه الثلاثة‏.‏وقال أبو نعيم‏: ذكره المتأخر من حديث أحمد بن عمار، عن عمر بن حفص عن أبيه- أراه عن الأعمش- عن عثمان بن قيس‏.‏ والصحيح ما رواه علي بن عبد العزيز، وأبو زرعة، وأبو شيبة إبراهيم بن عبد الله، عن عمر بن حفص، عن أبيه، عن عثمان بن قيس، عن عدي قال قلنا‏:‏ يا رسول الله‏.‏ ولم يذكر الأعمش، ولا كثيراً [6]‏.‏

وعن حمزة الزيات قال: كتب عمر إلى كثير بن شهاب: مر من قبلك فليأكل الخبز الفطير بالجبن، فإنه أبقى في البطن. قال أبو مخنف عمن ذكره: وكتب – يعني زياداً – : شهادة الشهود – يعني الذين شهدوا على حجر وأصحابه – في صحيفة، ثم دفعها إلى وائل بن حجر الحضرمي، وكثير بن شهاب الحارثي، وبعثهما عليهم وأمرهما أن يخرجاهم. وجاء وائل بن حجر، وكثير بن شهاب، فأخرجا القوم عشية، قال: فمضوا بهم حتى انتهوا إلى الغريين، فلحقهم شريح بن هانئ معه كتاب، فقال لكثير: بلغ كتابي هذا أمير المؤمنين، فقال: ما فيه؟ فقال: لا تسألني، ما فيه حاجتي. فأبى كثير، وقال: ما أحب أن آتي أمير المؤمنين بكتاب لا أدري ما فيه، وعسى لا يوافقه، فأتى به وائل بن حجر، فقبل منه، ثم مضوا حتى انتهوا إلى مرج عذراء، وبينها وبين دمشق اثنا عشر ميلاً. قال محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: كثير بن شهاب بن الحصين ذي الغصة، سمي بذلك لغصة كانت في حلقه، ابن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب بن مذحج. وكان أبوه شهاب بن الحصين قتل قاتل أبيه الحصين يوم الردة. وكان كثير بن شهاب سيد مذحج الكوفة، وكان بخيلاً، وكان قليل الحديث. قال العجلي: كثير بن شهاب كوفي تابعي ثقة [7].

وفِي الكامل في التاريخ : ثم دفع زيادٌ حجر بن عدي وأصحابه إلى وائل بن حجر الحضرمي وكثير ابن شهاب وأمرهما أن يسيرا بهم إلى الشام فخرجوا عشية فلما بلغوا الغريين لحقهم شريح بن هانىء وأعطى وائلًا كتابًا وقال‏:‏ أبلغه أمير المؤمنين فأخذه وساروا حتى انتهوا بهم إلى مرج عذراء عند دمشق وكانوا‏:‏ حجر ابن عدي الكندي والأرقم بن عبد الله الكندي وشريك بن شداد الحضرمي وصيفي بن فسيل الشيباني وقبيصة بن ضبيعة العبسي وكريم بن عفيف الخثعمي وعاصم بن عوف البجلي وورقاء بن سمي البجلي وكدام بن حيان وعبد الرحمن بن حسان العنزيين ومحرز بن شهاب التميمي وعبد الله بن حوية السعدي التميمي فهؤلاء اثنا عشر رجلًان وأتبعهم زياد برجلين وهما‏:‏ عتبة بن الأخنس من سعد بن بكر وسعد بن نمران الهمداني فتموا أربعة عشر رجلًا‏.‏فبعث معاوية إلى وائل بن حجر وكثير بن شهاب فأدخلهما وأخذ كتابهما فقرأه [8].

وفي دوره في إبعاد الناس عن مسلم بن عقيل قال الطبري : عن عبد الله بن خازم الكثيري من الأزد، من بني كثير، قال: أشرف علينا الأشراف، فتكلم كثير بن شهاب أول الناس حتى كادت الشمس أن تجب، فقال: أيها الناس، الحقوا بأهاليكم، ولا تعجلوا الشر، ولا تعرضوا أنفسكم للقتل، فإن هذه جنود أمير المؤمنين يزيد قد أقبلت، وقد أعطى الله الأمير عهدًا: لئن أتممتم على حربه ولم تنصرفوا من عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء، ويفرق مقاتلتكم في مغازي أهل الشأم على غير طمع، وأن يأخذ البريء بالسقي، والشاهد بالغائب، حتى لا يبقى له فيكم بقية من أهل المعصية إلا أذاقها وبال ما جرت أيديها؛ وتكلم الأشراف بنحو من كلام هذا؛ فلما سمع مقالتهم الناس أخذوا يتفرقون، وأخذوا ينصرفون [9].

ومن سؤال المرأة الكوفية – حين رأت سبي نساء آل البيت النبوي يدخل الكوفة – عن اي الاسارى هم ؟ دليل انشغال الكوفة – الكبرى – حينئذ بالفتح وكثرة الاسرى وان أهلها كانوا على ملل ونحل مختلفة واهتمامات متفرقة , الى ان اعادت خطبة زينب بنت علي تدوير الفكر الكوفي من الفئة الأولية , لتنقله الى المرحلة المتقدمة في المعرفة العلوية[10] . حيث بدأت العلوية زينب ثورة الهداية الكبرى بتعريف هذا السبي العلوي انه ( سبي آل محمد ) , ليكون عنواناً ومنطلقاً لما يأتي . ثم خطبت فكانت خطبتها تلامس العاطفة وتستنهض الغيرة وتجلي الفطرة وتستند الى الدين وتحذر من المستقبل بما فعل اهل الحاضر الذين اصابهم داء الماضي . فكانت خطبتها هي البادئة لعصر التشيع التام في العراق[11] . ليتسنى – بعد هذا التعريف والاستنهاض الزينبي للخط العام غير المتمذهب من اهل الكوفة الذي يتحرك ضمن اطار السلطة الرسمية بأي عنوان فكري كانت – لزين العابدين علي بن الحسين الشهيد ان يغيّر معادلة الفكر الكوفية باتجاه الا يكونوا مع السلطة ولا ضد ال محمد , كمرحلة أولى على خط الثورة[12] . لا سيما مع معرفة هؤلاء من أبناء الخط العام بشرف نسب آل النبي كحد ادنى واعترافهم انه خير الناس , لا على نحو عقائدي وانما اجتماعي , كما في إقرار سنان بن انس النخعي احد قتلة الحسين عند باب ابن زياد انه قتل خير الناس اماً وابا . فكان ان نطق الصم البكم سياسياً من الفقهاء والصحابة والتابعين أمثال انس بن مالك وزيد بن ارقم امام ابن زياد وهو يضرب ثنايا الحسين غاضبين من فعله ومادحين للحسين شكلاً ومضمونا , الامر الذي جعلها شهادة أخرى تحرك ذهن الخط العام باتجاه ال البيت لم يتعمدها هؤلاء[13] .

[1] سير أعلام النبلاء / ج ٣ / من أدرك زمان النبوة / أسماء بن خارجة

[2] مختصر تاريخ دمشق / ابن منظور / ج ٢ / ترجمة أسماء بن خارجة

[3] تاريخ دمشق / ابن عساكر / حرف الهاء / هند بنت أسماء بن خارجة بن حصن

[4] العقد الفريد / ابن عبد ربه الأندلسي / ج ٧ / كتاب المرجانة الثانية في النساء وصفتهن / صفات النساء واخلاقهن / الحجاج في نسوته

[5] تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني / ج ٢ / باب الحاء / ترجمة ٤٨٧

[6] أسد الغابة في معرفة الصحابة / ج ٤ / ص ٢٣١

[7] مختصر تاريخ دمشق / ابن منظور / ج ٦ / ترجمة كثير بن شهاب

[8] الكامل في التاريخ / ابن الأثير / الجزء الثاني / حوادث سنة أحدى وخمسين / مقتل حجر بن عدي

[9] تاريخ الرسل والملوك / الطبري / ج ٥ / أحداث سنة ٦٠

[10] اعيان الشيعة \ ج 1 \ ص 613

[11] اعيان الشيعة \ ج 1 \ ص 613

[12] اعيان الشيعة \ ج 1 \ ص 614

[13] اعيان الشيعة \ ج 1 \ ص 614


المدونة الشخصية :

http://freepapers1980.blogspot.com

( اوراق )

مدونة حرة .. تهدف الى تحرير العقل من قيود الاستعباد والاستغلال

صفحات التواصل الاجتماعي :

facebook

Ali H Ibrahimi

twitter

https://twitter.com/a1980a24

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here