دروس وَعِبر مِنَ ألقرأن الكريم

في كلِ عام ومنذ سنين طويله دأبتُ على ختم القرآن الكريم في شهرِ رمضان ، ولكن هذه السَنة قررتُ أن أتفكر في هذا الكِتاب الرباني العظيم وأتعمق بالقصص والأحداث والأحكام والقوانين الإلهيه بدقه لكي أكون متسلحاً ولو بالشيء النزير بمعانيه وقصصه وأحكامه ، وأقارنها بالوضع الراهن الذي تَمُر به البشرية جمعاء ، في سورة ( غافر ) الآيه ( ٥١ ) يقول الباري عزوجل ( يَومَ لاَيَنفَعُ الظالمِين َ مَعذِرَتهُم ، وَلَهُمُ اللعنَةُ وَلَهُم سُوءُ الدار ) ، ولو تمعنا بقراءة القرأن بشكل جيد لوجدنا ان الله سبحانه وتعالى يؤكد في العديد من السور والآيات على قضية الظلم الذي هو أساس كُل بلاء في هذه الامه ألتي ظَلَمت نفسها ، الدرس الذي يجب أن نفهمه من هذه الآيه التي يحثنا فيها الله سبحانه وتعالى على قراءة الماضي والنظر الى الامم السالفة والاطلاع على آثارهم والتمعن بقصصهم والاعتبار منها ، لكي يفهم كل ظالم وجاهل ومتكبر وسارق وفاسد إن الله هو الحق وهو خير الحاكمين وإن الله هو القوي العظيم الجبار المتكبر والذي لاتعجزه قوة الأقوياء وجيوشهم وأموالهم وتفننهم في ظلم وقتل الناس ، وهولاء النفر الذين وعدهم الله بالعذاب وسوء الدار لم يتعظو بأسلافهم الذين سبقوهم ، ولم يتعظو بما أصاب تلك الامم والأشخاص الذين ظلموا وقتلوا وعاثوا في الارض فساداً ، وما ( صدام ) عنا ببعيد !!! ألم يَعلم من حَكَمونا منذ ٢٠٠٣ ولحد الآن إن المقبور صدام لعنة الله عليه كان أقوى منهم وأكثر ُ بطشاً وعمالةً للصهيونيه وخيانةً للوطن ؟ أين أصبح الآن ؟ أينَ أمواله وأولاده وبناته وزوجاته ؟ ألم تَكُن حصونه أشد وأمتن من حصونكم ؟ ألم تكن حماياته أكثر من حماياتكم ؟ وفي النهايه جاء وعد الله ليقول له ولامثاله ( وَمَن يتعدى حدود الله فقد ظَلَمَ نفسه ) ، وجدوه في ( حفره ) أذ ضاقت عليه الارض بما رَحبت وجاء يوم الحق ( ليُشنَق ) حتى الموت أمام أنظار العالم أجمع ، وكنتم أنتم من شنقه وقتله ولكنكم لم تعتبروا منه ومن مصيره المخزي ، فتماديتم ، وسرقتم ، وقتلتم ، وغرتكم الأماني ، وأشعتم الفساد في الارض ، ومسحتم تأريخكم وتأريخ عوائلكم وشهدائكم فبدلاً من أن تترحم الناس عليكم وعلى أجدادكم أصبح لعنَكُم سُنةً جديده في العراق حتى أخذ الجهله يترحموا على المقبور اللعين صدام بسبب أعمالكم الدنيئه ، الى أين أنتم ذاهبون بهذا الوطن ؟ ياويلكم كيف تحكمون !!! ألعار سيلاحقكم ، والذله ستكون لباسكم ، فتعساً لكم ولاحزابكم وتكتلاتكم ، وسيبقى العار يلاحقكم الى أبد ألابدين ….

جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here