موقع أميركي: الكاظمي يرغب بدولة ذات سيادة وينتقد سياسات الحكومات السابقة

ترجمة / حامد احمد

قبل ان يتسلم ارفع منصب سياسي في البلد، كان رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، الذي تم تنصيبه مؤخرا، من اشد المنتقدين لسياسات سلفه ممن تسلموا قيادة الحكومات السابقة في تحويل العراق الى بلد تتحكم به ايران بنظر بقية دول العالم .

في عام 2013، خلال فترة حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كتب الكاظمي مقالا في موقع المونيتر الاخباري قال فيه: “وجود عراق قوي متماسك ينعم بتعايش سلمي هو الخيار الافضل لخدمة مصالح العراق على المدى البعيد .”

ومضى في مقاله قائلا “مع ذلك، لا يمكن ان يتحقق هذا الشيء ما لم تقتنع الاطراف الاقليمية والدولية التي تعتبر العراق ليس سوى بلد تابع لايران بعكس ذلك، وبتفعيل الحكومة العراقية سياسات اكثر استقلالية .” التصويت للكاظمي الذي حصل هذا الشهر لاقى ترحيبا من كلا الدولتين الولايات المتحدة وايران، مما اثار ذلك تساؤلات فيما اذا سيتمكن الزعيم الجديد من الحفاظ على ما يبدو علاقات ثنائية شاملة، في وقت تستمر فيه الولايات المتحدة في فرض عقوبات صارمة على ايران . الولايات المتحدة سارعت من جانبها الى منح العراق استثناء من العقوبات لمدة 120 يوما يسمح له بالاستمرار في استيراد الغاز والكهرباء من ايران. وحسب ما جاء في بيان صادر عن الخارجية الاميركية، ان هذا كان بمثابة “بادرة حسن نية من جانبنا للمساعدة في توفير الظروف الملائمة لتحقيق نجاح .” وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو اتصل بالكاظمي ووعده بدعم الولايات المتحدة لحكومته . وقال بومبيو في تغريدة له الاسبوع الماضي “تعهدت لان اساعده لتحقيق برنامجه الحكومي الجريء في سبيل مصلحة الشعب العراقي.”

خلال الاسبوع الاول من تسلمه لمنصبه كرئيس للوزراء، اصدر الكاظمي قرارا بإطلاق سراح جميع المحتجزين من المتظاهرين الذين تم اعتقالهم من قبل الحكومة السابقة. وتوجه مباشرة ايضا ليتعقب فصيلا مسلحا مقربا من ايران متهم بقتل محتجين في البصرة وغلق مكتبهم هناك .

بلال وهاب، باحث مختص في الشأن العراقي من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى، قال لموقع صوت اميركا: “اولوية الكاظمي هذه ضرورية جدا للسيطرة على الضرر الذي حصل خلال فترة حكم عادل عبد المهدي، واشتمل ذلك على توغل نفوذ المليشيات وعزلة العراق الاقليمية والدولية بسبب تقارب بغداد من طهران كثيرا، وكذلك سعيه لمحاسبة المتسببين بالقمع الوحشي ضد المحتجين .”

قبل تسنمه للمنصب كان الكاظمي مديرا لجهاز المخابرات الوطني، وهو الجهاز الذي لعب دورا حيويا تحت قيادته في الحاق الهزيمة بتنظيم داعش وطرده من الاراضي التي كان يسيطر عليها في البلاد. عباس كاظم، خبير عراقي من المجلس الاطلسي للبحوث، قال “لقد اصلح الكاظمي جهاز المخابرات بشكل جيد جدا”، مشيرا الى ان “الكاظمي حول جهاز المخابرات الى جهاز اكثر فعالية ومؤسسة لا سياسية تنسق مع عدة دول متباينة مثل السعودية وايران والولايات المتحدة، في قضايا متعلقة بمكافحة الارهاب” . واضاف الباحث كاظم بقوله “كان واثقا بتوفير معلومات حيوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ادت الى مقتل زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي.”

وكان خبراء ومراقبون قد اكدوا بان السياسات الطائفية التي انتهجتها الحكومات السابقة عقب الغزو الاميركي للعراق عام 2003 قد ساهمت بشكل كبير في نشوء تنظيم داعش الارهابي .

كان الكاظمي من المنتقدين لسياسة تهميش السنة من خلال ما يطلق عليه سياسة “اجتثاث البعث” التي ادت الى ابعاد الكثير عن وظائفهم.

وفي تصريحات سابقة له قبل ان يتسلم منصب رئاسة الوزراء، قال الكاظمي انه يجب ان لا يكون هناك مرسوم كاسح يطبق على الجميع.

وكتب الكاظمي في مقال له قبل سنة تقريبا من اجتياح داعش لمدينة الموصل “ما يطبق على حزب البعث يجب ان لا يطبق على البعثيين كأفراد. الجميع في العراق يتفق على ان مجموعة من الضغوطات والمساومات واشياء كثيرة مبهمة اجبرت الملايين من العراقيين على الانضمام لهذا الحزب .”

عن: موقع VOA الاميركي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here